حوارات ولقاءات
أول امرأة مدير عام بنك: عوضية فضل المولى
ومن يومها تحملت المسؤولية بأمانة واقتدار متنقلة بين فروع البنك الأوسع انتشاراً في السودان مقارنة مع بقية البنوك إلا أن البنك الزراعي وحسب سياساته ركّز على التنمية الريفية للنهوض بالريف بإنشاء فروع على مستوى كافة الولايات وكان من نصيبها العمل بفرع البنك بالقطينة
حيث كان افتتاح الفرع حدثاً لجماهير المنطقة وزراعها ومحل إشادة خاصة لما قدمه للقطاع الزراعي من توفيره للمدخلات الزراعية والآلات الزراعية وأيضاً دوره في توفير التمويل وتمويل النشاط التجاري حتى أصبح الفرع قبلة لكل زائر وكان ذلك عام 4991م.
كما قادت العمل بفرع الكلاكلة الذي يوفر احتياجات القطاع الزراعي لمنطقة شاسعة تمتد من الكلاكلة إلى جبل أولياء ولكنها مناطق زراعية اشتهرت بزراعة الأعلاف وتربية الأبقار والدواجن والخضروات والفاكهة بجانب مشاريع الاستزراع السمكي وكان من النجاحات التي حققتها زيادة حجم الودائع وأعداد المودعين وجذب الاستثمارات التجارية ونجحت تلك المناطق في زيادة إنتاجيتها من الأعلاف والألبان والبيض والأسماك وتوفيرها بأسعار مناسبة لسكان العاصمة.
أما سكان الريف الغربي بأم درمان بداية بمنطقة الشهينات ومديني وحجر العسل يدينون بالعرفان لها لدورها في إنجاح مواسمهم الزراعية بتوفير التمويل والمدخلات في الأوقات المناسبة كما ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي بتوفير التمويل لمزارعي التوابل «التوم ـ البصل» بالبر الغربي واستقطاب المزارعين إلى حظيرة البنك خاصة مزارعي البطاطس بمنطقة الشهيناب حيث قلدها آل السيمت رواد زراعة البطاطس أرفع الأوسمة.
كما عملت مديرة لإدارة المرأة الريفية بالبنك خلال الفترة من 7002م إلى 0102م حيث وضعت اللبنات الأولى مع زميلاتها للنهوض بالمرأة الريفية بتبني مشروعاتها وتحقيق تطلعاتها حيث شهدت البلاد ولأول مرة انخراط النساء في النشاطات الزراعية والإنتاجية والخدمية بانتشار مصانع الصابون المنزلية والمشاغل والمشاتل وتربية الدواجن وصناعة الخبائز والمعجنات كما بدأت نشاطات جديدة اقتحمتها المرأة باتجاهها إلى العمل داخل المشاريع الزراعية والبساتين وتحولت المرأة الريفية إلى منتجة واتجهت المرأة «الحضرية» إلى تشييد المشاتل وإنشاء مصانع صغيرة للملابس الجاهزة والصناعات الغذائية مما ساهم كثيراً في زيادة دخولهن وإحداث تحولات جذرية داخل أُسرهن وأصبح ذلك سابقة حميدة تسير عليها الأجيال وتربط خبرات الماضي بالحاضر لصالح التطور في المستقبل.
أما المحطة المهمة التي تحملت مسؤوليتها باقتدار ونجاح فكانت عندما أعلن البنك المركزي سياسة جديدة لمحاربة الفقر والتقليل من حدته خاصة بالنسبة للشرائح الضعيفة ألا وهو مشروع التمويل الصغير حيث كانت هي مهندسته والرائدة بالنسبة لبقية البنوك التي ترددت في استيعاب وتنفيذ الفكرة في أوساط ذوي الدخل المحدود والتبشير بتلك السياسة عبر فروع البنك الزراعي خاصة عندما أصبحت إدارة التمويل الصغير بديلاً للنشاط التقليدي الذي ظلت تضطلع به الإدارة السابقة للمرأة الريفية وأصبح تطبيق المفهوم الجديد هو همها وشغلها الشاغل بتكثيف اتصالاتها بالبنك المركزي صاحب الفكرة وذلك عبر إدارته الوليدة إدارة التمويل الأصغر التي خصص لها مباني خارج نطاق دائرة البنك المركزي.
ولإنجاح فكرة التمويل الأصغر الذي تبنته أجهزة الدولة تلقت تدريباً مكثفاً داخل وخارج السودان وكان لتميزها ونجاحها أثره الذي انعكس على كافة الأفرع مما دفع الجهات المختصة إلى تكريمها والإشادة بها وأصبحت بحق ملكة التمويل الأصغر غير المتوجة وبلا منازع وكانت محطتها الأخيرة غير مفاجئة وذلك عندما تم تعيينها مديراً عاماً لبنك الأسرة أول إمرأة تتقلد وتشغل هذا المنصب وكان الاختيار بحق موفقاً خاصة أن تدرجها كان طبيعياً من مفتش إلى مدير فرع إلى مدير إدارة عامة ثم إلى مدير عام خاصة بعد تشربها العمل المصرفي ولندلل على نجاحها في موقعها الجديدة فإنها وبنهاية هذا العام تكون قد حققت إنجازاً كبيراً بإضافة 01 فروع جديدة إلى شبكة بنك الأسرة علماً بأنها لم تمكث بالبنك سوى بضعة شهوركما أن العاملين بالبنك موعودون بحصاد طيب ومستقبل زاهر وواعد بلوغاً للأهداف المرجوة والأخذ بأسباب التطور المصرفي من تطبيق لطرق الدفع الإلكتروني والهاتف المصرفي وتقديم الخدمة السريعة والمتميزة التي تجذب العملاء.
ولعل المتتبع لمسيرة بنك الأسرة يلحظ نجاحه في تنفيذ سياسة التمويل الأصغر وأصبح من أكثر البنوك جذباً للشرائح الضعيفة وأكثرها تأثيراً في زيادة دخولهم عبر تجاربه الناجحة التي يقودها وكذا تعامله مع صغار المنتجين والحرفيين والأُسر المنتجة الذين لا يملكون ضمانات عقارية ونجاحه في تنفيذ مشروعات التحول التقني المصرفي.
لقد عرفت بالصوت الهامس الخجول ودماثة الخلق وهدوء الحسان ورجاحة عقل الإداري الناجح، وأخير أنها أصبحت أول إمرأة مدير عام لبنك «بنك الأُسرة» حديث الولادة.. وهكذا أنجبت منطقة ديم القراي مصرفية قفزت إلى القمة عن جدارة.
محمد عثمان عباس: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]
مبروك والمراة كفؤ لذلك ولكن هل مرت في الادارات مثلا الادارة المصرفية ام المالية والادارية او المراجعة أسأل ما هو معيار الاختيار لوظيفة مدير عام