محمد الننقة : مصر أم جنوب السودان
ولكن نجد المجتمع الدولي يهتم بحلحلة ازمة سوريا أكثر بكثير من ازمة الجنوب، فبينما تنعقد المؤتمرات الدولية من العيار الثقيل وتنفض لبحث الازمة السورية والعالم يهتم بصورة تجعل قيادات الصف الأول تلهث حول العالم لتلتقي العدو والصديق لايجاد مخرج لها، نجد نفس العالم يكيل بمكيالين ويترك ازمة الجنوب للمنظمات ورجالات الصف الثالث وعلى اعلى درجة نجد المبعوثين الخاصين.
فما الذي جعل العالم يقابل أزمة كبيرة بجهود صغيرة ويجتهد على المستوى الدولي لحل مشكلة بينما يترك حل مشكلة أخرى اكبر لمجتمعها الأقليمي، تأتي الاجابة ببساطة وهي لعبة المصالح فالجنوب لا يمثل شيء إلا معادلة النفط، والذي في حالة استمرار القتل والتخريب سيبقى تحت الأرض، فلا بعد اقليمي ولا دولي كالذي تمثله الازمة السورية، فالاخيرة تمثل خط الدفاع الاول لايران ونجد ازمة سوريا ليس المقصود منها في المقام الأول سوريا انما المستهدفة الرئيسية هي ايران بكل ما تملك من قوة اقتصادية وعسكرية وثقل اقليمي يهدد دول الخليج وذلك الأبن المدلل لامريكا اسرائيل، ونجد الكيماوي السوري هو راس الرمح ويكاد يكون الهدف الأول في تدمير سوريا فبعد ان اتفق السوريين مع المجتمع الدولي على تفكيك ذلك الكيماوي حتى هدأت تلك الارهاصات بالتدخل الدولي العسكري في سوريا.
وعلى المستوى الأقليمي أو العربي فسوريا تمثل عمق المد الشيعي الساعي للسيطرة على العالم العربي والاسلامي، وبذلك يصبح النظام السوري بعبق يخيف كافة دول الخليج خصوصا تلك التي تخشى ان تطير تيجانهم من روؤسهم .
وفي تمايز المصالح هذا وحسب رأي العالم فلتستمر تلك الحرب الأهلية الطاحنة بجنوب السودان الى حين يأتي دوره في سطح مصالح العالم، فدائماً هذه هي حسابات العالم التي يتحرك عبرها، فلا تحركه الشئون الانسانية ولا دموع النساء ولا صراخ الاطفال الجوعى ولا ضياع الشباب انما المصالح أولاً وأخيراً.
محمد الننقة _ النيلين [/JUSTIFY]