حوارات ولقاءات

نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية: لا يوجد ما يعيق إنضمام دولة جنوب السودان للجامعة العربية

[JUSTIFY]في آخر إسبوعين من العام المنقضي 2013م كنت في العاصمة اليابانية «طوكيو» ، مشاركا في «المنتدى العربي الياباني الإقتصادي الثالث» ضمن الوفد السوداني الذي مثل السودان في هذا المنتدى الدوري الهام ، والذي تشارك فيه كل الدول العربية وترعاه وتهتم به وتنظمه «جامعة الدول العربية» بالإشتراك مع الحكومة اليابانية ممثلة في وزارة الخارجية من جهة ، ووزارة الإقتصاد والتجارة والصناعة والإستثمار ــ (نعم وزارة واحدة تجمع الإقتصاد والتجارة والصناعة والإستثمار) ــ من جهة أخرى.

وتحرص الدول العربية قاطبة غاية الحرص على الإشتراك والمشاركة في هذا المنتدى ، ولهذا تجد كل وفد من وفود الدول العربية يترأسه (وزير) ، إما وزير للنفط والبترول ، أو وزير للتجارة ، أو وزير للصناعة ، أو وزير للتعاون الدولي ، أو وزير للإقتصاد ، أو وزير للتخطيط الإقتصادي ، أو وزير للإستثمار .

كان هذا حال كل الدول العربية التي شاركت في هذا المنتدى ، (عدا السودان) فقد شارك بوفد ترأسه (وكيل وزارة) ، وهي وزارة الإستثمار (وأظنها كذلك أن الإستثمار ليس وزارة إنما هو مجلس أعلى) حيث ترأس وفد السودان وكيل الإستثمار سعادة السفير شاور ــ على كل أمر هذا المنتدى سأعود له لاحقا وبالتفاصيل الدقيقة ــ بإذن الله الواحد الأحد إن أمد سبحانه وتعالى في الآجال.

أعود وأقول .. ترأس نائب الأمين لجامعة الدول العربية سعادة / السفير أحمد بن حلي جلسات المنتدى ، الذي شهد جلسته الإقتتاحية وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا.

وقد كنت وبحمد الله (الصحفي العربي الوحيد) الذي شارك في هذا المنتدى الذى جلست في ختام جلساته إلى السيد نائب الأمين العام للجامعة العربية سعادة السفير أحمد بن حلي ، وأجريت معه حوارا مطولا ــ أنشره على حلقتين ــ ونحن في الدور الـــ (37) لبناية البرج الذي شهد جلسات المؤتمر المنتدى.

وسعادة السفير أحمد بن حلي هو دبلوماسى من وزارة الخارجية الجزائرية، عمل في بداية عمله الدبلوماسي مستشار اقتصادي في سفارة الجزائر في القاهرة، ومن بعدها إنتقل لسفارة بلاده في تونس كشخص ثاني في السفارة، وكان في تلك الفترة أثناء المؤتمرات التي تعقد آنذاك يساهم فيها سواء في الأمم المتحدة أو عدم الانحياز او الافريقية أو المغاربية .. وآخر منصب له كممثل لوزارة الخارجية الجزائرية كان سفيراً للجزائر في السودان ثم منها أتى إلى الجامعة العربية.

وفي الجامعة العربية بدأ مستشاراً للأمين العام للجامعة في فترة عصمت عبدالمجيد ، ثم أميناً عاماً مساعداً للشؤون العربية ، ثم أميناً عاماً مساعداً للشؤون السياسية ، ثم نائباً للأمين العام في فترة عمرو موسى ــ كأول شخص يتولى هذا المنصب ــ ، ليتم تثبيته في المنصب ذاته بالإنتخاب في عهد نبيل العربي حاليا «كأول نائب أمين عام بالإنتخاب».

مع سعادة السفير أحمد بن حلي كان هذا الحوار الإستثنائي والحصري من قلب طوكيو عاصمة بلاد الساموراي ، فإلى جزئه الأول.

سعادتك نبدأ حوارنا بالمنتدى العربى اليابانى الاقتصادى الثالث.. نريد أن نقرأ نظرتكم لهذا المنتدى ..؟؟

ــ المنتدى يأتى في إطار انفتاح جامعة الدول العربية على العالم الخارجى وخاصة في الدول التى لها وزن ومكانة ويمكن الاستفادة منها كمجموعة عربية ومن هنا جاءت فكرة المنتديات مع عدد من الدول والقوى والتكتلات الدولية ومن ضمنها اليابان التى تعتبر نموذجاً في التنظيم والاقتصاد وفي بناء الإرادة والدولة الحديثة وفي التكنولوجيا.. والمنتدى بدأ في العام 2009م الدورة الأولى في طوكيو وفي تونس 2010م ثم العام 2013 في طوكيو وستكون الدورة الرابعة العام 2014م في المغرب، الهدف الأساسى هو كيف ننمي ونعزز العلاقات ما بين اليابان والدول العربية القائمة على المستوى الثنائى بإدخال البعد الجماعى ونعتقد أن هذا المنتدى أحد الآليات والإطارات الهامة لتنمية وترقية هذه العلاقة، وتم تحديد عدد من المحاور الأساسية للمنتدى منها المحور التنموى بمعنى كيف تكون هنالك تنمية سواءً في إطار البنية التحتية أو الزراعة أو الصناعة ثم في ميدان التنمية البشرية من خلال تكوين متدربين وتبادل الطلاب وغير ذلك، وأهم شئ كيف نستفيد من التكنولوجيا والعلم لاكتساب توطينه في الدول العربية، نحن محوجون الى أن نساير هذه الطفرة العلمية للاستفادة منها في حياتنا وتنمية مشاريعنا وفي بناء دولنا.. بالإضافة الى البعد الجديد الذى أضفناه هذه المرة بعد توقيع اتفاقية للتعاون بين الجامعة العربية واليابان التى وقعها عن الجانب العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية د.نبيل العربى ووزير خارجية اليابان في نيويورك في سبتمبر الماضى وأدخلت بعدين جديدين، الاول هو التحاور والتشاور السياسى سواءً فيما يتعلق بالقضايا العربية أو التى تهم اليابان أو فيما يتعلق بالملفات الكبرى الطروحة على الأجندة السياسية ثم البعد الثانى وهو الاستفادة من التكنولوجيا والتبادل العلمى والأبحاث ونحن محوجون للاستفادة من مراكز الأبحاث اليابانية.

هل هنالك في الأفق توجه نحو تكرار هذه التجربة أو استئنافها مع دول تمثل ثقلاً عالمياً كالصين والاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل ..؟؟

ــ هي موجودة بالفعل وانطلقت مع الصين في العام 2004م قبل اليابان، ففى المنتدى العربى الصينى قطعنا شوطاً كبيراً والآن أفق التجارة والاستثمار توسع أكثر مع اليابان، كذلك عندنا المنتدى مع الهند والأمين لعام د. نبيل العربى هو الآن موجود في نيودلهى في إطار المنتدى العربى الهندى، ثم عندما مع دول أمريكا الجنوبية، وفي دولة من دولها اتفقنا إلى عقد قمة بين المجموعة العربية ودول أمريكا الجنوبية، ونريد توسعة تلك التجربة مع الاتحاد الأوربى وفي العام 2011م كان هناك اجتماع بين وزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية الدول الأوربية في القاهرة في مقر جامعة الدول العربية وسيكون هناك اجتماع في العام 2014م ببروكسل لـ(28) وزيراً خارجية أوربياً مع (22) وزيراً عربياً باستثناء سوريا، فإذن هذه التجربة الآن توسع وتعمق لأننا لحظنا مدى الإفادة التي تتحقق، بالإضافة إلى العمل الرسمى هنالك العمل في القطاع الخاص، وهناك ورش عمل (6) ورشاً في اليوم، فكل دولة عربية تقدم تجربتها وفرص الاستثمار والتجارة والفلاحة والصناعة وغيرها.. وهذه المنتديات من أهمياتها خلق نوع من التواصل ما بين رجال الأعمال العرب ونظرائهم اليابانيين فتعقد الصفقات ويجرى الاتفاق على تبادل الزيارات. وفي هذا المنتدى يتم التوقيع على أكثر من (50) صفقة تجارية بين القطاعات الخاصة.

سعادة نائب الأمين العام أسمح لي بأن أقفز إلى أمر يلح في خاطر الكثير من المواطنين العرب وهو أنه كان يقال عن السودان أنه سلة غذاء العالم في السبعينيات لكن الشاهد أن الدور السودانى في توفير الغذاء تراجع.. ماهو دور جامعة الدول العربية في جذب الأشقاء العرب للاستفادة من إمكانيات السودان وموارده العظيمة.. لماذا لانرى دوراً فاعلاً من الجامعة في تفعيل هذا الأمر ..؟؟

ــ أنا من العارفين بالسودان بحكم أنني كنت في فترة من الفترات سفيراً للجزائر لدى السودان، وأعرف الثروات الكبيرة التى حبا الله بها السودان سواءٌ أكانت المياه التى تزيد الحاجة إليها كلما مرت السنوات أو في الأراضى الشاسعة.. فعدم إنجاز المشاريع التنموية التى كان مقرراً إنجازها في السودان للظروف التى مر بها السودان، والآن بدأت الأمور تستتب في السودان وموضوع الجنوب حسم بالإرادة التى عبر هنا الجنوبيون، وهدأت الآن الأمور في دارفور وأصبحت في إطار الحل، اعتقد الآن لا بد من إعادة فتح موضوع التنمية وخاصة الزراعية، وهنالك مبادرة طيبه تقدم بها فخامة الرئيس البشير في قمة الدوحة عام 2013م وتتعلق بمشاريع الأمن الغذائى، وتم تكليف المجلس الاقتصادى والاجتماعى وهو الجهاز الموكل إليه مثل هذه المهام التنموية.

مقاطعا .. معذرة .. ولكن ..؟؟

ــ مقاطعا .. عفوا دعني أكمل لك .. وسيجتمع بحضور وزراء الفلاحة والزراعة والأمن الغذائى في الثلث الثالث من شهر يناير المقبل (الحالي) لوضع اللمسات للفنيين الذين عملوا منذ (10) شهور على تحضيرها.

حسنا .. كيف تنفذ هذه الخطوة ..؟؟ .. ومن هم المساهمون ..؟؟ .. وما هي الفرص التي قدمها السودان بالنسبة للأراضي ..؟؟

ــ أعتقد أنهم سوف يمثلون إعادة الاهتمام والدور وبالنسبة للمشاريع التى يمكن أن تقام في السودان حتى نجسد عملياً الشعار المرفوع والذى بقى للأسف عنواناً يطرح دون أن ينفذ وهو أن السودان هو سلة غذاء العالم العربي والإفريقي، وبالتالى نريد أن يجسد هذا الشعار عملياً وأعتقد أن وجود الوزراء المختصين وحضور الأمين العام في هذا الاجتماع لوضع اللمسات هذا لمشروع الزراعى التنموى سيعيد الاهتمام بالجانب الغذائى، لأننا إذا لم نتحرر من عملية استيراد الغذاء فلن نكون مستقلين في قرارنا وفي اتجاهاتنا وفي مصيرنا.. فيوم أن توفر غذاءك تقول إنك مستقل، وأما أن تستورد غذاءك ولباسك وحاجاتك فأنت غير مستقل وتحت رحمة الآخرين.

على ذكر انفصال جنوب السودان.. أليس في الخطط للجامعة أن يتم قبول دولة جنوب السودان حتى كمراقب مثلاً .. أظن أن الجامعة إذا عرضت مثل هذا الموضوع على دولة جنوب السودان لا أظنها تمانع.. وذات الأمر لأريتريا وأنا أجريت حواراً مع الرئيس الأريترى أسياسي أفورقى قبل ثلاث سنوات وسألته نفس السؤال وقال لى حينما يأتينا طلب كهذا فسننظر فيما سيكون .. فالشاهد سعادتك أن المواطن في جنوب السودان وارتيريا حتى وإن لم يكن عربياً صرفاً إلا أن هواه عربى ويتحدث اللغة العربية .. فلماذا لا تتوسع الجامعة ..؟؟

ــ سوف أجيب على سؤالك من جانبين (إجرائى وسياسى) .. الأول أن الأمانة العامة ميثاقها حتى الآن لا يسمح بدخول دول غير عربية بصفة مراقب ويعطى هذه الصفة للمنظمات الإقليمية والدولية وليس للدول، وهنا تأتى العقدة أننا لا يمكن أن نسمح لأيما دولة غير عربية بأن تكون عضواً مراقباً في الجامعة العربية، هذا من الناحية القانونية والإجرائية، ومن هنا أقول إن ارتيريا طلبت فعلا أن تكون مراقباً ولكن نظراً لخلو الميثاق من مادة تسمح لمراقب غير عربى حال دون ذلك. وبالنسبة لجنوب السودان أنا معك أن اللغة العربية هى التى تجمع قبائل الجنوب وما زالت الثقافة والحضارة والانتماء وحتى الهوية العربية لها وجود في الجنوب.. ونحن كجامعة عربية الآن موجودة بعثة في جوبا وهى بعثة تابعة للجامعة لها مكتب ورئيس وهنالك تواصل لكن من حق جنوب السودان وهى كانت جزءاً من السودان العضو في الجامعة، من حقها أن تطلب العضوية الكاملة بحكم أن دستورها ينص على أن اللغة العربية من ضمن اللغات الرسمية ولكن هذا يعود الى حكومةجنوب السودان وليس للجامعة العربية، ونحن أعلنا في عدة مناطق أننا نرحب بطلب انضمام جنوب السودان الى الجامعة ويطرح الموضوع على حسب الآلية على وزراء الخارجية العرب لاتخاذ الموافقة..

ماذا عن الجانب السياسي ..؟؟

ــ الجانب السياسى فعلا نحن الآن في تواصل كامل مع جنوب السودان وهنالك صناديق عربية ومشاريع عربية تنجز والجامعة تحض جميع الدول العربية على الاستثمار في جنوب السودان خاصة في بناء مقومات هذه الدولة التى مازالت في بدايتها، ونحن نأمل فقط أن تحل القضايا العالقة ما بين السودان وجنوب السودان، فلا بد من أن يكون هناك استقرار وعامل التقاء وثقة فعندما تطوى هذه الملفات العالقة أعتقد أنه سيكون هناك إقبال واستثمارات عربية، وكما قلت من الناحية الإجرائية والقانوينة إنه يحق لجنوب السودان أن يطلب انضمامه للجامعة بحكم تاريخه وارتباطه وبحكم المعايير التى تطبقها الجامعة.

إذن يمكن أن نقول بأنه لا يوجد ما يعيق انضمام جنوب السودان الى الجامعة ..؟؟

ــ بالضبط.

ولكن ارتيريا وضعها يختلف ..؟؟

ــ ارتيريا وضعها آخر لأنها دولة إفريقية ورغم وجود العربية فيها ورغم الانتماء ولكن لابد من تغيير الميثاق العربى وعلى فكره هناك الآن حوالى أربع لجان تعمل على تعديل الميثاق ليعطى صفة المراقب للدول غير العربية وهناك دول أوربية طالبة أن تكون ملاحظاً، حتى الولايات المتحدة نفسها في فترة من الفترات استفسرت عن مدى امكانية أى دولة تكون مراقباً في الجامعة العربية.

دعني سعادتك أن أتوقف في أرتيريا.. وهى أيضاً اللغة العربية متوازية مع لغتها المحلية.. والشعب الأرتيرى دمه وملامحه ولسانه عربى.. وقد تعلم أن هناك تداخلاً قبلياً كبيراً بين شرق السودان وغرب أرتيريا وحتى عمق ارتيريا ..؟؟

ــ أنا معك ..هنالك دولتان إفريقتان قريبتان جدا ويمكن قبولهما أعضاءً في الجامعة العربية بحكم الميثاق (تشاد وارتيريا) لكن بصفتهما العربية يمكن ان يطرح الموضوع على الجامعة إذا طلبا العضوية الكاملة من الناحية القانونية وأعتقد ان المعايير والشروط متوفرة في هاتين الدولتين .

موضوع جزر القمر..؟؟

ــ هى دخلت في التسعينيات وأصبحت عضواً كاملاً، والآن أقول لكل بكل أمانة جزر القمر تحظى بتنمية عربية غير مسبوقة، فهنالك أموال ضخت سواءٌ في ما يتعلق بمشاريع البنية التحتية أو المشاريع الزراعية أو الصيد البحرى وبناء المستشفيات حتى أجهزة الإعلام، وهناك دول عربية مثل قطر والكويت والإمارات وليبيا تنجز مشاريع كبيرة، ولحظت مدى التطور الذى حدث بعد انضمام جزر القمر الى الجامعة العربية والجامعة لها دور بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى لمعالجة الأزمات السياسية وكانت هناك قوات سودانية لعبت دوراً في إعادة الأمور والاستقرار إلى جزر القمر، وهى الآن عضو كامل وتحظى بنفس الصوت كأى دولة في الجامعة، فالأصوات والحقوق متساوية لأعضاء جامعة الدول العربية، وتلعب دوراً بحكم نشاطها وتمثيلها ولا غبارعلى أى دور أو أى صفة بالنسبة لجزر القمر في الجامعة العربية.

الصومال .. لماذا لم تلعب الجامعة دوراً في توحيدها ..؟؟

للحوار بقية من عاصمة بلاد الساموراي.

حاوره في اليابان : أسامة عوض الله: صحيفة اخبار اليوم [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [SIZE=5]سبب انفصال الجنوب هو العرب والعقدة من اللغة والدين وسبب انفصال الجنوب احمله قادتنا ودعم دول عربيه له[/SIZE]