خبراء روس يستبعدون وفاة عرفات مسموما
وقال رئيس فريق خبراء الوكالة الروسية البيولوجية الطبية الفدرالية فلاديمير أويبا -في مؤتمر صحفي عقده في موسكو- إن عرفات “مات ميتة طبيعية وليس بسبب تأثير إشعاعي”.
وأضاف أويبا “أن الفريق أنهى عمله واتفق جميع الأعضاء مع نتائج الفحص”، مؤكدا أن ما قاموا به “فحص صحيح تماما، ولا حاجة لإجراء فحوص جديدة”.
لكن السفير الفلسطيني في موسكو فايد مصطفى قال لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي إن التحقيق في وفاة عرفات متواصل رغم تقرير فريق الخبراء الروس.
ويتهم القادة الفلسطينيون إسرائيل بأنها كانت وراء وفاة عرفات، ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الوفاة.
وتتطابق نتائج تحليل الفريق الروسي الجديدة مع تلك التي توصل إليها -في وقت سابق من الشهر الجاري- خبراء مكلفون من قبل القضاء الفرنسي بالتحقيق في وفاة عرفات -الذي توفي عام 2004 عن 75 عاما في مستشفى بيرسي قرب باريس- واعترضت عليها أرملته سهى.
وأوضح خبراء سويسريون الشهر الماضي أن نتائج اختباراتهم على عيّنات أخذت من رفات عرفات تتسق مع التسمّم بمادة البولونيوم، لكنها ليست برهانا حاسما على موته بهذه الطريقة.
تحقيق الجزيرة
وكانت شبكة الجزيرة قد أجرت تحقيقين استقصائيين لكشف سبب وفاة عرفات، وذلك بناء على تحليلين لفريق من العلماء السويسريين، ركّز الأول على مقتنياته الشخصية، بينما أجري الثاني على عينات من رفاته، وخلص كلامها إلى وجود البولونيوم المشع في مقتنيات عرفات ورفاته، وهو ما عزز فرضية موته مسموما.
وفـُحصت العينات في مختبرات سويسرية وروسية وفرنسية، وأكد المختبر السويسري في تقرير من 108 صفحات وجود مادة البولونيوم بمعدل يصل إلى 18 ضعف المعدل الطبيعي، مما يرفع نسبة الاشتباه في وفاته مسموما إلى 83%.
وأدى نشر نتائج التحليل إلى تصاعد المطالب بكشف ومحاكمة المتورطين في الجريمة، بينما دعا ناصر القدوة -وهو عضو لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات، وابن شقيقته- إلى نقل ملف التحقيق في وفاة خاله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يكفل إيجاد حالة سياسية وقانونية دولية يمكن أن تقود إلى خطوات أخرى تكفل التعامل الجاد مع هذه القضية.
يشار إلى أن عرفات أصيب بمرض غامض يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2004 أثناء حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقره في رام الله على خلفية أحداث انتفاضة الأقصى، وظهرت عليه في تلك الأثناء أعراض غثيان يصحبه قيء وآلام في البطن، شخصها طبيبه حينها بإنفلونزا كان قد أصيب بها قبل مدة.
واستمرت حالة عرفات في التدهور ولم ينجح أطباء مصريون وتونسيون في وقف تدهور الحالة، مما استدعى نقله يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول أي في الشهر نفسه إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس.
وقد أخفق الأطباء الفرنسيون بدورهم في تشخيص حالته، ثم دخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 عن 75 عاما. ولم يخضع عرفات بعد وفاته في فرنسا للتشريح أو يُحدد سبب وفاته أو يُكشف عن سجله الطبي، وهو ما أثار الاشتباه في أوساط الفلسطينيين بأنه مات مسموما.
الجزيرة نت
[/JUSTIFY]