رأي ومقالات

عبد الرحمن حلاوي : فلنتعامل بالمثل بعدم تصدير الإيثانول والصمغ العربي لأمريكا

[JUSTIFY]رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير في خطابه أمام المؤتمر العام الرابع عشر للاتحاد العام للطلاب السودانيين الذي عُقد مؤخراً بقاعة الصداقة بالخرطوم دعا إلى إعادة شعار «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع» للتحرر من الهيمنة الاقتصادية الغربية ليكون شعار المرحلة المقبلة مضيفاً بقوله: «ما دايرين حاجة من بره.. قلنا من قبل لا للبنك الدولي ولا لصندوق النقد الدولي ولنادي باريس ورفضنا الخضوع والخنوع» مشيراً الى توجه الحكومة شرقاً لكسر الحصار الاقتصادي على السودان معتبراً أن التوجه شرقاً بداية لتحرر إفريقيا اقتصادياً من الهيمنة الغربية.. لافتًا إلى أن السودان يعتبر مشروع تحرر مستمر لإفريقيا.

هذا وبعد ثلاثة أيام من حديث الرئيس الذي تناقلته أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية يأتي تصريح صحفي لأجهزة الإعلام من العضو المنتدب لشركة سكر كنانة محمد المرضي التجاني يكشف فيه أن هنالك «18» شركة أمريكية تعمل مع كنانة وأن شركة أمريكية تطلب من مكتب المقاطعة استيراد إيثانول من السودان.. في إشارة واضحة أن كنانة هذا الموسم ستقوم بتصدير الإيثانول لهذه الشركة المعنية. وكذلك وبعد ثلاثة أيام طالعتنا الصحف السيارة اليومية بخبر مفاده «البرلمان يطالب بمنع تصدير الصمغ العربي لأمريكا» حيث جاء في الخبر.. أطلقت نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد دعوة بقبة البرلمان لمنع وصول الصمغ العربي لأمريكا باعتباره تعاملاً بالمثل رداً على تجديد أمريكا عقوباتها الاقتصادية على السودان لمدة عام وعبَّرت عن استغرابها تحول السفارة الأمريكية بالخرطوم لدولة.. وفي ذات الأثناء اشترطت الخارجية رفع العقوبات الاقتصادية فضلاً عن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حيث تركت الأستاذة سامية أحمد محمد الباب مفتوحاً للحوار كشفت عن إيصالها رسالة واضحة لواشنطن بأنه لا فائدة من الحوار إن كان يدور في دائرة مفرغة مؤكدة عدم جدوى تعيين مبعوثين أمريكيين بالبلاد.

كما شددت الأستاذة سامية على ضرورة التعامل بالمثل مع أمريكا ودعت لمنع وصول الصمغ العربي للشركات الأمريكية.
هذا ومن خلال هذا السرد والتحليل نستطيع أن نقول: إن الحصار الجائر من أمريكا على السودان تحمله الشعب السوداني بكل مراراته وصوره وضروبه ودفع ثمنه غالياً وما عاد يحرك ساكناً ولا شعره ولا يلتفت إليه أحد.. وإننا ولكي نخرج من هذا النفق لا بد من الرجوع إلى جادة الطريق والاعتماد على سياسة الاعتماد على الذات بأن نوفر أكلنا وقوتنا وغذاءنا من زراعتنا بأن نفلح الأرض ونشق الأرض شقًا بحفر القنوات ولا نترك شبراً إلا وزرعناه وأن نهتم بثروتنا الحيوانية ونحسن تربية الأبقار والأغنام والضأن والإبل والدواجن والأسماك بهدف توفير اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان ومشتقاتها والخضروات والفواكه والبقوليات ومضاعفة الإنتاج والإنتاجية، والاهتمام بالتصنيع الزراعي والغذائي وأن نكثف من زراعة القمح واستجلاب التقاوي المحسنة لا الفاسدة والضاربة والمنتهية الصلاحية وكذلك الاهتمام بزراعة القطن وكل ما يجلب قيمة مضافة دعماً للاقتصاد الوطني. وفي مجال الصناعة بضروبها المختلفة لا بد من الاهتمام بصناعة الغزل والنسيج وذلك بالقيام بعمليات الإحلال والإبدال لماكينات المصانع القديمة واستبدالها بأحدث التقنيات العالمية بهدف المواكبة وإنتاج أقمشة وملبوسات سودانية تكفينا شر الحصار والخراب والدمار.. وكذلك صناعة السكر والاستفادة من مخلفات هذه الصناعة كالبقاس والمولاس ومعالجة الظواهر السالبة التي تخلفها هذه الصناعة إلى جانب تطوير صناعة الزيوت والجلود والمعادن والنفط والصناعات الصغيرة والتحويلية والثقيلة لإبراز شعار «صُنِع في السودان» وفوق هذا وذاك فلنتجه شرقاً لكسر هذا الحصار الاقتصادي ولنتعامل مع أمريكا بالمثل لا نصدر لها الصمغ العربي ولا نصدر لها الإيثانول ورفض هذا الانكسار والخضوع والخنوع والهيمنة الغربية.. وإلى متى نظل عبيداً لأمريكا والغرب وولدتنا أمهاتنا أحرارا ؟!!

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]