حوارات ولقاءات
سائق «الأزهري» العم «إبراهيم أحمدون» يسرد حكايات تاريخية عن قائد الاستقلال
} صف لي الرئيس “عبود” و”النميري” في كلمات وماذا تذكر من صفاتهما؟ “عبود” كان هادئاً هدوءاً عذباً، أما “النميري” فكان (ضكران وفارس في الميدان وما بتنازل من كلمته).
} ثم ماذا جرى بعد ذلك؟ وقبل ذلك صرت سائقاً لـ(أبو الكل) الزعيم “الأزهري”، ده ود العباس الماخد على الرجال الكاس.
} كيف كان شكل تعامله معك؟ علاقته معاي زي السكر مع الموية ساهلة وطاعمة.. وكان يعاملني كابنه وعلى العكس كان هو يناديني بـ(سيد إبراهيم).
} وبقية الناس؟ أولاً يتحمل الكبيرة والصغيرة وقيمته للمساكين كبيرة.. عنده الصغير أهم من الكبير.. بشارك كل الناس أفراحهم وأتراحهم.
} ما هو الزي الرسمي للسائقين في ذلك الوقت؟ كنت أرتدي (الكاكي) أو (الدبلان) الأبيض.
} أذكر لي بعضاً من أصدقائه المقربين؟ أولاً “إبراهيم المفتي” وهو من أقربائه، “الفكي الصاوي” من (أم دوم)، ثم الرجل الهيبة “بشير النفيدي” و”صالح محمود” من أم درمان.
} هل تعرف من هم أهل مشورته والأقربين؟ نعم كان يشاور “مبارك زروق”، “الشريف الهندي”، “يوسف الهندي”، “سيد نور الدين السيد” و”يحيى الفضلي” وأيضاً “إبراهيم المفتي”.
} من أهم أقرب أصدقائه من رؤساء الدول الأخرى؟ كان محبوباً منهم جميعاً.. لكن علاقته بـ(الملك فيصل) قوية جداً وقام بإهدائه سيارة.. ومن ثم أهداها “الأزهري” لأبنه “محمد”.
} ما هي أكثر الأماكن التي يرتادها؟ معظم أوقاته غير المكتب – يقضيها في (إتحاد الخريجين) أو مع “إبراهيم المفتي”.
} علاقته بالفنانة (حواء الطقطاقة)؟ “حواء” عزاها وعزته.. كان همهم واحد السودان والاتحادي الديمقراطي.
} هل تذكر حرسه الشخصي؟ كان يتكون من “الرشيد مكي”، و”عبده” و”فاروق” وكان لا يعبأ بحكاية الحرس دي وما بحب البرتوكولات المقيدة.. ومتواضع جداً يدخل أي مكان.. وما بخاف ويحمل الأمان في قلبه تجاه الجميع.
} صفة لازمته دائماً ولفتت نظرك؟ لا يستمع للوشايات وزول صالح يعرف النضيف والكاذب من وشو.
} هل من مواقف أثرت عليه حزناً أو فرحاً؟ والله كان شكلو وااااحد ومن كل الإجتماعات بطلع مبسوط لأنه زول كتوم.. وما بظهر عليه شيء.. رغم أني كنت بكون عارف إنه الاجتماع ده مثلاً كانت فيه مشكلة.
وعلى ما أذكر في (نادي الخريجين) كان هناك خلاف بين جماعة من (حزب الأمة) قاموا بتهديد “الشريف”.. فقام “الأزهري” بزيارتهم زي الأسد.. وفض الخلاف بي نهرة واحدة.
وأيضاً من المواقف.. كانت هناك ليلة سياسية في (بري الدرايسة) والمرشح “إبراهيم جبريل”.. فقال لهم في تلك الليلة (يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار) فيا أهل (البراري) المرشح “إبراهيم جبريل” إذا فاز وزير وإذا سقط وزير، وفعلاً سقط “جبريل”، لكن بالرغم من ذلك قام بتعيينه وزيراً.
} هل لديه هوايات؟ أبداً.. كان إذا وجد زمناً يذهب إلى المسجد ويمسك المصحف.. (ده أبو الكل وساكن أمدر ود الولي إسماعيل الولي).
} إلى من كان يستمع من الفنانين السودانيين؟ – كان بسمع “أحمد المصطفى” (بحر الصفا.. الشافو كلو اكتفى)، وعلى ما أذكر في ذات يوم قام بتكليفي لمشوار مهم إلى الثورة بـ(الشنقيطي)، وصادفتني في طريقي حفلة بـ”أحمد المصطفى”، وناس الثورة ديل كلهم ملمومين المهم اتأخرت في الحفلة.. ولما وصلت لقيته زعلان شديد من تأخيري.. لكن صارحته بأن صادفتني حفلة بـ”أحمد المصطفى”.. عندها وجد لي العذر وسامحني. إضافة إلى ذلك يستمع لـ”حسن عطية”، “أبو داؤود”، “إبراهيم الكاشف”.
} ماذا كان يرتدي دائماً؟ دمور أبيض.
} ما هي أكثر الأكلات التي يحبها؟ أي حاجة بقدموها ليه بياكلها، لكن كان بحب الفاكهة.
} أذكر لنا طباخي القصر في تلك الفترة؟ – من الطباخين “داؤود خليل”، “محمد أحمد عبد الله تكتكي” و”محمد صالح”، وعلى ما أذكر كان يتم إعداد (الطبيخ) بالحطب.
} احك لنا عن منزله وأهله؟ – أسرته من مدينة (الأبيض).. بيته الحالي كان مبنياً من الجالوص.. وعرضوا عليه السكن بالخرطوم.. لكنه رفض قائلاً: (أنا ما بفوت أهلي وجيراني والجامع ده).
} وكيف تم بناء منزله الحالي؟ – كان وضعه المادي متعسراً جداً.. وتم بناؤه من قبل الحبان والأهل.. وعلى ما ذكر المقاول هو ود “مصطفى خليل”.
وفي الأيام ديك كان ما عنده حق الشاي، طلب مني الذهاب إلى حاج “بشير النفيدي” قائلاً له: (طالبنا 100 جنيه وكده يبقن 200).
} ماذا عن أسرته؟ علاقته بهم جميلة جداً.. وحتى علاقتهم بي أنا.. أما زوجته “مريم مصطفى” لما قسموا الأدب.. أخذت القسط الأول ثم قُسم بعد ذلك على بقية النساء.
} من المواقف التي تدل على تواضعه؟ كنا ذات مرة ونحن في طريق العودة من الخرطوم بعد يوم شاق ومليء بالعمل وعلى كبري (النيل الأبيض) صادفنا على الطريق رجلاً يحمل على كتفه حزمة من (القش) والحشائش يسير ببطء يبدو على محياه الإنهاك قادماً من الجروف التي على (النيل الأبيض)، عندها أمرني بإيقاف السيارة ونزل بنفسه ودعا الرجل للركوب معنا وأدخل (القش) بنفسه، ثم أوصلناه حتى منزله بـ(حي المظاهر) ثم دخلنا.. كان رجلاً رقيق الحال، وعلى ما أذكر كان باب المنزل من (شجر الحراز)، وتم التعارف بينه والسيد “الأزهري”.. فلم يصدق أن من أوصله رئيس الجمهورية، فقال له: (أنا كنت حزب أمة.. لكن بعد الحصل لي معاك ده الليلة.. ومن الليلة دي أنا وأهلي وحتى غنمي بقينا إتحادي ديمقراطي)، فرد عليه السيد “الأزهري” بكل تهذيب: (أنا كان ما جبت أبوي أجيب منو؟؟).
ومن المواقف التي تدل على حكمته وحنكته عندما حدث انشقاق في الحزب (الاتحادي) بـ(دار العسيلات) فقالوا لـ”الأزهري”: (نحن سنقاطعهم قطيعة تامة).. فرد عليهم “الأزهري”: (كان قاطعتوهم معناها قاطعتوني أنا).. فتراجعوا عن موقفهم والتأم الشمل كما كان.
} هل تذكر لحظة رفع العلم؟ – ودي في زول بنساها الشعب السوداني كله كان موجود وفرح جداً والصورة مازالت حتى الآن بخاطري، وأذكر على جنبيها “محمد أحمد محجوب”، “خضر حمد”، “إبراهيم جبريل” و”عبد الماجد أبو حسبو”.
} كيف كان شكل اللحظات قبل وبعد وفاته؟ كان متوعكاً لفترة بالمستشفى الإنجليزي الذي هو حالياً (المستشفى الجنوبي بالخرطوم).. وكنت أزوره يومياً أحمل له الزهور.. قبل وفاته بلحظات كنت معه وبعض الأشخاص، وعلى ما أذكر كان الوقت حوالي الساعة الرابعة عصراً.. وكان يحس بأنه مودع.. فأوصانا جميعاً قائلاً: (أبقوا عشرة على البلد)، ثم بعدها بلحظات أسلم روحه إلى بارئها ودفن بـ(مقابر البكري).. لكن يشهد الله أنني لم أر في حياتي حشداً كهذا، وقد أتى معظم الرؤساء ليشهدوا مراسم الدفن.. منهم الملك “حسين” أتى بطائرته الخاصة.
واختتم عم “أحمدون” حديثه بأنه حريص على زيارة قبره من حين لآخر، وأيضاً يذهب مع كل ذكرى عيد الاستقلال لزيارة بيت الزعيم وتحية الحاجة “مريم” أرملة “الأزهري”.
صحيفة المجهر السياسي
حوار آيات مبارك
نسالأ الله له الرحمة والمغفرفة للزعيم إسماعيل الأزهري وكذلك صحبة من جماعة الأحزاب التي كانت يومها أحزاب وليست شتات .
أولاً أنا والله زعلان شديد إلى تغيير العلم الذي تم رفعه على يد الزعيم الأزهري ومحمد أحمد محجوب لماذا يوافق الناس على تغيير هذا العلم أيام نميري هؤلاء هم نفر من حزب معروف لايحبوب إسماعيل الأزهري لذلك غيروا العلم . لماذا لانقف وقفة جادة ومعنا السياسيين وغيورين على البلد وأصلاتها ليعود العلم القديم مرة أخرى لأنه هو العلم الأصل – يعني تغيير العلم في أيام نميري كأن البلد تحررت من جديد هذه كانت كارثة وحقد لايمت للوطنية بصلة – هل من رأي سديد معي في هذا الأمر – والله المستعان .