حوارات ولقاءات

الشيخ عبد الجليل الكاروري في حوار ساخن: الزواج (فريند) مرونة تتيح العفة

[ALIGN=JUSTIFY]صحيفة السوداني – حوار: نبيلة عبدالمطلب
لا نقر الزواج العرفي ولكن ندعوا الآباء لإقراره
الزواج (فريند) مرونة تتيح العفة
أدعو طلاب الجامعات للزواج وتأخير الإنجاب
إخطار الزوجة الأولى عند الزواج بأخرى لاينافي الأخلاق
جدل كثيف ونقاش مازال مستمراً في كل الأوساط السودانية حول ما أثارته الفتوى الصادرة من مجمع الفقه الإسلامي بإباحة زواج مايسمى بالإيثار والمسيار، ومابين رافض للفكرة ومدافع لها تبرز الكثير من الإستفهامات نحو ماهية دواعي اللجوء لمثل هذا النوع من الزواج والمستجدات التي طرأت لإصدار الفتوى… وإختيار التوقيت الحالي بالرغم من ظهوره قبل سنوات في منطقة الخليج وبعض الدول العربية، وعما إذا كان ملائماً للمجتمع السوداني وظروفه أم لا… وهل هو لقفل باب الفساد وفتح باب آخر… ومن وراء دخول هذا النوع من الزواج أصلا الى البلاد… وماهي العلاقة بينه وبين الزواج العرفي..؟
ويصاحب الجدل حول زواج الإيثار والمسيار تفسيرات وإجتهادات يمكن وصفها بالشخصية خاصة فيما يتعلق بالتنازل عن الحقوق بالنسبة للمرأة بما فيها التنازل عن حق الإنجاب، وتجاوز الحديث عن الإيثار والمسيار الى قضايا أخرى مسكوت عنها مثل خفاض البنات والإحتفال بعيد الحب تطرقنا إليها في الحوار التالي مع الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري عضو مجمع الفقه الإسلامي ورئيس مجلس إدارة مسجد الشهيد وكانت إجاباته دون تحفظ وأبدى رأيه صراحة في زواج الإيثار والمسيار، والزواج العرفي، والزواج (فريند) وغيره.
* شهدت السنوات الماضية زواج مايعرف بـ (وجه النهار) وهو أن يذهب الرجل الى منزل زوجته الثانية فقط خلال النهار ولايستطيع المبيت عندها، لماذا إخفاء الزواج الثاني طالما أنه لايخالف الشرع؟
الزواج له جانبان جانب شخصي وجانب إجتماعي في المرة الأولى يتم تزويجه وفي الثانية هو الذي يتزوج ولأجل ذلك ينظر الرجل بحساب للمجتمع وفي الزواج الثاني لايدعو ببطاقات الدعوة المعروفة ولايقيم احتفالا يشهده رئيس الجمهورية ليس هناك احتفال بالزواج الثاني لذلك يريدون أن يحافظوا على عرضهم وبعضهم حتى لو لم يعمل إشهارا يعمل إشهادا بمخرج شرعي، أدعو المدينة لأن تنقل نفسها الى التعدد الشرعي وهذا سيغنينا من الإيثار والمسيار.
* يقال أن معظم الإسلاميين متزوجون أكثر من زوجة لكن دون إشهار؟
على أية حال أنا متزوج بأخرى ومشهر لذلك مشهر و لا أعرف الآخرين، وليس لي علم بهم.
* بعض الذين تحدثوا في ندوات زواج الإيثار والمسيار قالوا أن الزواج بأخرى دون إخطار الزوجة الأولى عمل لا أخلاقي هل تتفق معهم؟
لا إتفق مع ذلك لأن الذي يريد أن يحقق هذا الخلق نعطيه أوراقا ليأتي بتوقيعات من النساء ولن توقع أية إمرأة على ذلك، حتى نساء النبي كان بينهن الغيرة وبالتالي لاينافي الأخلاق أن يتزوج الرجل دون إخطار زوجته الأولى لأنها هي نفسها حينما دخلت في بيت الزوجية تعلم أن الرجل له أربعة واللا اخلاقي من يتجاوز القانون والاعتبارات الشرعية، وأيضا التي سيتزوج منها هي من بنات جنسها ويمكن أن تكون زوجة ثانية وهي نفسها يمكن أن تكون بنت الزوجة الثالثة أو الرابعة.
* كثير من الزوجات لايتحملن شريكة أخرى في زوجها؟
الغيرة أقوى سبب، الى جانب أسباب أخرى مثل أن لايستطيع الرجل الإنفاق عليها ولكن السبب الأساسي هي الغيرة الأنثوية وهي مقدرة، وهي غير مطلوب منها أن تحب الزوجة الأخرى ولكن أن تتقبلها في حدود القانون.
* هل مجرد القدرة المالية كافية لأن يتزوج الرجل بزوجة ثانية؟
هي سعة في الخلق والرزق والقدرة، من له سعة يستطيع أن يوسع قدرته لأكثر من بيت وينجب أكثر من ذرية ويضيف للبشرية من نسله، الآن الناس يتحدثون عن الإستنساخ، إذا الرجال حباهم الله بدرجة من السعة والقدرة وأراد الا يبخل ما الذي يمنعه، أعتبر الذي يختصر ينفق رأسيا، فكلما زاد دخلهم، زاد دخلهم النوعي بينما نبينا كان صرفه كميا أي أفقي والآن المدينة تدعونا للصرف الرأسي، وأنا أعرف أناسا إذا تغيرت أحوالهم الأقتصادية يغيرون نوع السكن والأثاث، السنة طبق وعدة فروش والبدعة فراش وعدة أطباق، والنساء اكثروا من الأطباق حتى ننشغل بهم عن الفرش.
* هناك أعداد كبيرة من الشباب في سن الزواج ربما يلجأون إلى زواج الإيثار والمسيار في ظل عدم وجود المقدرة المالية؟
الشباب فتحنا لهم الباب عن طريق الزيجات الجماعية كما نفعل في منظمة (إحصان) التي أرأسها ونقوم كل عام بعقد قران لألف من الشباب الى جانب الزيجات القطاعية في بعض المصالح وكل ذلك لتكسير حواجز المقدرة، ودعوت الطلاب حيث كانوا بأن يعفوا أنفسهم بالزواج وتأخير الزواج وأفتيت لهم بأنه يجوز إستعمال أي مانع طبي متاح وينجب الى مابعد التخرج، وأصدر الشيخ الزنداني فتوى(الزواج فريند) وهي مرونة في الزواج حتى نتيح العفة ونبكر سن الزواج للشاب وحتى لانعمل فتنة للشاب الذي يريد أن يعف نفسه وأن يلاقي من يحب ولا يملك الإمكانيات، وفي القرآن (أنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم) لذلك لم إنتظر أبنائي ليبادروا بالزواج كنت أشجعهم على الزواج.
* إذاً أنتم توافقون على فتوى الشيخ الزنداني؟
نعم.. في تعليق الإنجاب لانسميه فريند وإنما نسميه زواجاً ولكن بتأخير الإنجاب.
* هل هذه دعوة مباشرة للطلاب بالزواج؟
نعم، أنا دعوت صندوق الطلاب أن يساعد الطلاب الراغبين في الزواج بمنحهم مساعدات لتأجير غرف في الأحياء وليس للسكن في داخليات، وأن يبني الصندوق شققا للطلاب المتزوجين، ظروف الناس مختلفة ويجب الا يحاكم المجتمع بهذه الظروف، والمرونة التي في الدين لإختلاف هذه الظروف حتى العبادات نفسها هناك من يصلي جالساً وآخر راقداً، اذا حاكم المجتمع الأفراد بظروف واحدة فهذه فتنة كبيرة، لابد من مرونة في الفتوى والتشريع والتقبل الإجتماعي حتى لانفتن الناس وإن فعلنا فهذا يعني البحث عن صيغ غير شرعية وعلاقات غير شرعية وهروب من البلد بحثا عن الجنس وهناك فوضى حتى في بعض دول الجوار.
* هذا يقودنا لسؤال مهم هناك عشرات الزيجات العرفية أوساط الطلاب هل سيؤدي زواج الإيثار الى إنهاء ظاهرة الزواج العرفي؟
هناك فرق واضح بين الزواج العرفي وزاج المسيار، في الزواج العرفي يغيب الولي, المسيار والإيثار ليس فيه تغييب للولي لأنه يحدث داخل الأسرة وبعلمها، غياب الولي مشكلة كبيرة لأن ليس هناك في الشرع أن تزوج المرأة نفسها إلاّ الثيب المجربة ولكن غير ذلك يجب تزويجها بوليها، وبالتالي نحن لانقر الزواج العرفي لكن ندعوا الآباء لإقراره وقلت هذا الحديث قبل سنوات لكن لم يفهمه الناس، إذا علم أب بأن إبنته تزوجت من فلان زواجاً عرفياً ورأى أنه مناسب له يمكن أن يوافق وبالتالي يصبح زواجاً شرعياً لأن الركن الغائب في هذا الزواج هو غياب الولي وإذا وافق موافقة مكتوبة يصبح الزواج شرعياً كما يحدث عندما تفعل أسرة ما تعلم بأن إبنتهم حملت سفاحاً ويقومون بتزويجها لستر الحال، وحتى لانصل مثل هذا الأمر فإذا علمت الأسرة أن تزوجت إبنتهم عرفياً ورأوا أن هذا الشاب ذو كفاءة لها تتركهم يواصلوا.
* هل تعني أن عدم وجود الشهود والمهر عند إجراء الزواج العرفي ليس أمراً مهماً؟
يمكن أن تكمل، وأنا حضرت زيجات في الجنوب تسمى إصلاحاً، أتذكر أننا أصلحنا 300 زيجة وجدنا هناك جنود لهم علاقات في الأحياء أكملنا لهم الزواج والتتمة في الشرع معروفة، ونحن إذا عارضنا زواج الإيثار والمسيار فهذا لايعني إننا نريد تقييد الناس ولكن لنصل الى مرونة في الصيغ لا تأتي بمشاكل جديدة ولانريد الوصول لصيغ ليست لنا في شئ يتم إدخالها في المجتمع.
* عدد لايستهان به من الأسر إكتشفت أن بناتها متزوجات عرفياً ماهي الأسباب الرئيسية لظهور مثل هذا الزواج في رأيك؟
أعتقد أن السبب خروج المرأة الى الدراسة والعمل وهذا لم يكن موجوداً في السابق إذ كانت لاتخرج من بيتها،الآن هناك إلتقاء بين البنات والأولاد دون حواجز وهم بشر تنشأ ببينهم علاقات مودة وبالتالي يبحثون عن صيغ لا تقودهم للحرام.
* أنا أتحدث عن طلاب وطالبات لم يتجاوزوا العشرين من أعمارهم، والمعروف أن البنات خرجن للدراسة قبل سنوات طويلة ولم يكن الزواج العرفي موجوداً في حينها؟
السنوات القليلة شهدت توسعا في التعليم وإنتشارا في الجامعات وجاءت الطالبات من الولايات للعاصمة للدراسة، ولو ذهبنا لأية كلية جامعية سنجد عددا كبيرا من البنات يسكن لوحدهم وبالتالي كأنهن يملكن حرية التصرف، والخلق إثنين أما تقوى برقابة الله أو رقابة إجتماعية، وتقوى الله نفسها إن لم تجد رقابة إجتماعية لاتكون قوية، مجيئ الطالبات للداخليات ينقص منها الرقابة الإجتماعية، في الماضي كانت الداخليات تحت مسئولية عدد من (الخالات) كن يراقبن الطالبات والآن ليس بها رقابة، الأمر الذي أدى المزيد من الحرية حتى تغير اللبس عند بعض الطالبات ولأجل ذلك هناك بلوى يجب الوقوف عندها حتى لايقود التعليم لإنفلات.[/ALIGN]