فالكاتبة لم توفق في عبارتها المسيئة والصريحة والواضحة اللغة والمعنى والصياغة والغير قابلة للتأويل فـقولها في ( كل بيت ) هذا تعميم مطلق مخل و( الكل ) يعني ( الجمع بلا إستثناء أو تبعيض ) كما جمعت بين ( الإدمان والسُكْر والصيّاعه والزنا ) في كل بيت سوداني بتعبير ( جازم ) لايستثنى ولا يبعّض ولايستدرك ، وهذه العبارة الصريحة تدينها مهما كان الصياغ الذي وردت فيه ، فالشعب السوداني عُرف بأنه شعب محافظ له قيّمه وأعرافه وتقاليده وعاداته السمحة ، فأفعال معزولة و ” شاذة ” ومستنكرة من السواد الأعظم لايمكن أن نعممها علي ( كل ) الشعب بهذا الإطلاق الجارح والمسيء ، فالمنكرات موجودة في المجتمعات منذ أن خلق الله الخليقة ولايستثنى منها قوم ، ولكنها لاتعمم فهناك الصالح والطالح ، فإن زنى أحد لايعني أن كل الشعب ” زاني ” وإن سكر أحد لايعني أن (كل ) الشعب سكارى ، فهناك بيوت سودانية محافظة لازالت لاتعرف حتى اليوم ما ” لون ” الخمر أورائحتها ، فكيف نوصمها بأن ( كل) اهلها سكارى و مدمنون وزناة !!
الكلمة كالسهم حين تنطلق لاتعود وهي توغر في الصدر وتجرح في القلب هذه إن كانت لفرد فمابالها لوقيلت في حق ( أمّة ) في قامة الأمة السودانية النبيلة التي تباهي شعوب الأرض في كرمها وعفتها ونقائها .
والقلم سلاح خطير لايمكن أن يُترك هكذا لكل من هب ودب ليعبث به و ( يقتل ) ، لقد إرتكبت الكاتبة جُرماً شنيعاً في حق ” البيوت السودانية ” التي تربط بطنها لكي لاتأكل من ثديها ، فخدشت حياءها بهذه الإساءة ( العارية ) في اللغة و( الموغلة ) في الصدر و ( الجارحة ) للمشاعر !
وستكلف ( الكاتبة ) كثيراً ، حتى تعيد توازنها في المجتمع ، فالجرح الذي نزف قد لا يلتئم قريباً ، وقد أثارت عبارتها غباراً كثيفاً بالشبكة العنكبوتية كما أرسلت سهاماً ” متفلتة ” في كل إتجاه وذخيرة حيّة من القول الطيب والمشين رداً على ما أثير . لذا قال الإمام الشافعي : إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى .. ودينك موفور وعرضك صين ، لسانك لاتذكر به عورة إمريء .. فكلك عـــــورات وللناس ألسن ، وعيناك إن أبدت إليك معـــايباً .. فدعها وقل ياعين للنـــاس أعين ، وعاشر بمعروف وسامــــح من اعتدى .. ودافـــــــع ولكـــن بالتي أحسن .
فالنقد والوعظ يحتاج ( للتي أحسن ) ولقدوة وعفة لسان بدلاً عن هذه اللغة ( الدُرّاب ) ونصيحتي لها أن تبقى كما كانت في ( الكفر والوتر ) لكي لاتقع في ” سقط قول ” آخر لايغتفر .
وإلى لقاء ..
[IMG]https://www.alnilin.com/contents/useruppic/052bb1d9fc212d.jpg[/IMG] بقلم : محمد الطاهر العيسابي[/SIZE]
