ملكات وبنات سلاطين.. عطرن التاريخ النسائي
ومن خلال تنقيبنا وبحثنا عن سيرة هؤلاء العظيمات أفادتنا الدكتورة أمل سليمان بادي «الأستاذ المساعد بجامعة الخرطوم قسم التاريخ» عنهن.
الحضارة المروية وهي من أعظم الحضارات الإنسانية التى خلقت إرثاً حضاريا عظيما تمثل في أهرامات البجراوية واللغة المروية إضافة إلى العديد من القطع الأثرية التى تفرقت بين المتاحف العالمية وهي واحدة من الحضارات التي حافظت على هويتها المستقلة سياساً وثقافياً ولم تتأثر بالتدخلات الخارجية.
واللغة المروية من اللغات التي لم تفك طلاسمها، فملكات وكنداكات مملكة مروي ملكات كان لهن دور فاعل ومؤثر منهم أول ملكة باتارى وشكند خيتو وغيرهن. ولفظ كنداكة يعني الملكة العظيمة أو الأم العظيمة.
الملكة بارتاري هي واحدة من الملكات المرويات اللاتي حكمن السودان وامتدت فترة حكمها من عام «257-284ق.م» وهى أول ملكة تحمل لقب «ملك» منفردة ودفنت في البجراوية الجنوبية في القبر والهرم رقم «10».الملكة شنكد خيتو حكمت بعد الملكة بارتاري في الفترة من 177-155 ق.م نقش اسمها في معبد مدمر حيث وجد أقدم النقوش بالكتابة الهيروغيلفية المروية ويعد هرمها فى مروى «البجراوية» واحداً من أكبر الأهرامات التى شيدها ملوك كوش. يضم الهرم مصلى متفرداً يحتوي على غرفتين وعمودين ويعد هذا المصلى واحداً من الأكثر تدقيقاً فى النحت، تصور المخاطر في المصلى، حملات عسكرية، وتظهر المناظر الملكة فى شكل امرأة ضخمة سمينة والسمنة عند المروين رمزاً جمالياً وأيضا تعبيراً عن الثروة والسلطة.
ودفنت الملكة شنكد خيتو في البجراوية الشمالية هرم رقم «12».
أماني ريناس واحدة من أهم الملكات لأنها عاصرت الرومان ودخلت معهم في حرب وهي زوجة للملك تريتكاس وخلفته على عرشه بعد وفاته وتولت عرش الحكم في الفترة منذ عام 99-84 ق.م. وأمانى ريناس هي الكنداكة التي أمرت جيشها بمهاجمة أسوان، وعندما هاجمت الكنداكة أمانى ريناس الرومان استولت على تمثال أوغستين ووضعت رأس التمثال فى عتبة معبدها تمشى عليه عند دخولها للمعبد ورأس التمثال موجود الآن في متحف السودان القومي، وخاضت حروباً مع الرومان انتهت بالصلح، وأمانى ريناس مذكورة فى كتابات الرومان وقد وصفها الإغريقى الجغرافى سترابو بانها «كانت امرأة مسترجلة للغاية وبها إحدى العينين عوراء» وهي مدفونة فى البجراوية قبرها رقم «21».
الكنداكة أماني شخيتو الفترة التي حكمت فيها الكنداكة أمانى شخيتو كانت فترة انتعاش اقتصادي خاصة بعد الصلح مع الرومان وحكمت في الفترة من «26-10 ق.م» وقد شيدت القصر والمعابد التي توجد أطلالها حاليا في ود بانقا وكان مدفنها في مروي البجراوية واحداً من أكبر الأهرامات التي بنيت عموما، في عام 1833م قام رحالة ايطالي يدعى جيوسي فرلينى بتدمير هرمها بحثا عن مجوهرات للملكة أمانى شخيتو فوجد كنزا ضخما وبعض المجوهرات وهى تتوزع الآن بين المتحف المصري في برلين ومتحف ميونخ وتظهر الملكة في مصلى مدفنها متزينة بمجوهرات كثيرة وهي تحمل أسلحتها.
الملكة توري وزوجها الملك نتكمني الثنائي الملكى الملك نتكمني والملكة أماني تورى وهما الأكثر شهرة من ملوك العصر المروي، وامتدت فترة حكمهما منذ عام 41 – 25 ميلادية وشهدت فترتهما نشاطا عمرانيا، فقد شيدوا معابد النقعة«معبد الأسد ــ معبد الإله آمون ــ الكشك الروماني» وفى فترة حكمهما استخدمت اللغة المروية الهيروغلفية وكانت الكتابة باللغتين مع بعضهما.
توجد صلة قرابة بين الملكة أمانى تورى والملكة أمانى شكندخيتو حيث ان مسلة الأخيرة وجدت داخل معبد آمون بالنقعة وهو المعبد الذي بناه نتكمني وأمانى تورى ويحتمل أن تكون أمانى تورى ابنة أمانى شكندخيتو.
وقد ناضلت المرأة السودانية على مر العصور ورفعت الروح المعنوية للمقاتلين وحرضت على القتال. ففي فترة الحكم التركي المصري نجد مهيرة بت عبود وبنونة بت المك نمر اللتين أمسكتا بسلاح الكلمة. كذلك في فترة الدولة المهدية نجد المناضلة رابحة الكنانية التى سارت سبعة أيام حتى تصل إلى المهدي وتخبره بحملة راشد بك أيمن حتى انتصر المهدى وقتل راشد بك أيمن، وكذلك في فترة حكم الإنجليز كانت لبنات السلاطين دور، فقد حاربت مندى بت السلطان عجبنا جنباً إلى جنب مع الرجال.
ومن أشهر أميرات الفونج نصرة بت عدلان التى كانت تقيم في منطقة السوريبة بمدني وتجلس مع جواريها للتسامر في قوز جوار مصنع البيبسي يسمى باسمها ولها قصص وحكاوى ولها صالون أدبي عامر.
مهيرة بت عبود المناضلة الشايقية التي ساهمت بشعرها في تحريض الشايقية على قتال إسماعيل باشا وجيشه وهى ابنة زعيم قبيلة السواراب وهم فرع من قبيلة الشايقية وتوفيت مهيرة في قرية أوسلي المجاورة لجزيرة مساوي من الجهة الجنوبية الغربية وشمال شرق كورتي ودفنت بها ومن أشعار مهيرة
غنيت بالعديلة لعيال شايق
البراشو الضعيف ويلحقوا الضايق
الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
وقدامهم عقيدهم بالأغر دفر
جنياتنا الأسود الليلة تتنبر
بنونة بت المك نمر
والدها هو المك نمر الذي دبر كميناً لإسماعيل بن محمد علي باشا وقام بحرقه ومن معه. وبنونة هى شاعرة رثائية ولها قصيدة مشهورة نظمتها فى أخيها عمارة الذي توفي على فراش المرض، وكانت تتمنى أن يموت في ساحة المعارك.
ما دايرالك الميتة أم رماد شح دايراك يوم لقى بدميك تتوشح ….ألخ.
رابحة الكنانية
لعبت المناضلة رابحة الكنانية دور الطليعة الاستكشافية الواعية للجيش المهدوي، فعندما كان المهدي في قدير أراد راشد بك أيمن مدير مديرية فشودة ان يفاجئ المهدي بهجوم مباغت وأكمل استعداده لذلك، فرأتهم رابحة الكنانية التى كانت من مريدي المهدية فأسرعت إليه تواصل الليل بالنهار وسابقت الزمن في أحراش مكتظة بالحشائش والأشجار الشوكية من أجل نصرة المهدية فوصلت في سبعة أيام وعند وصولها أخبرت المهدي بجهازية جيش راشد بك أيمن، وصدقها المهدي وشرع على الفور في تجهيز جيشه وانتصرت قوات المهدي وقتل راشد بك أيمن ولولا رابحة لهزمت المهدية وتراجعت.
مندي بت السلطان عجبنا
هى ابنة السلطان عجبنا سلطان منطقة اللاما «التيمانغ» بالقرب من مدينة الدلنج وقد اتخذ السلطان عجبنا المنطقة مسرحاً لعملياته العسكرية الحربية فخاض المعارك مع رجاله الأشاوس ومن خلفهم الأميرة مندي التي كانت تقاتل بضراوة وهي تحمل طفلها في ظهرها جنباً إلى جنب مع فرسان القبيلة وقد قتل طفلها برصاص الإنجليز
وفي إحدى المعارك بينهم والإنجليز تسربت أخبار ومعلومات الى الأميرة مندي عن تأزم الوضع واستيلاء قوات المستعمر على مصادر المياه فضلاً عن أن الثوار في أرض المعركة أصبحوا في حاجة إلى تعزيزات ودعم يمكنهم من فك الحصار كاملاً وفور سماع الأميرة مندي هذا الخبر تحزمت وحملت بندقية قاصدة موقع القتال فحاول البعض إثناءها عن الذهاب بحجة أن الموقف متأزم وحرج وأن الطريق مليء بالمخاطر وثارت ولم تسمع حديثم وذهبت مسرعة لتنضم إلى صفوف الثوارالذين تجمعوا بقيادة السلطان عجبنا ليصدوا الهجوم وهزم الثوار وأسر السلطان عجبنا في عام 1917م وتم إعدامه شنقاً في الدلنج ومعه صديقه كلكون.
صحيفة الإنتباهة
أفراح تاج الختم
ما تنسو مريم الصادق وهاله
[SIZE=6]عندما جاء الحديث عن (بنوتة بت المك) وجدنا انها هي الوحيدة التي لم يكتب اسمها بالبنط العريض (bold) وتم حشر اسمها مع آخر سطر من الفقرة السابقة، ولم يذكر الا بيتا واحد من قصيدتها المشهورة رغم جودة الشعر وتغني الكابلي وغيره بها، وكتب عن بنونة تعريف مختصر مقارنة بالبقية، انتي يا أفراح تاج الختم جدك اسماعيل باشا، ولاّ شنو ؟؟؟ !!!
[/SIZE]