منوعات

انقلاب (دولة الجنوب) عادي زي الزبادي

[JUSTIFY]دولة الجنوب بكل تأكيد، تُعتبر من دول العالم الثالث، وهي من الدول الحديثة التي نالت استقلالها كما يقولون، وانفصلت كما نقول نحن عن السودان القديم، الذي أصبحت خرطته الجديدة لا ترسخ في الذهن ولا تسُر من يفهم في الجغرافيا والتاريخ والجيولوجيا.
ليس غريباً أو عجيباً أن يحدث انقلاب في دولة الجنوب، لأن الانقلابات أصبحت مألوفة ومعروفة في أغلبية الدول الأفريقية. ونحن منها ولازلنا محكومين بانقلاب عسكري، وجرت محاولات انقلاب أخرى، وهكذا ستظل الحياة السياسة في معظم الدول الأفريقية التي تفتقر للمؤسسات الديمقراطية التي تُعطي فرص تداول الحكم بين الأحزاب أو الرؤساء أو أي نوع من الانتخابات فيه تداول سلمي للسلطة.
سلفا كير أيضاً يتمتع بعقلية زعماء العالم الثالث، لأنه يريد أن يحكم الجنوب ويتحكم في الحركة الشعبية مدى الحياة، ناسياً أن شعب الجنوب اختار الانفصال لأنه يريد أن يحكم نفسه بنفسه، وأن الخلفية القبلية لدولة الجنوب لا ترضى أن تتحكم قبيلة واحدة في حكم الجنوب. وقريباً سوف تتكون حركة تحرير جنوب السودان وبهذا يكون استقلال الجنوب لم يتحقق، بل ضاق الخناق على الجنوبيين الذين كانوا يحكمون الجنوب بقسمة عادلة ويشاركون في حكم الشمال. الآن الجنوب« نيرانه حمرا» وسطها يختفي مستقبل الجنوب الذي فيه خفايا لا يعرفها حتي«مُطرف صديق»، وهنا نتمنى أن يقف السودان «موقف المتفرِّج» ولا يدعم أية جهة ضد الأخرى، حتى لا نتدخل في شؤون الجنوب الداخلية على الرغم من وجود عناصر المعارضة السودانية والجبهة الثورية في جوبا. وهكذا نعطيهم درساً في الأخلاق السياسية وحُسن الجوار الذي لم يقدِّره حكام الجنوب الذين استلموه على طبق من ذهب.
إعلامنا وصحفنا أصبح موضوع الجنوب شغلها الشاغل، و«الوطن» كذلك. ونحن في أمسَّ الحاجة الآن للانشغال بقضايا التغيير والعيش والطماطم والفحم والغاز والزيت واللبن وزيادة أسعار السُّكر.. فلنعُد جميعاً إلى مشاكلنا لأن انقلاب الجنوب عادي زي الزبادي.

يوسف سيد أحمد خليفة: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. أي حسن جوار هذا الذي تريد أن تعلمه للإخوة في جنوب السودان؟. لقد تدخل النظام المتأسلم في الخرطوم في شئون كل الدول المحيطة به بدءا بدعم جيش الرب، المعارضة الأريترية، التشادية، الأثيوبية وأخيرا أفريقيا الوسطي. غلفاء وشاية موسها تطهّر!.