رأي ومقالات
صلاح حبيب :خطاب (البشير) جمع الكبار
الدكتور “الترابي” حينما جلس في مقعده، كان يجلس في الوسط بينه وبين نجل “الصادق المهدي” العميد “عبد الرحمن”، كان يجلس “جعفر الصادق” ابن الميرغني، فدار حديث طويل بين الدكتور “الترابي” والعميد “عبد الرحمن الصادق”، ورغم جلوس “جعفر الصادق” في الوسط لكنه لم يشارك في الحديث، ولم (يرمش) له جفن، ربما كان يتابع بأذنيه فقط.. وفي الطرف الآخر كان الإمام “الصادق” يدير حواراً جانبياً مع الدكتور “غازي صلاح الدين”، ولم يشارك د. “الترابي” في هذا الحديث رغم أنه كان يجلس جوارهما. بعد دخول رئيس الجمهورية من البوابة الشرقية، بدأت مراسم الاحتفال بالقرآن الكريم، ومن ثم تحدث الدكتور “غندور” حديثاً بسيطاً قدم بعده رئيس الجمهورية ليخاطب الأمة السودانية من داخل القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة.
الجميع كانوا يحبسون أنفاسهم لهذا الخطاب المهم والتاريخي، الذي ظل ينتظره الشعب بترقب، ولكن كلما تحدث السيد الرئيس عن الإصلاحات التي يراها واجبة في المرحلة القادمة كان البعض يظن أن المفاجأة لم تأت، وربما في وسط الحديث أو في آخره.
السيد رئيس الجمهورية دائماً كانت خطاباته الارتجالية واضحة ومفهومة وتسعد الصحافة، لأن مانشيتات اليوم تكون جاهزة وليست في حاجة إلى عناء.
أربع قضايا طرحها رئيس الجمهورية في خطابه، تمثلت في السلام والانتخابات المقبلة وإزالة حدة الفقر والهوية، وهذه كلها قضايا لا أعتقد أن هناك اختلافاً حولها، فالجميع حكومة ومعارضة يسعون نحو تحقيق السلام والاستقرار، وكذلك الجميع يرغب أن يعيش الشعب السوداني في رفاهية ورغد من العيش، ولكن ذلك يتطلب عملاً دءوباً.. والهوية كذلك، فالكل موقن أن الهوية السودانية الأفريقية العربية لا يختلف عليها اثنان.
خطاب رئيس الجمهورية محتاج إلى فهم عميق وإلى دراسة، لأن كثيراً من العبارات غير مفهومة ولا أدري لماذا عمد من صاغ الخطاب إلى هذه الطريقة الفلسفية غير المفهومة.. عموماً الخطاب (فرشة) للتدارس.. فطالما الكبار حضروا اللقاء فما تبقى يسهل من أجل وطن يسع الجميع.
رأي : صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]