تحقيقات وتقارير

العملات الورقية: بعضها يحمل فايروسات مرضية قاتلة و آثار مواد مخدرة

[JUSTIFY]من المعروف أن الفيروسات والجراثيم تنتقل بسهولة عبر الكثير من الوسائط التي تتبادلها الأيادي في حياتنا اليومية، مثل مقابض الأبواب، وعربات التسوق، وغيرها من الأماكن التي نلامسها بأيدينا العارية، والتي من المحتمل علمياً أن تكون مكاناً لانتقال الميكروبات الضارة من أشخاص مصابين بأمراض معدية إلى أصحاء .

ويعتبر نقل العدوى و بخاصة فى الدول النامية بعوامل شتي مشكلة عامة وذلك لانتشار الجهل وعدم توافر الوعى الصحى ، و لكن الخطر الداهم يكمن في نقل العدوي بواسطة الاوراق النقدية لان الجميع يستخدمها و لا يوجد انسان كائن من كان لا يلمس ورقة نقدية خلال اليوم ، فكم من الايادي التي تناقلت هذه الورقة و أمسكت بها ؟؟

و هل نضمن ان هذه الورقة النقدية وفي رحلة تداولها من يد الي يد ومن مكان الي مكان ان كل الايادي و كل الاماكن التي كانت فيها لا تحمل ميكروب او مرض معدٍ ؟

ذكر تقرير طبي نشرته إحدي المجلات الامريكية المتخصصة ان النقود تعتبر ناقلا لأكثر انواع الامراض الخطيرة و جاء في التقرير ان باحثين جمعوا اوراق نقدية وجدوا ان 94% منها تحمل فيروسات لالتهابات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي و تسبب انواعا مختلفة من الحساسية و ذلك لأن الاوراق النقدية تكون في رحلة طويلة تتخللها اساليب خاطئة في التعامل معها فالبعض يضعها في مخبأ ملاصق لجسده و البعض الآخر يقوم بعدها مستخدما لعابه و يكمن الخطر عندما يضعها الاطفال في افواههم .

و أثبت باحثون مقولة «أموال قذرة» بالإشارة إلى أن 90 في المائة من العملات النقدية الورقية في الولايات المتحدة ملوثة بآثار ضئيلة من مادة الكوكايين المخدرة، وتحمل تلك العملات، مع كل استخدام خلال دورة تنقلها بين الأيادي وتستغرق 20 شهراً في المتوسط، قاذورات، وجراثيم وبقايا أطعمة وحتى آثار مخدرات، ( وفق دراسة علمية ) ، وعزز البحث خلاصة دراسات سابقة بأن الدولارات الورقية المتداولة في مدن الولايات المتحدة المختلفة تحوي آثار كوكايين . و أكد متخصصون في مجال الامراض المعدية استطلعتهم ( أخبار اليوم ) ما جاء في الدراسة و ما توصل اليه الباحثون الامريكيون .

أخطار قاتلة

وإذا كان هذا هو الحال في امريكا و عملتها التي لا تصبح مبرئة للذمة اذا تم تداولها كثيرا او تم ثنيها و تطبيقها فكيف سيكون في دول العالم الثالث تلك التي تستخدم العملة في بعضها مالم يتم قطع الجزء الذي يحمل الرقم المتسلسل و يتم تداولها حتي اذا غطتها الاوساخ بالكامل .؟؟

و السودان واحدة من هذه الدول التي يهددها خطر الامراض المتناقلة بواسطة النقود الورقية بل ان اغلب الامراض المعدية مثل ( أكزيما الجلد ) أو ( الحكة الجلدية ) و( الجرب ) والأمراض الوبائية مثل ( الالتهاب الكبدي الوبائي ) و ( ميكروبات الحمى التيفودية ) يتم نقلها عبر اوراق العملة كما قال بعض الاطباء الذين أشاروا الي ان خشونة سطح العملات الورقية تساعد علي التصاق الميكروبات والطفيليات بها ومن ثم نقل الأمراض بأسرع وأسهل الطرق للبشر و أوصي بعضهم بإستخدام البطاقات البنكية و عدم الاحتفاظ بعملات ورقية في جيوبهم .

و في الاسواق تجد كثير من الباعة في الأسواق يتركون النقود في أدراج متسخة، أو أكياس ورقية فيها أتربة، ومنهم من يضعها في أوانٍ معدنية تتجمع عليها الحشرات، خاصة لدى تجار الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك، أما العاملون في محطات الوقود والتشحيم فيعتبرون الأكثر تلويثاً للنقود ، كما العمال في المصانع وورش صيانة وإصلاح السيارات وغيرها .

و يمكن ملاحظة ان الباعة المتجولبن قد يتركون العملات فى أدراج متسخة أو أكياس ورقية فيها أتربة. ومنهم من يضعها فى أوان معدنية تتجمع عليها الحشرات والذباب وخاصة تجار الخضروات واللحوم والأسماك. و هنالك فئات أكثر تلويثاً للأموال من غيرها مثل العاملين فى محطات الوقود والتشحيم والعمال فى المصانع وورش صيانة وإصلاح السيارات وغيرها من الأنشطة .

عملة ورقية تصيب أسرة كاملة بالجرب

و تحدثت للصحيفة د . سعاد حسن حامد أخصائي الجلدية و التناسلية والعقم أكدت ان كثير من الامراض الجلدية يمكن ان تنتقل عن طريق العملات الورقية و خاصة الامراض المسببة بالميكروبات الدقيقة و الفطريات و الفيروسات والامراض الطفيلية . وقالت : العملات النقدية هي الاكثر خطورة في نقل الامراض لانها لا تطولها النظافة المطلوبة حيث ان كل الادوات الاخري مثل مقابض ابواب المنازل و السيارات يمكن ان تنظف و كذلك ( البشاكير ) و ( الفوط ) والملابس المشتركة و أمشاط الشعر . و أضافت د . سعاد : من المعروف ان الاوراق النقدية يتم تداولها يوميا وبصورة كبيرة بين الايدي و يتم الاحتفاظ بها في اماكن كثيرة مثل المحافظ او الخزانات و هذه جميعها تقل فيها نسبة النظافة المطلوبة بصورة دائمة و يمكن القول ان سطحها غير الاملس يساعد علي تماسك الميكروبات فيه .

و قالت : في عيادتي مرت علي حالات تم انتقال مرض الجرب فيها عن طريق عملة ورقية و هي اسرة من ولاية سنار بدأ المرض فيه عن كطريق امرأة دفعت نقود لأخري و هذه بدورها وضعت النقود قريبا من جسدها ومنها انتقلت هذه النقود و بها الميكروب الي الابن و انتقلت منه الي زوجته و الي ابنه الصغير .

و طالبت د . سعاد الصرافيين و موظفي البنوك الاهتمام بمستوي النظافة الشخصية و التعامل مع الاوراق بصورة لائقة و لبس جوارب الايدي كما طالبت بعدم استعمال اللعاب علي الاصابع في عد النقود

المصرفيون الأكثر عرضة للإصابة

و قال د. انور محمد الخضر أخصائي الامراض الجلدية : ان سلسلة الأمراض التي تنقلها العملات الورقية طويلة أولها الأمراض البكتريولوجية، وتمثلها الميكروبات التي تعيش في فم الإنسان المصاب وحلقه، وتنتقل عن طريق وضع العملات في فم الإنسان المصاب، كوضعه العملات الورقية بين شفتيه، فتنقل هذه العملات الأمراض البكتريولوجية المعدية، ومنها فيروس الالتهاب الكبدي، وميكروب الحمى التيفودية، وميكروب النزلات المعوية الحادة مثل ( السالمونيولا ) ، و ( الدوستناريا الباسيلية ) ، و( الميكروبات السبحية )و ( الميكروبات العنقودية .) أما النوع الثاني فهو الأمراض الطفيلية، ك ( بويضات الدودة الدبوسية) «اكسيورس» و ( بويضات الدودة الشريطية القزمة ) و ( الأكياس الجيارديا ) و( الأكياس الأميبية ) المسببة ( للدوسنتاريا المعوية ) و ( النزلات المعوية ) و ( بويضات الإسكارس ) ، وتسبب العملات إلى جانب هذين النوعين من الأمراض بعض الأمراض الفطرية التي تصيب الجلد والأصابع مثل ( التينيا ) و ( الجرب ) .و الـ( تينيا ) بالذات يسهل انتقالها عبر العملات الورقية، وتنتقل من الأظافر إلى اليدين، ومن ثم إلى باقي الجسم، وقد يصاب الإنسان بفيروس ( هيربس )البسيط ويتحول إلى جرح بسيط ثم التهاب واحمرار وتقشر باليدين .

و أشار أنور الي ان هناك فئات أكثر عرضة للعدوى، وهم العاملون في القطاعات المصرفية، حيث يتم تعاملهم طيلة أوقاتهم مع النقود الورقية،من ترتيب وعد وفرز، وغيرها، وقال : الموظفون والموظفات في أي بنك وخاصة من يعمل في مجال صرف العملات الورقية هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات جلدية جراء استخدام هذه العملات الورقية و ننصح بارتداء قفازات بلاستيكية أو وضع معقم للأيدي و غسلها بشكل مستمر لتفادي انتقال الجراثيم .

انتشار الجهل و عدم توافر الوعي الصحي يفاقم الخطر

و تحدثت للصحيفة د. سلوي ساتي الطبيبة والباحثة في مجال الامراض الميكروبية المشكلة بهذه الصورة خطر يؤرق من يعي خطورة الموقف ، لذا لابد من حلها والقضاء عليها حتى إذا كان التحكم فيها صعباً فلابد من توقيع الكشف الطبي الدوري على العاملين في الأماكن الجماهيرية، مع التركيز على الباعة المتجولين والعاملين في محطات البنزين والأسواق على اختلافها. و قالت هنالك تلوث بكتيري في الأوراق المالية المتداولة يومياً بين الناس، وثبت دورها في انتقال العدوى بشكل كبير و أوصت ان تكون مادة تكوين العملات بلاستيكية خفيفة تمنع تشربها للمياه وبالتالي تقل فرص التصاق الميكروبات بها، كما هو جار في بعض الدول المتقدمة وهو ما جعل التعامل بـ»الفيزا كارد» أمرًا شائعًا .

و قالت سلوي :إن نقل العدوى، بخاصة فى الدول النامية مشكلة عامة وذلك لانتشار الجهل وعدم توافر الوعى الصحى لكيفية التعامل مع العملات على نحو سليم . و أضافت تلاحظ ان تاجر الأسماك يقطع ويزن للجمهور ثم يتناول منه الثمن ويعطيه باقي النقود وقد لوثت العملات الورقية برائحة السمك والذباب ، ثم يلتقط بعضاً من هذه العملات ويضعها في فمه أثناء العد و كل هذا من شأنه نقل الميكروب الذي تحمله هذه العملات إلى الفم مباشرة ، و هنالك الكماسرة الذين يتبادلون العملات مع عمال محطات الوقود ويتعاملون مع الركاب واضعين النقود في أفواههم بعد ان تكون قد تلوثت بالبنزين ومشتقات البترول المختلفة وهذا يجعلهم فريسة سهلة للأصابة بالأمراض الخطيرة

الكوليرا و الجرب و القوب أكثر الأمراض المنقولة بواسطة العملات

و قال استشاري الجلدية و التناسلية والعقم د . عبدالله سليمان عبدالقادر سعيد : ان الاوراق النقدية هي الأكثر قابلية في نقل الكثير من الامراض و هي دون غيرها مكمن الخطر لأن الأشياء الاخري مثل مقابض الابواب و المناضد والكراسي من يتعاملون معها محدودون هذا غير انها تنظف أما الأموال ففي رحلتها الطويلة عرضة لكثير من الايدي و معروف ان الجراثيم اجسام دقيقة جدا و تساعدها علي الالتصاق بالعملات خشونة السطح

و قال د . سليمان : أخطر الأمراض المنتقلة بواسطة تداول العملات و أكثرها هي ( الكوليرا ) و الأمراض التي تصيب الغشاء المخاطي الخارجي و( الجرب ) و ( القوب ) و أوصي د . سليمان من يعملون في المصارف بإستخدام الاسفنج المبلول و غسل الايدي و التعقيم

الأوراق النقدية نفسها تصاب بالأمراض

وقال الخبير في سك العملة الطيب حسن مختار لـ ( اخبار اليوم ) : فى الحقيقة انه و على الرغم من أن ورق العملة له نوعية خاصة فائقة الجودة، إلا أن تداولها بين ملايين الأيدى يعرضها للتلوث والتلف. و قد تلاحظ ان اوراق الكتاب الذى يحفظ فى المكتبات ويطلع عليه الباحثون. هذه الأوراق تتعرض بفعل الزمن إلى التمزق والتلف والاصفرار كما تصاب ببعض الأمراض مثل مرض ( السمكة الورقية ) والتى تؤدي إلى تهتك نسيج الورق وأليافه وضعف مقاومته وتغير لونه ورائحته. وإذا كانت الحال هكذا مع الكتاب، فما بالنا بأوراق مالية تتحرك باستمرار فى عمليات بيع وشراء كل لحظة في بقاع الدنيا شتى .

و قال : من المفترض ان هنالك مدى زمنى محدد وفق خطة يتم فيه جمع العملات الورقية البالية والتالفة وحرقها وإعدامها عن آخرها، بخاصة تلك التي يصعب التعامل معها، والتي تكون مصدرًا حقيقيًا للإصابة بأمراض جلدية عديدة، منها ( أكزيما الجلد ) أو ( الحكة الجلدية ) و( الجرب ) و هذه أشياء معروفة و مستصحبة في سك العملة ولكن لا يعمل بها

تحقيق : ابراهيم الصغير: صحيفة اخبار اليوم [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. اى واحد عندو قروش من اى عمله جربانه ولا عندها حكه ولا قمل .. ان شاء الله ايدز حتى يجيبها بى جاى .. عندنا كرنتينه مخصوصه للعملات الموبؤة دى .. نحنه بنعرف شغلنا معاها