العثور على «3» مقابر جماعية وقتال عنيف في ملكال والأمم المتحدة تكشف عن جرائم حرب بالجنوب
وقالت إن دولة جنوب السودان تحول فيها القتال بين قوات الحكومة «الجيش الشعبي» والمنشقين المؤيدين لمشار إلى قتال عرقي أودى بحياة العشرات من الأبرياء، في وقت سيطرت فيه قوات مشار على «4» مقاطعات من مجموع «11» بولاية أعالي النيل التي لجأ حاكمها سايمون كوت إلى مقر بعثة الأمم المتحدة بعد أن احتلت قوات مشار مدينة ملكال، وأدى القتال الذي اندلع في منتصف ديسمبر الجاري إلى رفع سعر برميل خام برنت إلى «112» دولار.
وقالت نافي بيلاي مفوضة حقوق الإنسان إن القتال بين الجيش الشعبي بقيادة الرئيس سلفاكير والمناوئين له بقيادة نائبه السابق د.رياك مشار تحول إلى تصفية عرقية واعتقالات استبدادية، تم توثيقها في الأيام الأخيرة، وأوضحت أنه تم العثور على «75» جثة في مقبرة ببانتيو حاضرة ولاية الوحدة التي تقع تحت سيطرة مشار، و هناك مقبرتان تم العثور عليهما في جوبا.
ولوحت بيلاي بتقديم قادة عسكريين وزعماء سياسيين إلى المحاكمة بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
وكشف شهود عيان عن أحداث مروعة ارتكبها الطرفان، وقال أحد الناجين ويدعى سيمون إن قوات الأمن اقتادته هو و «250» شخصاً إلى نقطة شرطة بجوبا واحتجزتهم في غرفة ثم أطلقت النار عليهم من نافذة الغرفة مما أدى إلى مقتلهم جميعاً عدا «12» منهم. فيما روى شاهد عيان آخر لبعثة الأمم المتحدة أن مسلحين من الدينكا أطلقوا النار بكثافة على أحياء النوير بجوبا.
وتحدث آخرون عن عمليات اغتصاب نفذتها مجموعات من الدينكا بحق نساء من النوير. وقال توبي لاتزر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ببور إن المدينة شهدت أحداثاً مروعة، إذ قتل أكثر من ألف شخص ولجأ «40» ألف إلى مقر الأمم المتحدة.
وأعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة ستحقق حول اتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وقال إنه سيتم تحميل مسؤولية الجرائم للضالعين حتى ولو كانوا من كبار المسؤولين بغض النظر عن علمهم أو عدم علمهم. ومن ناحية أخرى سيطرت قوات مشار على أربع مقاطعات «تونجا ـ كاكا ـ كفير ـ الناصر» من مجموع «11» مقاطعة بولاية أعالي النيل.
وقالت مصادر موثوقة إن ملكال حاضرة الولاية شهدت أمس قتالاً عنيف بين قوات مشار والجيش الشعبي أودى بحياة العشرات من المدنيين وفرار الآلاف من منازلهم.
وقالت المصادر إن سايمون كون حاكم الولاية وعدداً من الوزراء لجأوا إلى مقر بعثة اليونميس بالمدينة، وذكر شهود عيان أن القتال انتقل إلى داخل مقر القيادة العامة بملكال، فيما بعثت قوات مشار برسالة إلى قائد حامية الرنك وطلبت منه الاستسلام والقتال في صفوفها.
ومن جانبه أعلن استيفن ديو وزير النفط بدولة الجنوب توقف ضخ النفط من حقول ولاية الوحدة التي تنتج «45» ألف برميل يومياً، فيما لا زال النفط يتدفق للتصدير من الحقول الأخرى والتي تنتج «200» ألف برميل في اليوم. وقال ديو إن التوقف سيكون مؤقتاً، فيما ذكرت مصادر أن موظفي الشركات ببانتيو غادروا الحقول عقب سيطرة قوات مشار على الولاية واستهدافهم لأبناء الدينكا العاملين بشركات النفط.
إلى ذلك وافق مجلس الأمن في جلسته أمس على إرسال «500.5» جندي و «423» شرطياً إضافياً إلى جنوب السودان لتعزيز قوات اليونميس المنتشرة هناك وذلك لحماية المدنين، وطالب المجلس الأطراف بوقف العنف فوراً.
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]