عالمية

معركة غزة لم تنته والخطر القادم أكبر مما يتصوره العرب

[ALIGN=CENTER]406198[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]”الأسوأ لم يقع بعد ، معركة غزة رسالة لسوريا أكثر من حماس ، المعركة مستمرة وأخطر مما يتصور العرب جميعا ، لن تعطى الفرصة لأي مقاومة بعد الآن ، توني بلير مهندس قمة شرم الشيخ ، حلف الناتو هو الذي سيتولى عملية إعادة إعمار غزة “، بتلك العبارات الخطيرة لخص الكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل مشهد ما بعد معركة غزة التي وصفها بأنها نهر الدم والجنون.

وفي التفاصيل ، أوضح هيكل أن حرب غزة كانت مخططة منذ فترة طويلة واستغلت إسرائيل لحظة فراغ على الساحة الأمريكية ما بين نهاية عهد بوش وبداية حكم أوباما للشروع فيها ، إلا أن هذا لايعني أنها لم تكن بعيدا عن أعين واشنطن ، فهى تمت بموافقة أمريكية لإزاحة عقبات على الأرض متمثلة في حركة حماس تحول دون تنفيذ مخطط تسوية وتصفية القضية الفلسطينية وفقا للشروط الأمريكية والإسرائيلية.

ومثلما كانت الحرب بموافقة أمريكية ، فهى انتهت أيضا بطلب ولكن من الإدارة الأمريكية الجديدة التي أكدت أنها لا ترغب في رؤية مشاهد دم على الشاشات تغطي على الاحتفال بتنصيب الرئيس باراك أوباما .

وفجر الكاتب الصحفي الكبير خلال برنامج “مع هيكل” على فضائية الجزيرة مفاجأة مفادها أن قمة شرم الشيخ التي استضافتها مصر في 18 يناير بعد يوم من وقف إطلاق النار وشارك فيها عدد من قادة الدول الأوروبية كانت ليست بدعوة من مصر وإنما الذي خطط لها هو رئيس الوزراء البريطاني السابق وممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير في إطار الترتيبات الجديدة للمنطقة والتي تهدد الدول العربية بأكملها ، بالإضافة لشيء آخر يصب في صالح إسرائيل ألا وهو أن بلير هدف من وراء القمة لإيجاد مخرج لإسرائيل عبر استغلال سياسي لمصر التاريخية.

فما جرى في غزة هو مذبحة غير مسبوقة في التاريخ ولكي يتوقف العدوان لابد أن يتحقق هدفه ، ومن هنا خطط بلير للقمة لكي يمكن لإسرائيل أن تستند إليها لوقف إطلاق النار ، كما كانت بمثابة صك غفران أعطته أوروبا لإسرائيل قبل أن تشتد الدعوات لمحاكمتها عن مجازرها ، فتوجه زعماء الدول الأوروبية التي شاركت بالقمة واجتماعهم مع أولمرت كان الهدف منه التغطية على جرائمها خشية لحظة حساب لابد أن تأتيها ، ومن هنا طالب هيكل الدول العربية بالتحرك سريعا لدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل والاستماع لشهادة الأمين العام للأمم المتحدة ، فما جرى كان بشعا ويجب توثيقه .

وبالنسبة لمرحلة ما بعد غزة ، أوضح هيكل أن أمريكا وإسرائيل قامتا بمساعدة سلطة محمود عباس للتخلص من حماس قبل عامين ، وعندما عجز الرئيس محمود عباس عن تحقيق هذا الأمر ، نفذته إسرائيل بنفسها ومن هنا بدأت استراتيجية جديدة في التعامل في المنطقة تقوم على أساس الإجراءات الأحادية وفرض الأمر الواقع وعدم السماح بأية مقاومة ، ولذا فإن معركة غزة كانت رسالة تهديد قوية لسوريا أكثر من حماس .

أيضا فإنه في ظل تلك الاستراتيجية ، بات الرهان على المفاوضات أمرا خاسرا وتضييعا للوقت من قبل إسرائيل وأمريكا ، خاصة وأن حماس جريحة وسلطة رام الله مريضة وفقدت أهميتها لدى داعميها، وبالتالي فإن فرض أي تسوية على الفلسطينيين بات أصعب مما مضى ، ومن هنا رأت إسرائيل وأمريكا ضرورة التحرك الأحادي وكانت البداية في هذا الشأن هى اتفاق رايس – ليفني ، التي وصفها بأنها خطيرة جدا وتحاصر غزة والعالم العربي من البر والبحر والجو ، بل وتهدد وتنتهك سيادة دول عربية كبيرة في إشارة ضمنية إلى مصر.

وفقا لتلك الاتفاقية ، فإن أمريكا غير متفرغة حاليا للشرق الأوسط في ظل الأزمة المالية التي تواجهها ، فيما تسعى أوروبا منذ سنوات للعب دور نشط في المنطقة ، وبالنظر لأن واشنطن لا تريد ترك زمام الأمور في المنطقة لأوروبا ، فقد رأت أن تتعاون معها لفرض الإجراءات الأحادية بما يخدم مصالح إسرائيل وأمريكا وأوروبا في المنطقة ، وكانت آلية التنفيذ في هذا الصدد هى حلف الناتو الذي تشارك فيه إسرائيل أيضا كعضو منتسب.

وبناء على تلك الاستراتيجية الجديدة فإن معركة غزة لم تنته ، حيث سيواصل الغرب إزاحة حماس تماما ، والمعركة القادمة في هذا الشأن هي معركة إعادة إعمار غزة التي سيشرف عليها لا الدول العربية أو سلطة رام الله وإنما حلف الناتو الذي يخطط هو وإسرائيل لتأليب سكان غزة ضد حماس عبر المساعدات والإعمار ، أى أن استراتيجية إزاحة حماس بدأت بالقوة العسكرية وتستكمل بالإعمار والإيقاع بين حماس وسكان القطاع المنكوب ، فاستراتيجية أمريكا وإسرائيل الجديدة ضد المنطقة بدأت بالإجراءات الأحادية وتدخل حلف الناتو واستخدام الإعمار وسيلة لفرض الأمر الواقع وتجاهل المفاوضات أو عدم الجدية فيها.

والخلاصة أن العرب جميعا في بؤرة الخطر ، ولم يعد مهما أن يوافقوا أو يعارضوا ، ولذا انتهى هيكل إلى القول :” كل قوانا يجب أن تتنبه ومشاعرنا يجب أن تتحفز ويدعى شبابنا للمشاركة ، فالمعركة مستمرة بينما العالم العربي كله عجوز ومرهق وضعيف والأجيال الجديدة لم تأخذ فرصتها “. [/ALIGN] محيط

تعليق واحد

  1. حقيقية أنا قد شاهدته الحلقة مبشارة على قناة الجزيرة… ولكن ماقاله هيكل أن الرسالة لسوريا –هذا تحليل غير صحيح .. تخيل أن نثراً أقفل داخل قفص … وبمخالبيه يجرح من أدخله القفص وقد أدمي يديه… واليوم نسمع من أنا فرنسا مستعدة لمراقبة الحدود من على البحر … وأن الإتحاد الأوربي … وأن السلطة وأن الدول العربية ………………..الخ فما بالك بدولة قوية كسوريا لها دفاعاتها وسلاح جوء ومقاومة ممتدة من جنوب لبنان وكلام كثير وكثير جدا…. لذلك مهما كانت قوة إسرائيل فهي ضعيفة… وهم يدركون ضعفهم المشكلة أن قادتنا لا يدركون قوتهم. اللهم أعز الإسلام ونصر الموحدين.