رأي ومقالات

اغيثوا أهلكم في الجنوب

[JUSTIFY]الآف من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى خلفتها تلك الحرب القبلية التي اندلعت بشكل غير مفاجئ في صباح الأحد الموافق الخامس عشر من ديسمبر المنصرم حيث كانت أطنان البارود المنتشرة في كل مكان في انتظار من يشعلها بعد أن احتدم الصراع والخلاف ما بين الرئيس سلفاكير ونائبه المقال الدكتور رياك مشار الذي فرَّ إلى مسقط رأسه في ولاية أعالي النيل بحثاً عن الحماية وسط أهله من النوير واستعداداً لحرب قبلية قد لا تنتهي في وقت قريب، مما جعل كل العالم يستنكر الذي حدث ويتأسف على أرواح الأثرياء من النساء والأطفال الذين قتلوا نتيجة للنظرة القبلية الضيقة والقصف العشوائي الذي لا يفرق ما بين الذين يحملون السلاح والمدنيين الأبرياء في مدينة (بور) التي هرب منها ما يقارب الـ(40) ألف مواطن والآن هم في الأحراش وفي ظروف إنسانية سيئة يواجهون فيها مخاطر الطبيعة ورصاصات المتصارعين من أبناء الدينكا والنوير وأما الحالة الإنسانية الأشد قسوة هي التي تحاصر (دينكا فارينق) الذين فروَّا شمالاً نتيجة استهدافهم المتعمد من المقاتلين النوير الذين يقودهم الدكتور رياك مشار وكما هرب أيضاً من تلك الحرب اللعينة كل العاملين
في حقول النفط بولاية الوحدة إلى هجليج في السودان بعد أن شاهدوا الجثث في الطرقات أشلاء بمدينة (بانتيو) وما جاورها من قرى صغيرة مما جعل كل العالم ومنظماته الإنسانية يتحدث وبكل اللغات عن الظروف المأساوية التي تسببت فيها تلك الحرب الأهلية تجاه الأبرياء والمدنيين الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل حيث يحصد أرواحهم القتل والقصف العشوائي من كافة الاتجاهات وبالتالي نحن في السودان تقع على عاتقنا مسؤوليات أخلاقية تجاه أشقائنا في جنوب السودان الذين هم في خطر وموت محقق أذا لم نقم بواجبنا وما يمليه علينا ضميرنا وحبنا لا شقائنا في جنوب السودان فالحرب الدائرة الآن ليست في دولة أفريقية عادية بل هي حرب في دارنا ووطننا الواحد الذي انشطر عنا سياسياً ودون رغبة منا وبالتالي يجب أن نتحرك وبسرعة لاستقبال كل النازحين والفارين من الموت، وأن نوفر لهم المأوى والغذاء والكساء وان نسيير قوافل الإغاثة لولايتي الوحدة وأعالي النيل بمشاركة كل منظمات المجتمع المدني وعلى وجه الخصوص (شباب نفير) المقدام والمنظمات الشبابية الأخرى التي أنقذت المواطنين في الخرطوم من كارثة السيول والأمطار كما على الدولة السودانية الرسمية أن تقوم بواجبها الإنساني تجاه اشقائنا هناك حتى لو نستقطع مرة أخرى من قوتنا فلن نشكو أو نتذمر ففي مفهومنا أن الأزمة هناك هي أزمتنا جميعاً بكل تفاصيلها.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]