تحقيقات وتقارير

أسرار أحداث (بانما) داخل الحدود التشادية ومصرع محمد بشر وقيادات حركة العدل والمساواة برواية شاهد عيان

[JUSTIFY]عبد الرحمن إبراهيم بنات : هاتف ثريا على بعد 350 متر كان يحدد موقع تواجدنا و35 عربة مدججة شاركت في الهجوم كشف قيادي بحركة العدل والمساواة بزعامة القائد عبد الكريم دبجو عن إفادات مثيرة حول حادث اغتيال وتصفية قياداتها في مايو الماضي على يد جماعة جبريل إبراهيم شرقي (أبشي) فيما أكد أن المجموعة التي شنت الهجوم كانت تنطلق بـ35 عربة مسلحة وتستعين ببعض العملاء لتحديد موقع موكب القائد محمد بشر حتى لحظة وقوع الحادث في منطقة (بانما) شرقي تشاد. وأكد الأستاذ عبد الرحيم إبراهيم بنات – رئيس اللجنة السياسية وأمين إقليم دارفور بالحركة – في حوار مع (أخبار اليوم) بأن الهجوم كان مفاجئاً وهدفه الأساسي القضاء على كل القيادات ، كما تحدث عبد الرحمن بنات عن مسار إنفاذ اتفاقهم مع الحكومة وحذّر من المماطلة حفاظا على الاستقرار.
الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم بنات؛ بوصفك متابعاً لتلك الأحداث ما الذي حدث وكيف تمت المهاجمة لموكب رئيس الحركة المرحوم محمد بشر وقيادات الحركة في (بانما) التشادية ..؟؟
شكرا لكم ونحن نستعيد تفاصيل تلك الحادثة الحزينة التي فقدنا فيها قيادات عزيزة وعلى رأسهم القائد محمد بشر رئيس الحركة ونائبه و8 من القيادات واختطاف وأسر ما لا يقل عن 19 قائداً آخرين على رأسهم الأخ علي وافي بشار رئيس لجنة الترتيبات الأمنية في المفاوضات من جانب الحركة. نعم الحادث كان مؤلماً وكان يمكن أن يضرب تماسك الحركة لولا أنها قامت على مؤسسات تمنعها من التشظي والتشتت والانشقاقات ولولا المؤسسية لما استطعنا الخروج من هذه المأساة والتي جاءت بعد أقل من شهر على توقيعنا للاتفاقية.
تحركنا من مدينة (أبشي) في الحدود الشرقية لدولة تشاد بتاريخ 11/5/2013م بحوالي خمس أو ست عربات بكامل عددنا في طريقنا إلى مواقع تواجد قوات الحركة بمناطق (كرنوي) شمالي دارفور وتابعنا مسيرنا وقبل وصولنا لمنطقة (بانما) القريبة من الحدود السودانية كانت هناك معلومات توفرت لأجهزتنا بأن قوات من حركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم ستهاجم الموكب.

لماذا واصلتم المسير ..؟؟

كنا نعلم احتمال اعتراض موكب عرباتنا لكننا لم نكن نتوقع أن تتم الأحداث بتلك المفاجأة، قيادة الحركة واستخباراتها نبهتنا للخطر كما أن الأمن السوداني اتصل برئيس الحركة ونبهه عن التقاط محادثات اتصال كانت تتم عبر هواتف الثريا لاستخبارات جبريل إبراهيم وعنصر آخر كان يعمل كعميل مزدوج يحدد اتجاهات سير الموكب لحركة جبريل وأخبر الأمن قبل أقل من ثلث الساعة من وقوع الحادث القائد محمد بشر بأن هناك هاتف ثريا على بعد 350 متر يجري اتصالات مع قيادات تتبع لجبريل وتم تحديد أرقام هذا الهاتف وكان يستخدمه شخص كان مكان وموضع ثقة لرئيس الحركة، لقد كان هذا العميل وحسب المكالمات التي تم رصدها يطالب قوات جبريل بضرورة التحرك وتنفيذ المهاجمة وإذا تأخروا أكثر من ثلث ساعة فإن هذا الموكب سوف يفلت ويدخل الحدود السودانية وتمت المتابعة حسب المعلومات ووجدنا هذا الشخص المتلبس و حاول الإنكار لكن بعد فحص النمر التي اتصل بها وجدنا من بينها رقم هاتف الثريا لرئيس مخابرات حركة جبريل إبراهيم وبدأت الإجراءات معه وحاول أن يفلت وفي هذه اللحظات هاجمت عربات حركة جبريل إبراهيم للموكب والذي كان متوقفاً في وادي بمنطقة بانما.

كم عدد القوة التي هاجمتكم ..؟؟

هاجمونا بحوالي 35 عربة مسلحة وجاء الهجوم من ناحية الحدود التشادية من الداخل بأسلحة ثقيلة مدافع ودوشكات في حين كان أفراد حركتنا لا يحملون إلا الأسلحة الخفيفة.

وكيف كان الموقف ..؟؟

في هذه اللحظة تأكد الجميع بأن الأمر قد وقع ولا مفر من المواجهة وأمسك الأخ محمد بشر ونائبه وبقية القيادات بأسلحتهم انتظارا لما سيحدث وانهمرت أعيرة الرصاص علينا من أسلحة صغيرة ومدافع ودوشكات فكان سقوط القادة قتلى وبعضهم أصيبت أجسادهم بأكثر من مائة طلقة وقاموا بعد ذلك بأسر واختطاف بعض القيادات وحملوا الجثث معهم إلى داخل الأراضي السودانية ليتم القذف بها في العراء ولكن قامت قوات تتبع لنا بمطاردتهم ورفع الجثث لمواراتها بصورة لائقة.

أين اتجهوا بعد ارتكاب جريمتهم ..؟؟

قمنا بملاحقتهم من منطقة لمنطقة وكانوا ينطلقون بأقصى سرعة حتى دخلوا غرب كردفان ثم اتجهوا لشمال كردفان.

كيف كان موقف قيادتكم العسكرية في (كرنوي) وهي تسمع بنبأ استشهاد القادة في هذا الحادث ..؟؟

كان الموقف صعباً لكنهم تحملوه بقوة أعصاب وشجاعة خاصة وان القائد عبد الكريم دبجو الذي كان يتولى منصب القائد العام للحركة افتقد بسبب هذا الحادث عدداً كبيراً من أبناء عمومته وأهله وأقرب الناس إليه لكن لم يكن هناك من ملاذ سوى الصبر.

أستاذ عبد الرحمن هناك اتهامات لكم في قيادة الحركة بأنكم استفدتم من عدم وجود القادة الذين فاوضوا ووقعوا واتجهتم لتحويل الحركة وأجهزتها لأداة لصالح عشيرة أو قبيلة محددة هي الزغاوة ..؟؟

هذا زعم غير صحيح وحقيقة فإن المؤتمر العام للحركة الذي انعقد بكرنوي بعد الحادث عمل على ملء الفراغ الذي أحدثه غياب بعض القيادات وبناء على ذلك تم اختيار الأخ القائد دبجو بالإجماع لتولي منصب رئيس الحركة باعتباره القائد العام لقواتها كما تم اختيار وتشكيل بعض أجهزة ومؤسسات الحركة السياسية والتنفيذية وكان ذلك بإجماع كل القادة الذين شاركوا في المؤتمر.

لماذا تغير وتم تعديل الأجهزة والمكاتب التنفيذية بعد وصول وفد المقدمة للخرطوم ..؟؟

هذا لم يحدث ونفس المكاتب تعمل الآن بذات التشكيلة التي أقرها المؤتمر.

لكن هنالك اتهامات لكم في قيادات بارزة في الحركة مثل محمد أبو القاسم مقرر المجلس التشريعي بالحركة وقيادات عسكرية مثل حسن ارتشي وصديق أندر بأنكم أعدتم تشكيل المكاتب على أساس قبلي وعنصري وأبعدتم القيادات الفاعلة ..؟؟

كما قلت إن الأجهزة تعمل بذات الشكل والعضوية التي أقرها مؤتمر كرنوي ولم يبعد أحد. أما بخصوص الأخ محمد أبو القاسم مما أعلمه انه لم يفصل وقد ذهب بإذن لزيارة أهله بالجنينة وبعد حوالي ثلاثة أشهر سمعنا أنه يتحدث عن انشقاق وخروج عن الحركة وكان الأولى ان كانت له تظلمات أو احتجاجات على أي شيء أن يثيرها من داخل أجهزة الحركة وهي الوحيدة المخولة بالنظر في الخلافات فضلاً عن أن منصبه كمقرر للمجلس التشريعي فإنه هو الذي يحاسب الآخرين بدل تقديم الشكوى والحديث للإعلام عن انشقاقات.

أما بخصوص أخينا القائد حسن ارتشي فقد كان في حركة العدل والمساواة بزعامة د. خليل إبراهيم وشارك في معركة أم درمان وبعد خروجنا من حركة خليل وشرعنا في التمهيد للالتحاق بأبوجا طالبنا أثناء فترة وقف العدائيات في أكتوبر 2012 بإطلاق سراح منسوبي الحركة المعتقلين في أحداث أم درمان كبادرة حسن نية وتم إطلاق سراح الأخ حسن ارتشي من بينهم وبعد التوقيع كان أول لقاء لنا معه قبل أقل من أسبوعين من وقوع الحادث وكان ذلك تحديداً في 26/4/2013 بعد عودة وفدنا من الدوحة والتقى بنا في أبشي بدعوة من الأخ وافي بشار ورحبنا به ليكون جزءاً منا أما صديق اندر فقد جاء للدوحة من مصر قبل فترة قليلة من توقيع الاتفاق وقبلنا انضمامه كعضو لكنه لم يكن رئيسا للجنة الثروة في المفاوضات فرئيسها في التفاوض كان هو الأخ يزيد دفع الله ابراهيم رشاش أمين إقليم كردفان حالياً وكان وقتها أمين شؤون الرئاسة.

شئ آخر هنالك شخصية تدعى محمد دربين عليا قال إنه مدير مكتب الحركة بأديس أبابا وأؤكد بأنه لا مكاتب لنا في أديس كما أن هذا الاسم لم نسمع به من قبل.

لكن أين حقوق الذين تم اختطافهم وما مصيرهم ..؟؟

حقوقهم محفوظة وأعضاء في كل أجهزة الحركة ومتى ما عادوا مكانهم موجود ونعلم أنهم محتجزون لدى حركة جبريل إبراهيم في موقع ما بجنوب كردفان ونسعى بكل الوسائل لإطلاق سراحهم أما الحديث عن أثنيات هذا عربي وهذا غيره يعتبر حديثاً قبيحاً لأن العضو عندما يقدم نفسه للانضمام لا يتم استيعابه لتمثيل قبيلته وإنما استجابة لدوافعه الثورية ولذلك فليس هناك استهداف لإثنية والذين قتلوا والذين تم اختطافهم من قبائل شتى كما أن الأخ عبد الكريم دبجو رئيس الحركة فقد عدداً كبيراً من أبناء عمومته وأقاربه أثناء حادث التصفية الذي وقع وراح ضحيته القائد محمد بشر وآخرون.

أستاذ عبد الرحمن بوصفك رئيساً للجنة السياسية كيف تنظر إلى مجريات التطبيق والتنفيذ لبنود الاتفاق الذي وقعتموه مع الحكومة حتى الآن ..؟؟

حقيقة وبموجب اتفاق الشراكة السياسية الموقع بيننا والمؤتمر الوطني شرعنا منذ وصولنا في العمل عبر ثلاث لجان هي اللجنة السياسية والترتيبات الأمنية واللجنة العدلية وعلى صعيد اللجنة السياسية فقد قمنا بمناقشة وتحديد نصيب الحركة من المناصب على المستوى الولائي والسلطة الإقليمية أما ما يتعلق بنصيبنا على المستوى الاتحادي فينتظر أن يخاطب رئيس الحركة رئيس الجمهورية بمقترحنا بمن يشغل الوظيفة حسب النصيب المحدد لنا لتسكين الترشيحات أما في ملفات الترتيبات الأمنية والعدلية فهناك خطوات بدأت لكن لا تزال بطيئة ولا تزال الاجتماعات تتواصل حولها ولا تزال نتائجها صفراً. ونرى أن هناك تأخيراً في إنفاذ بنود الاتفاقية لا نرى له أي مبررات ونتمنى أن تسير الأمور بشكل سلس إيفاءً ببنود الاتفاقية ومن بينها إطلاق سراح المعتقلين والأسرى وإنفاذ الترتيبات الأمنية.

كما عدد الوظائف المحددة لكم في الاتفاق ..؟؟

بموجب بروتوكول الشراكة السياسية فإن للحركة منصب وزير اتحادي ووزير دولة وعضو مجلس ولايات وعلى مستوى السلطة الإقليمية لدارفور وزيرين وثلاثة رؤساء مفوضيات ومستشاراً لرئيس السلطة ونائباً أول لرئيس مجلس السلطة ونائب مفوض الترتيبات وأعضاء في مجلس السلطة واحداً في الوزارة وآخر في المفوضية لكن نرى أن التنفيذ لا زال يحبو ونخشى المماطلة.

ماذا بشأن الترتيبات الأمنية ..؟؟

هناك لجنة تعمل الآن في خطوة التحقق وبعدها تجميع القوات وفتح المعسكرات وتوجد قواتنا في مواقع كثيرة وتتركز في شمال دارفور كما توجد في شرق وغرب دارفور.

وختاما نشكر صحيفة (أخبار اليوم) ومجهوداتها في هذا المجال ونتمنى لها التوفيق والتقدم وأتذكر قبل 6 سنوات عندما كنا في الميدان أجرت معي حواراً حول تصاعد الأحداث في ذلك الوقت.

حاوره : التيجاني السيد: صحيفة اخبار اليوم [/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. كل حركات التمردة قبيحة وقائمة علي القبلية والعنصرية والحقد والرغبة في ابادة الاخرين

  2. حركة جبريل بعد هذا العمل الشنيع ضد قادتكم وحركتكم وتصريحكم بأنكم سوف تردون الصاع صاعين وسوف تنتفمون لمقتل قادتكم هؤلاء ؟ ماذا فعلتم لها أم كلام الليل يمحوه النهار ؟ أين الإنتقام الذي صرحتم به ؟ كلكم مثل بعض قتلة وسفاحين ومصاصي دماء ” أين سوف تذهبون من الله يوم الحساب ، ماذا سيكون ردكم عند السؤال ” أي عندمايقول المقتول ربي أسأله فيم قتلني ؟ ماذ سيكون الرد ” كل القتلي في دارفور من جانب حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة وكل الحركات الأخري قادة هذه الحركات مسؤولون مسؤولية مباشرة عنه وسوف يموتون بنفس الطريقة وسوف ترون ” إنه العقاب الإلهي ولا مفر منه لو عقدتم صلح مع الحكومة أم لم تعقدوا .