رأي ومقالات

عثمان الطويل : لماذا ولايتي جونقلي والوحدة ؟؟

[JUSTIFY]ان انتقاء قوات مشار لولايتي جونقلي والوحدة له مغزاه الاستراتيجي والاقتصادي فمعظم جيوش جنوب السودان المحاربة متمركزة في ولاية جونقلي لمواجهة تمرد مورلي قوات ياوياو وهذه القوات أيضاً كانت لها مهمتها في جمع السلاح من السكان المدنيين في تلك الولاية المكتظة بالأسلحة الخفيفة والمضادة للطائرات والدروع وهي قوت حكومية تحت إمرة اللواء بيتر قديت ،وما ان اندلعت الاضطرابات في المناطق العسكرية ووحداتها في مدينة جوبا ليلة الأحد وصباح الاثنين حيت استغل اللواء قديت الفرصة بالاستيلاء علي محليات جونقلي وأخيراً استولي علي عاصمة الولاية مدينة بور واجبر الوالي الذي كان وزيراً سابقاً للدفاع جون كونق للاحتماء لدي القوات الدولية وتم اغتيال مدير شرطة الولاية بجانب إحداث خسائر فادحة في الأرواح بين صفوف القوات الحكومية المتمركزة في مواقعها وإجبار بعضها للانسحاب وفرض اللواء قديت سيطرته كاملة علي الولاية وربما كان السبب عدم قدرة الجيش الحكومي الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت وتنظيمات استخباراته علي فهم طبيعة اللواء بيتر قديت الذي يواجهونه الآن، لقد ظن الرئيس ميارديت ان اللواء قديت موال له دون ان يدرك ان مواقفه المتذبذبة هي الحلقة الضعيفة في مزاجية تركيبته العسكرية، فالرجل عندما سمع بتمرد الجيش في جوبا وفشل المحاولة الانقلابية تخيل ان الحكومة قد انهارت فأراد ان يفرض سيطرته علي ولاية جونقلي ونحن الآن أمام معضلة حقيقية هل اللواء قديت يعمل علي حسابه ام يعمل علي حساب الدكتور مشار؟ ان كان علي حسابه فإن أضلاع التفاوض والحوار ستكون ثلاثة وان كان علي حساب مشار فإن أضلاع التفاوض ستكون ضلعين وهنا يستطيع الوسطاء الوصول الي الحلول العادلة العاجلة وحسم الصراع بين الرجلين .

بعد استيلاء مشارعلي ولاية الوحدة فإنه قد وافق علي الحوار بشروط مسبقة منها ترحيل المعتقلين السياسيين الي الدولة الإثيوبية والسماح بتدفق البترول علي ان توضع عائداته لدي البنك الدولي أو صندوق النقد لحين حسم الخلاف الحروبي الحالي، وهذه المطالب لم تظهر من بينها حتمية رحيل الرئيس سلفاكير مما يجعل سقف التفاوض مقبولاً وإخضاع مطالبه للنقاش وخاصة ان نظام الرئيس سلفاكير لا زال قوياً لم ينهار وان الجيش الذي تحت امرته لازال متماسكاً لم يقطع راسه بعد ، والرئيس ميارديت ينقل أعداد من جيوشه نحو ولاية جونقلي لمواجهة الخارجين عليه من قوات قديت الا ان هناك خطأ في تقدير قوات اللواء قديت المتمركزة في جونقلي حيث ان هذه الولاية إذا اندلعت فيها الحروب ستكون بشعة ومدمرة أما ولاية الوحدة فإن قائد المنطقة العسكرية قد استولي علي الولاية وأعلن انضمامه لقوات مشار واجبر الوالي لمغادرة عاصمة الولاية بانتيو والاحتماء لدي اهله في منطقة مانكين معقل الراحل فاولينو ماتيب القائد السابق الذي كان يشغل منصب نائب القائد العام.

فتدفق بترول الوحدة نحو أنابيب السودان لميناء التصدير قد توقف تماماً وان العاملين في الشركات البترولية المنقبة قد انسحبوا من مناطق الآبار ولجاوا نحو مقرات القوات الدولية بالولاية بجانب الجنوب الحكوميين الذين نجوا من المجزرة بعد نفاذ ذخيرة الدبابات وداناتها ووقود تحرك الدبابات الحكومية.

فالفرضيات الحكومية بضعف الدكتور مشار كانت خاطئة لان الرجل كقائد عسكري وزعيم سياسي وقبلي له نفوذه وقوته وان الاستخفاف بهذه القوة سبب البلية التي أصابت استقرار الدولة الوليدة في مقتل.

صحيفة المشهد الآن
ع.ش[/JUSTIFY]