الشرق .. تفلت أم تمرد .. ؟؟
ويلاحظ أن تجدد المواجهات في شرق السودان، وان كانت في شكل حوادث إطلاق للرصاص، وبعد تحذيرات دولية يضع العديد من الأسئلة حول اتفاق الشرق الذي وقع قبل سبع سنوات وعرف باتفاق سلام أسمرا المبرم في 2006 والذي وضع حدًا للمعارك التي اندلعت في تسعينات القرن الماضي في شرق السودان، وهو ضمن الاتفاقات الكثيرة التي وقعتها الخرطوم لوضع حداً لعدة نزاعات داخلية في السنوات الثماني الماضية ونص اتفاق الشرق على تقاسم السلطات وصناديق التنمية، وإعادة دمج المتمردين في الحياة المدنية وقوات الأمن.
ولكن بعد كل هذه السنوات ومشاركة قيادات تلك الأحزاب في السلطة بدأت بعض الأصوات تتحدث بأن بعض البنود الأساسية في الاتفاق لم تطبق بعد، ومعظم سكان الشرق لم يستفيدوا بعد من «عائدات السلام».
وبرز اهتمام أوربي واضح بالشرق وآخره زيارة من وزراء الاتحاد الأوربي للولايات الشرقية للوقوف على المشروعات التي تدعمها بلادهم بإعتبارهم من الدول المانحة لمشاريع دعم صندوق إعمار الشرق لكنهم صرحوا بأن هنالك حالة غضب متنامي بعد سماعهم للأهالي وبعض المسؤولين لم يتفاءلوا بسببها، وتطابق الموقف مع ما حذرت منه المجموعة الدولية للأزمات في قراءتها لتواتر الأحداث بالشرق. وبحسب بيان بعثة الاتحاد الأوروبي بالخرطوم بأن الوفد تناول مناقشة قضايا التعاون في مجالات الحد من الفقر والأمن الغذائي والصحة والتعليم فضلاً عن قضايا التهريب والإتجار بالبشر ودور المنظمات الدولية في شرق السودان وهذه هي الزيارة الثانية المشتركة لسفراء الاتحاد الأوروبي لمنطقة شرق السودان منذ عام 2011م. وكان موقعاً لاتفاق الشرق من الجانب الحكومي الوزير مصطفي عثمان كما ورد في تقرير الأزمات.
المحلل السياسي جمال رستم حذر من تداعيات حادث إطلاق الرصاص على بص الركاب مشيرًا بأنها الحادثة الثانية في غضون هذا الشهر مما يعطي رسائل متعددة تزامنت مع تحذيرات المجموعة الدولية بنذر تمرد بالشر ق وأضاف أن الحادث تزامن مع زيارة الرئيس البشير إلى البحر الأحمر وزيارة الرئيس الارتيرى إلى شرق السودان وعبوره البري عبر أراضى الولاية. ويضيف رستم كل المؤشرات والدلائل التي جاءت في وقت محدد تشكل ضغطاً على الحكومة من عدة مجموعات يمكن القول بأنها واقعة تحت دائرة الاتهام .
ويري البعض أن الحركات في الشرق والأحزاب التي وقعت اتفاق السلام وشاركت في الحكم رغم ذلك كثيرًا ما اشتكت من تهميشها، وعدم استيعاب منسوبيها العسكريين في الخدمة العامة أو المناصب الدستورية ولم يتم توفيق أوضاعهم أو حتى تنفيذ المشروعات التنموية، بل ذهب البعض لطرح تساؤل حول سر غياب الوزير مبروك مبارك سليم الأمين العام لجبهة الشرق قبل تشظيها وإقامته بكسلا في إشارة لإدارة ظهره للحكومة، بينما هناك رأي أن احتمال تفلتات بعض منتسبي جبهة الشرق تقود إلى حالة إعلان تمرد لإرسال ورقة ضغط للحكومة، وأيضا هناك مجموعات التهريب التي حاربتها الحكومة في أنشطتها سواء كانت متاجرة بالبشر أو تهريب ماهو ممنوع، فعكست نشاطها نحو استهداف المواطنين للترويع ربما يكون يكون للتمويه لاستعادة نشاطهم في التهريب ولكن كل هذا يصب في خانة الانفلات الأمني الذي من الممكن أن يهدد استقرار الولاية ويمكن ان يكرر سيناريو الأحداث في دارفور والتي بدأت بهجمات صغيرة مثل هذه التي حدثت الآن بالطريق القومي بالشرق، فيما دعا رستم في حديثه لآخر لحظة الحكومة أن تنتبه الى ما يجري بالشرق وحسمه فورياً قبل أن يتمدد ويصعب التحكم فيها وقال: إن الأحزاب الموقعه لاتفاق الشرق يمكنها الحوار مع الحكومة لاستكمال كافة النواقص فيما اتفق عليه، وعلى الحكومة أن تحكم قبضتها الأمنية لمحاربة العصابات التي تعمل في مجال التهريب رغم جغرافية المنطقة الوعرة، لكنها مكشوفة ويمكن السيطرة الأمنية بالانتشار الواسع للحد من تفلتاتهم حتى لا تكون الحوادث العابرة بمثابة قنابل إعلامية، ورسائل مخيفة تعكس صورة اخرى غير صادقة لما يجري بالشرق ..
صحيفة آخر لحظة
تقرير : عيسى جديد
ت.إ
[/JUSTIFY]
علي الدولة قفل باب التفاوض مع من يحمل السلاح لانها اصبحت مثل ساقية جحا هل لواعلنت اي مجموعة تمردها وحملت السلاح في امريكا هل سوف تفاوضها الحكومة الامريكية كلا سوف تتم ابادتهم فورا كل السودان يعاني من الفقر والتهميش وليس الشرق او الغرب وحدهم التمرد لن يزيد الشرق الا فقرا
التعليق حقنا وينوا برضو جاه الفساد وعدم المتابعة الجيدة