لماذا استدعت جوبا الرئيس البشير ؟
وسواء نجح الرئيس البشير -الراجح أنه نجح الى حد كبير- فى وضع أساس سياسي جيد لإنهاء الصراع أم لا فإن هذا هو الآخر يحسب فى إطار مواقف السودان الايجابية الداعية الى استقرار المنطقة بأسرها. ولهذا فإذا أردنا قراءة ذهاب الرئيس البشير الى جوبا بدعوة (حارة) من الرئيس الجنوبي كير فإن بإمكاننا أن نلحظ نقاط عدة.
النقطة الأولى أن جوبا وعلى كثرة المرتبطين بها إقليمياً ودولياً لم تجد من تثق وتطمئن إليه سوى الدولة الأم وهي السودان وهذا ليس فقط من جانب الطرف الذي يمثله الرئيس كير وإنما ايضاً من الطرف الآخر الذي يقوده مشار وكلنا يذكر كيف حرص الأخير وبشدة على طمأنة السودان باستمرار انسياب النفط عقب إحكام سيطرته على مناطق إنتاجه. فطرفي المعادلة الاثنين هناك فى جوبا يعولان بدرجة أو بأخرى -كلٌ بأسبابه- على السودان كطرف لا غنى له عنه.
النقطة الثانية أن الدور المحايد وبمنتهى النزاهة الذي لعبه السودان من الصراع أسهم بشكل رئيسي فى إعطائه هذه المكانة السياسية المهمة وهذا معناه أن طرفيّ النزاع وليس فقط طرف واحد تأكد لهما معاً وبما لا يدع مجالاً للشك أن السودان لم يتدخل قط لصالح طرف ووقف موقفاً محايداً (صعباً) من النادر أن تقفه دولة جارة فقد رأينا كيف تورطت كمبالا تورطاً بشعاً فى النزاع حين تدخلت لصالح طرف واحد بطريقة فجة وفى رابعة النهار!
النقطة الثالثة أن نزاهة السودان وحياده من الصراع ما هو إلا امتداد طبيعي لحياده ونزاهته فيما سبق، إذ أنه ورغم استمرار جوبا حتى مع اشتعال الأوضاع والى هذه اللحظة فى توفير المأوى والملاذ والدعم للمتمردين السودانيين الذين ينشطون ضد الحكومة السودانية مثل قطاع الشمال وما يسمى بالثورية وحركات دارفور المسلحة فإن السودان لم يثبت قط أنه دعم فصيلاً جنوبياً مقاتلاً، ومن المؤكد انه لو كان قد فعل من قبل لاستحال عليه فى الوقت الراهن الوقوف على الحياد. بمعنى أوضح فإن الحياد السوداني الحالي ما هو إلا امتداد لحياده السابق وليس أمراً مستجداً.
وأخيراً فإن الحكومة السودانية على أية حال لديها من الإدراك والمعرفة بخفايا الصراع الجنوبي الجنوبي معرفتها بالأطراف كونها تمثل الدولة الأم هو عنصر قيمة إضافية يؤهلها للعب دوره مهم للغاية فى تسوية النزاع وإنهائه.
ولعل من هذه النقطة الهمة تحديداً يثبت أن كل محاولات القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها لدق إسفين بين الاثنين كانت محاولات خاطئة تماماً، لأن الأزمة الحقيقية فى الواقع لم تكن فى جوهرها بين الدولتين بقدر ما هي أزمة ذات أبعاد قبلية، كما أن استعجال هذه القوى الدولية فى منح الجنوب دولة مستقلة قبل نضوج بنيانه السياسي والإداري وقبل أن يكمل دورة نهوضه الثقافي هو الذي يجعله الآن يحصد هذا الحصاد المُر.
سودان سفاري
[/JUSTIFY]
[frame=”6 100″]
[CENTER][B][SIZE=7][FONT=Simplified Arabic]:mad: 😡 😡 😡 😡 😡
عنوان الموضوع لا يتوافق مع مضمونه!
كيف يعني إستدعاء؟؟:mad: 😡 [/FONT][/SIZE][/B][/CENTER][/frame]