علي الصادق البصير : إدارة السجون تحتاج لإصلاح من داخل الأسوار
و«الترميم» الذي أعنيه أخ الوزير القادم أن يبتعد هذا الجهاز الحساس من تقاطعات السياسة والموازنات وحسم عبارة «دايرين شرطة من أولادنا»، لتظل الشرطة السودانية عريقة بقوميتها، وأن تبدأ جولاتك التفقدية لوحدات الشرطة بالإدارة العامة للشرطة الشعبية، لتقف على هذه التجربة المتفردة على مستوى العالم العربي، وستجد أن آخر من وقف على هذه التجربة وفد رفيع من دولة قطر الشقيقة التي عزمت على تطبيقها وهي تمني نفسها بلوغ مستوى السودان وهي المخرج الوحيد لإشراك المواطن في الهم الأمني.. وقبل أن تبارح المقرن ستجد واحدة من الإدارات المهمة التي أثارت ضجة عالمية بحفظها لحدود الله ومواجهة النشاط الهدام لمجتمع الفضيلة، وهي شرطة أمن المجتمع، التي تحتاج لمزيد من الدعم المعنوي والمادي وإطلاق يدها حتى تبلغ عنان السماء.
ولعل أكثر ما تعانيه الشرطة والأفراد خاصة، هو الوضع المادي المتردي الذي لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع ما يقدمه هؤلاء الفرسان، فعيشتهم مسغبة وضنكاً، وغالبيتهم ينتظرون إنهاء فترة تعاقدهم بفارق الصبر رغم أنهم مؤهلون ويتوجب الحفاظ عليهم لحفظ ماء وجههم ووجه بلادنا.
هناك مسألة أخرى بالغة الأهمية تتعلق بالخدمات التي تقدمها الشرطة للمواطن، وفي غالبيتها مدفوعة القيمة، حيث حولت سياسات المالية هذه الخدمات لإيرادات، ولعل الفرق كبير بين تكلفة الخدمة وما يدفعه المواطن مقابلها، كما الفرق كبير بين الإيراد والخدمة، ودونكم البطاقة الشخصية كمثال والتي لا تكلف طباعتها أكثر من «15» جنيهاً فقط «سعر السوق» لكنها تقدم للمواطن بحوالي «45» جنيهاً أي ثلاثة أضعاف قيمتها الحقيقية، وعلى ذلك قس بقية الخدمات، لذلك على الداخلية الجديدة أن تعيد النظر في علاقاتها المالية بالوزارة المعنية وبولاية الخرطوم ولا تحدد قيمة الخدمة بالربط، وإنما بالتكلفة الحقيقية مضافاً إليها هامش قيمة التشغيل.
أفق قبل الأخير
نأمل أن توفق القيادة الجديدة في حسم تفلتات العصابات المنظمة، وتضع من الخطط ما يكفل للمواطن حيازة الدنيا ومعافاة البدن، وعليها أن تشرع في تأسيس جامعة خاصة بالشرطة تمثل الذراع العلمي للعملية الأمنية، فما عادت جامعة الرباط جامعة شرطية!
أفق أخير
إدارة السجون تحتاج لإصلاح من داخل الأسوار.
صحيفة الإنتباهة
ع.ِش