حوارات ولقاءات

العقيد الركن الطيّب عبد الكريم أحمد :في أول إطلالة له على الأجهزة الإعلامية

[JUSTIFY][SIZE=5]ذات ليلة حزينة غاب فيها القمر عن سماء مدينة الضعين الوادعة الآمنة وقفت جموع غفيرة من المواطنين يتوسطهم الوالي عبد الحميد موسي كاشا وهم يودعون شهداءهم من شرطة الاحتياطي المركزي الذين بذلوا أرواحهم فداءً للدين والوطن وكانت فوانيس السيارات تضئ مقابر المدينه . تقدم ضابط برتبة العقيد مربوع القامة أشنب وقدَّم تعازيه للوالي وأدي التحية العسكرية ثم ابتعد بخطوات واثقة وثابتة وقوية والحزن يكسو قسمات وجهه الصارم .. وسأل الوالي من حوله من هذا « الضابط « فأخبروه وفي الصباح إتصل بالمركز ليبدي رغبته في اختيار هذا الضابط معتمداً لإحدي محليات شرق دارفور ووجد الموافقة فكان العقيد الركن الطيب عبدالكريم أحمد عبدالكريم معتمداً لمحلية شعيرية ولم يلبث أن سماه السيد رئيس الجمهورية والياً لولاية شرق دارفور بتزكية من الوالي المستقيل د.عبدالحميد موسي كاشا.

والعقيد الطيب عبدالكريم أحمد عبدالكريم متزوج وأب لعدد من البنين ، وهو من أهالي دنقلا الغابة الغدار ، وهو من مواليد عام 1969م ببري .. وتلقى تعليمه الإبتدائي بالصبابي بالخرطوم بحري .. والمرحلة المتوسطة بالصحافة وسط .. والمرحلة الثانوية بمدرسة المقرن الخرطوم ، ومدرسة عطبرة الجديدة .. ثم إلتحق بالكلية الحربية وادي سيدنا.

وبعد تخرجه من الكلية الحربية عمل بقيادات : القيادة الغربية الفاشر ، ومليط ، ونيالا .. وإدارة الإستخبارات بولاية أعالي النيل ، والقوات الوطنية « قوش « فتاشة ، وسلاح النقل .. وبعد ذلك عاد مرة أخرى للعمل بالقيادة الغربية ، وذلك عقب الهجوم علي مطار الفاشر ، بالأمن الإيجابي ، وبعدها عمل بالحرس الرئاسي .. ومن الحرس الرئاسي أعيد مرة أخرى للعمل بالقيادة الغربية للمرة الثالثة.

ومن القيادة الغربية في المرة الثالثة ، وقع إختيار والي شرق دارفور السابق د.عبدالحميد موسى كاشا ليتولى مسئولية محلية شعيرية ، فأصبح معتمدا لشعيرية ، وكان هذا أول منصب تنفيذي دستوري له .. ومن محلية شعيرية ذكاه د.كاشا للسيد رئيس الجمهورية عمر البشير ضمن ترشيحاته لتولي مسئولية ولاية شرق دارفور ، ليتم تعيينه من قبل الرئيس البشير بقرار جمهوري واليا لولاية شرق دارفور.

كيف كان إختيارك والياً لولاية شرق دارفور ..؟؟

ــ الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله .. ونشكركم علي هذه الفرصة التي هي الأولى في حياتي علي الاطلاق فأنا رجل عسكري قحُ .. لا أنتمي لحزب سياسي ولا أشتغل بها .. ومن موقع عملي العسكري في الضعين وقع إختيار د. عبد الحميد موسى كاشا والي الولاية السابق عليَّ معتمداً لمحلية شعيرية .. وفق تقديره هو .. ولأنني إبن القوات المسلحة لم يكن أمامي غير الإمتثال للأوامر وقبول التحدي .. وتقديم بيان بالعمل .. ولم أفكر في جهوية أو عرقية أو قبلية لأننا تعلمنا كل ذلك وعملنا به في الجيش فلا غرابة عندي أن يقود « دنقلاوي مثلي « العمل في محلية من محليات دارفور أو العكس .. وعملت معتمداً لمحلية « شعيرية « ثمَّ جاء إختياري والياً خلفاً للدكتور عبد الحميد كاشا .. وهذه مناسبه لأقول في حق هذا الرجل كلمات .. أولاً هو مثال للإخلاص والتجرد ونكران الذات وقومية التوجَّه وقدم مثالاً ناصعاً لذلك .. ولعل اختياري معتمداً ثم ترشيحي لخلافته في قيادة الولاية يؤكد ذلك فلم يكن قبلها يعرف «إسمي حتى» وبالضرورة لا تجمعنا قبيلة ولا مصاهرة ولا زمالة دراسية ولا بيئة عمل .. ولا جوار مسكن .. ولا أي شيء من هذا غير فراسته ونزاهته وصدق توجهه.

إذن ربما كان السيد الرئيس هو من اختارك خاصة وأنت كنت ضمن طاقم حراسته في الحرس الرئاسي ..؟؟

ـــ أولاً أحيي السيد الرئيس البشير فهو رئيسنا وقائدنا الأعلى وعملي بالقرب منه شرف لا يدانيه شرف وقد سعدت بالعمل معه فهو القائد الأب العطوف .. والمعلم الذي يلقنك مبادئ الإخلاص والإحترام وحسن الإدارة بدون أن يشعرك بأنه يعلمك .. ولا علم لي بالحيثيات التي جرت لإختياري لكن الفضل في ذلك يعود من بعد أقدار الله سبحانه وتعالي إلي السيد الرئيس ودكتور كاشا وقيادات الولاية .. وعندما قابلت السيد الرئيس بعد أداء القسم قلت له « يا سعادتك ختيتنا في وش المدفع لكن إن شاء الله نبقى قدرها « ونحن أولادك وجنودك ولن نخذلك أبداً .

كيف كان رد الرئيس عليك ..؟؟

ــ كان رد سعادته بقوله لي : إختيارك جاء لتأكيد إختيار الشباب للمواقع القيادية لتواصل الأجيال ونقل الخبرات وصقل التجارب .. ثم وهو أغلي رأسمال .. وقال لي أهم شيء إقامة العدالة .

هنالك من إعترض علي إختيارك لصغر سنك ..؟؟

ـــ يا أستاذ انا ضابط في الجيش خدمتي 24 سنة ورتبتي عقيد .. صغير بي وين ..؟؟ يعني الملازمين يكونو في الروضة ولا شنو ..؟؟!! بعدين تذكروا أن الرئيس نميري إستلم السلطة وهو في رتبة عقيد ومجلس قيادة ثورة مايو كانوا برتبة رائد .. وجمال عبد الناصر كان برتبة مقدم .. ومعمر القذافي كان في رتبة ملازم أول .. هذا معيار غير صحيح وغير دقيق بالمرة .. علي كل حال أنا قبلت التحدي وزي مابيقولوا أهل دارفور (الفيهو بخور بينشم) .. وربنا قال « ولا تزكوا أنفسكم « .. ونسأل الله التوفيق والسداد وإقامة العدل بين الناس .

هل تعتقد أن بالإمكان تحقيق المصالحات ..؟؟

ـــ ماحأسبق الحوادث .. لكن إنسان الولاية وطبيعته المتسامحة .. والأواصر والأرحام التي تربط الناس بعضهم بعض .. والسوابق المعروفة في هذا المجال تجعل عقد المصالحات من الأمور الميسورة والممكنة ، لو صدقت النوايا وأخلصنا العمل لوجه الله أولاً .. ثمَّ لحقن الدماء وتوجيه الجهود للبناء والتنمية لصالح الحاضر وحفظ حقوق الأجيال القادمة .

ماهي خطتكم لبداية عملكم في الولاية ..؟؟

ـــ أحب أن أؤكد عميق أحترامي للعمل المؤسسي فلا يوجد إنسان عاقل يعمل منفرداً . أو لا يمكن لأنسان منصف أن يلغي خطط من سبقه في هذا الموقع او أن يغمط حقوقهم أو يُلغي جهودهم ..هذا أولاً .

يعني سنواصل العمل ونبني علي الجهود المتصلة لتحقيق المصالحات وتوفير الأمن وبسط هيبة الدولة .. وإرساء قواعد التنمية .. وتوفير سبل العيش الكريم .. والولاية غنية بإنسانها ومواردها وثروتها الحيوانية وإنتاجها الزراعي .. وهي تتبادل المنافع وتقع في تقاطع طرق التجارة مع الولايات المجاورة .. والدول المجارة وفى ذلك خير واعد للجميع .

عموما .. على كل التحديات كثيرة وكبيرة لكن الأمن أولاً وثانياً وأخيراً.

كيف تنظر للإعلام ..؟؟

الإعلام سلاح ذو حدين لا غني عنه .. ونحن نقف علي مسافة متساوية من الجميع ونتمنى أن تجد الإنجازات حظها في النشر .. وأن تجد الاخفاقات حظها من التقييم والنصح والنقد البناء .. ونتمنى أن نبتعد عن المهاترات وإيقاظ النعرات القبلية والعنصرية وإثارة الفتنة وشخصنة القضايا فنحن حقيقة لا مجازاً نمر بمرحلة مفصلية في تاريخنا .

و القوى السياسية .. نظرتك لها ..؟؟

ــ لكل انسان دوره في العمل العام .. والحكم الديمقراطي يطير بجناحين « حكومة ومعارضة « والأصل هو التبادل السلمي للسلطة وفق قواعد الحوار والتنافس المشروع .. ولا سبيل لمن يآبى الحوار ويحمل السلاح ليروع الآمنين ويعطل مسيرة التنمية إلا أن يجد الردع والحسم في مواجهته .. لكن بالتفاوض والحوار يمكن أن يصل الجميع إلى تحقيق المطالب المشروعة دون إراقة الدماء .. وهذا هو لب الدعوة التي أطلقها السيد الرئيس في خطاب الإستقلال وهي تمثل نقطة إرتكاز لعملنا في الولاية .. لفتح أفاق الحوار والمشاركة لكل القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتسهم في بناء الثقة واستقرار الوطن وخير المواطن .

الشباب والمرأة في برنامجك بالولاية ..؟؟

ــ وهؤلاء سيكون لهم نصيبهم كاملاً غير منقوص في كل برامجنا ولن نحجر علي أي من يريد أن يضع لبنة في هذا البناء مهما كان موقعه من التنظيمات السياسية أو منظمات المجتمع المدني .. ونصف رأيك عند أخيك .

وكيف سيكون دور الرياضة والفن ..؟؟

ــ سنولي الرياضة الإهتمام الذي تستحقه وفقاً لسياسة الدولة .. والأنشطة الرياضية المختلفة مجال واسع للمنافسة ، وكرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى علي مستوى العالم ، وعاصمة الولاية فيها إستاد لكرة القدم والعديد من الأندية الرياضية ونرجو أن تنال بقية الألعاب نصيبها من الإهتمام .. خاصة الفروسية .

والفن ..؟؟

أما الفن فالولاية تعج بألوان من الفنون الشعبية والحديثة .. وأجهزة الاعلام المرئية والمسموعة مدعوة لعكس أوجه النشاط الفني لجمهورها ونحن على ثقة بأنها ستجد مادة ثرة وضروباً من المتعة والفائدة.

على ذكر الرياضة السيد الوالي أي الأندية الكروية تشجع ..؟؟

ـــ «ضاحكا» .. تلقاها عند الغافل ..أنا بشجع المنتخب الوطني القومي واللعبة الحلوة .. دي إجابة نهائية .

كلمة أخيرة .. السيد الوالي ..؟؟

ـــ أدعو لنا الله أن يوفقنا في هذا التكليف وأن يعيننا علي إقامة العدل بلا ميلٍ ولا هوي نفس .. وكل عام وبلادنا بخير وعام جديد سُعيد بأذن الله.

حاوره : محجوب فضل بدري: صحيف اخبار اليوم [/SIZE][/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. سعادة العقيد الطيب عبدالكريم – ملايين التبريكات من أهالي ولاية شرق دارفور عامة ومحلية ياسين خاصة – نهنئكم بمناسبة نيلكم ثقة السيد/ رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير وتسلمكم سلطات ولاية شرق دارفور الغنية بالموارد الطبيعية والزاخرة بالخيرات والناس الطيبين. نسأل الله لك التوفيق والسداد والإنطلاق بهذه الولاية الوليدة نحو ذري المجد في إطار وطننا السودان العظيم. ومثلما قاد الإمام المهدي (وهو من جزيرة لبب بدنقلا) عليه السلام الامة السودانية بما فيها أهالي دارفور نحو الحرية والكرامة وبني دولة المهدية العظيمة نسأل الله أن يعينك وأنت من دنقلا أيضاً علي قيادة جماهير الولاية بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم واتجاهاتهم نحو مجتمع الكفاية والعدل. ونؤكد لك ترحيبنا الحار ودعمنا اللامحدود ودعواتنا الصادقة لك بالتوفيق.
    ولابد لنا من توجيه تحية خاصة وشكر جزيل للأخ العزيز الدكتور عبدالحميد موسي كاشا الوالي السابق لولاية شرق دارفور لتجرده وإخلاصه وتفانيه في العمل علي الإرتقاء بالولاية وإعتذاره المبكّر عن الإستمرار كوالي لأسباب خاصة – وفي استقالته درس هاموبليغ في زهد الاخيار الاطهار عن كراسي السلطة. المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي – الخرطوم.

  2. محجوب فضل بدرى… كيف ولج هذا لعالم الصحافة!!!!! عسكرى جندى …كيف تسلق ؟ امن.. امن.. صحيفة رجل الامن احمد البلال الطيب مرتزق ارتزاق ثم مستشارامني صحفي برئاسة الجمهورية ….وتسلق وصعد اعلي السلالم حتي زحلقتة واحدة ….استغفر الله من امريكا(حبشية الاصل)اوصلها لاسرة البشير وكانت عاملة هي مع النظام لزوم الارتزاق واكتشفت رئاسة الجمهورية المدعوة سارة منصور الا ….. من الجماعة اياهم وكانت الطامة الكبري علي هذا الرجل تم رفسة خارج القصر…. ورجع رجل امن في جريدة الامن الخاصة باولاد البلال طبعا هم قمة الارتزاق في السودان وسوف ياتي اليوم المنتظر لمحاسبة هذه الشرزمة.