حوارات ولقاءات

رئيس الحزب الاتحادي الاشتراكي الديمقراطي تضع النقاط على حروف الوضع

[JUSTIFY]يتحدث كل السياسيين عن المخاطر التي تحيط بالسودان في الداخل والخارج، لكنهم عندما يدعون للحوار أو تقديم التنازلات يتراجعون، إلا أن البروفيسور د. فاطمة عبد المحمود رئيس الحزب الاتحادي الاشتراكي الديمقراطي قد وضعت النقاط على حروف السياسة السودانية، وأرادت إيقاف قطارها الذي يسير بسرعة الضوء نحو الهاوية، فأعلنت اعترافها بقوة الخطوة التي قام بها المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية.. ودعت الأحزاب المتحالفة والمعارضة لقبول مبادرة البشير التي اعتبرتها خطوة إيجابية يمكن أن توحد الصف ولم تستثنِ الحركات المسلحة والطرق الصوفية من هذه الدعوة، كل ذلك وأشياء أخرى كانت ثمرة الحوار الذي أجريناه معها والذي اتسم بالقوة والصراحة.. فإلى مضابط الحوار:

قام المؤتمر الوطني بعمل تغيير في كل أجهزته، كيف تنظرون لهذه الخطوة هل يمكن أن تقود لمصالحة وطنية؟

– التعديلات التي حدثت في الشهر الماضي داخل حزب المؤتمر الوطني شكلت بالنسبة لنا نحن في الاتحادي الاشتراكي الديمقراطي وبعض الأحزاب المتحالفة والمعارضة إشارات واتجاهات مختلفة، وواضح أنه منذ ذلك التعديل وهو في إطار التغيير حدثت تغييرات متعددة على مستوى الأجهزة السياسية والتشريعية والتنفيذية، ويبدو أنه من الأهمية بمكان على الرغم من أننا نعلم الدواعي التي أدت لها وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية المتردية للأسباب العديدة التي نعرفها والحروب المتكررة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق والتي عبرت عنها الأمم المتحدة بأنها كانت الأسوأ في عام 2013م، في دارفور، وتعتبر هذه إشارات عالمية، هذا بالإضافة للمتغيرات الكثيرة التي نتابع أجندتها داخل البرلمان وفي الصحف وتصريحات الأحزاب المعارضة والمتحالفة مع الحكومة وحتى داخل المؤتمر الوطني، خاصة بعد الانقسامات السياسية والمعارضة والمتحالفة مع الحكومة، وبعد الانقسامات التي حدثت مؤخراً..

هذه كلها أدت إلى وقفة اعتقد أنها جادة للنظر في هذه الأوضاع خاصة الأوضاع الخارجية المرتبطة بالظروف الاقتصادية والأمنية، استدعت الحكومة وخاصة السيد المشير عمر البشير الذي أود أن اعترف كحزب وكشخص باتجاهه الجاد ونظرته القومية في محاولة لإصلاح مستوجب لقومية الأوضاع وتحقيق سلام جاد في ربوع السودان المختلفة، وتقارب حقيقي بين كل القوى المعارضة والمتحالفة ووضع أسس ثابتة لقفزة السودان مستقبلاً تذكرني بانتفاضة الرئيس الأسبق جعفر نميري عندما ساءت الأحوال، ودعا لمصالحة جامعة لكل الأطراف في الداخل والخارج وفتح صفحة جديدة لتطوير السودان تحقق فيها ما تحقق من إيجابيات وصاحب ما صاحب من سلبيات، وتذكرني بنلسون مانديلا الذي وحّد المعارضة وانتفض وقام بأوضاع مقبولة وثورية أدت إلى وحدة وتطور جنوب إفريقيا..

إنني الآن أعلنها بكل ثقة وجدية منطلقة من ظروف السودان التي ذكرتها سابقاً مؤيدة كحزب وكشخص للموقف القوي للرئيس عمر البشير وهذه هي المرة الأولى التي أعلنها بملء فمي لأنها تسعى لوفاق ومصالحة جادة مع كل الأحزاب وأحيي لقاءه بالزعيم السيد الصادق المهدي والزعيم السيد محمد عثمان الميرغني ورفاقه وزملائه في الحزب إضافة إلى قوى اليسار والمعارضة، ولقاءه بالشيخ حسن الترابي وحلفائه..

فالذي يضع نفسه رئيساً للسودان جميعاً وممثلاً لجميع أحزاب السودان أفرداً وجماعات هو الرئيس الحقيقي للسودان الذي يمكن أن ينقذه من هذه الهاوية التي كاد أن يقع فيها، والآن هو يمد يده للجميع من أجل السودان الوطن الموحد ومن أجل وضع السودان التاريخي المعروف في أفريقيا والعالم، وأنا كحزب عرف بدعوته للوحدة والتصالح والتنمية وادعو جميع الأحزاب وجميع قوى المعارضة وحاملي السلاح أن يتذكروا السودان ويضعوه في أعينهم ويقفوا مع البشير في انتفاضته نحن نقول ذلك إنصافاً للرئيس الذي يحتاج منا جميعاً المساندة في سبيل رفعة السودان.. نحن ضد هجرة الخبرات الكثيرة التي نراها أمامنا وضد التدهور الاقتصادي وضد الحروب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ناهيك عن الماسأة الكبرى التي ما زالت في حناجرنا.. الوقت في تقديري يحتاج لوقفة والشباب يحتاج لسند والسودان يحتاج لتنمية ولابد لجميع الأحزاب أن تتمازج ولا بد للدبلوماسية أن تسود ولا بد أن يؤمن ظهر الرئيس من أجل هذه البلاد.

هناك من ينظر لرسالتك على أنها تملق للرئيس؟

– هذه رسالة وددت أن أناشد بها أبناء شعبي وأبناء جميع الفصائل والأحزاب المايوية وكل الأحزاب المسجلة في حكومة السودان.. ليس تملقاً لأحد ولا لجهة، بل إعلاءً لكلمة السودان وأرضه وتاريخه والرسالة مثل ما هي مبعوثة للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة والمحاربين، وللمتصوفة من الرجال والنساء.. عليهم الدفاع عن هذا الوطن حتى لا ينهد أو يتكسر و توجيهاً للشباب خارج السودان، هروباً من الظروف القاسية التي فرضتها الحياة مؤخراً ندعوهم جميعاً أن يتجاوبوا معنا في بناء السودان وإعطاء خبرتهم التي اكتسبوها والعمل بها في كل ربوع الوطن.

ونحن إذ نقوم بذلك نقول إننا سنجذب العالم الخارجي بقدراته وسياساته للسودان، لابد أن نعيد لمشروع الجزيرة والسكة حديد أيضاً، ولابد أن نحسن علاقتنا مع جنوب السودان.

ما هي الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الحكومة لتقرب منها الأحزاب وتحدث اختراقاً يكمل إجراءات السلام؟

– الحكومة بدأت بالرئيس واجتماعه بالأحزاب الكبيرة مثل السيدين والترابي، وعليها أن تهيء الجوء الديمقراطي وأن تستمع وتبعد عن الاستعلاء لا بد من تقديم تنازلات بين الطرفين من الحكومة والمعارضة، والأخرى الواقفة على الرصيف.. والاستفادة من الخبرات الشبابية وكبيرة العمر، لابد من الاستفادة منها.. ولابد أن تعطى القوات المسلحة قوتها كاملة والشرطة، لأن البلد مترامي الأطراف وفيه مشاكل سياسية واقتصادية وأمنية تحتاج للديمقراطية أكثر من الشمولية.. وقد بدأت الحكومة في مواقف مهمة فيما يتعلق بالفساد والمحسوبية، ولابد أن تستمر فيها، ولابد أن نهتم بالشباب والنساء والرجال، ولابد أن تتطور الدبلوماسية وتنمى العلاقات الخارجية أكثر فأكثر.. وأن لا نحقد على أحد.. فالكل قد حاول ووفق أم لم يوفق، علينا أن نعبد الطريق ونفتح الأبواب.

معروف عنكم الحكمة وعلاقاتكم المتميزة مع الجميع، ما هو الدور الذي يمكن أن تقوموا به لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين؟

– الدور الذي نقوم به بدأناه الآن بدعوة الجميع للوفاق والوحدة والسلام وبالوقف مع الرئيس وطرحناه في مؤتمرنا الأخيرة في الشيخ الطيب وكانت فيه ذات الملامح التي يتحدث عنها الرئيس وسنقدم مذكرات أعددناها في مجال الدستور المرتقب ونأمل أن النقطة المفصلية في المرحلة القادمة أن يضعوا دستوراً متفقاً عليه لأن بدونه لا يمكن عقد أي اتفاق.

ولدينا علاقات مع المؤتمر الوطني والأحزاب، وهذه الأحزاب نطالب بتقويتها لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي نتقدم به في هذه المرحلة ونؤيد الدعوة المطروحة من الصادق المهدي و الميرغني والمعارضة بإقامة حكومة قومية وهي ستكفي السودان شر المشكلات، ولابد من تقديم التنازلات حتى نحافظ على الوطن.

وأهم شيء أن نتدارسه، هو موضوع القبلية، ولابد أن نركز على السودان ولا بد أن نركز على أن الجنسية هي السودان، القومية العامة لابد أن تكون هي السائدة ولأن الموضوع وطني قصدت أن لا أركز على المرأة، أردت أن يتساوى الرجل والمرأة حتى يتعاملون على أساس واحد، ويجب أن لا تكون المرأة ديكوراً، ونطلب أكثر للمرأة في الانتخابات، ومساواة، وانتخابات عادلة، وديمقراطية حتى يحس الجميع بالمساواة التامة وفي وحدة الوطن.

لعل الأدوار التي تتحدثين عنها تحتاج لأحزاب قوية، كيف ترون الأحزاب المايوية بصفة عامة ولحزبكم الاتحادي الاشتراكي الديمقراطي بصفة خاصة لمواجهة المرحلة القادمة التي تتضمن الانتخابات؟

– زي ما عارفة إنو الأحزاب المايوية انقسمت لأربعة أحزاب أساسية وفيها الحزب الذي ارأسه الاتحادي الاشتراكي الديمقراطي، وتحالف قوى الشعب العاملة الذي يرأسه اللواء خالد حسن عباس حالياً، والاتحاد الاشتراكي المايوي الذي يرأسه محمد أبو بكر وتحالف قوى الشعب القومي ويرأسه د.عثمان أبو المجد، ووأضح أن القواعد المايوية مثلها مثل الأحزاب الأخرى تبعثرت وتشتت وسجلت كأحزاب مختلفة، لكنها تحمل نفس المنهج الذي كان يحمله الاتحاد الاشتراكي في أيام الحكم المايوي رغم أنه في حياة الرئيس جعفر محمد نميري اندمج تحالف قوى الشعب العاملة مع المؤتمر الوطني، إلا أن بعض المايويين أرادوا الحفاظ على الاسم الأصلي الاتحاد الاشتراكي السوداني..

وكان خلاف المجموعة التي لم تنضم، هو المحافظة على الاسم وعلى النظام الأساسي، ولم نختلف في أشياء جوهرية مع المؤتمر الوطني، ولكن معروف أن بعثرة الأحزاب تضعفها وتضعف مواقفها إلا أن الأربعة أحزاب استمرت رغم أنها تحتاج لدعم مالي واشتراكات.. ومعروف أن الحزب الحاكم هو الأقوى الوحيد، وكل الأحزاب السياسية الأخرى تشكو من ضعف برامجها وضعف تمويلها، لأن الدعم الخارجي ممنوع على الأحزاب، لذا يسعى أي حزب لجلبه.. ونحن لاحظنا هذه النقاط السلبية واجتمعنا منذ حياة نميري بالأحزاب المايوية قبل وفاته بسنتين بمدني، ودعونا مندوبين من كل الولايات واستبشرنا خيراً بهذا اللقاء الذي لم يؤثر على علاقته بالمؤتمر الوطني.. وبعد ذلك عقدنا من «5-6» اجتماعات مع الأحزاب المايوية كلها والاجتماعات كانت برئاسة الاتحاد الاشتراكي وقيادته، وبالمناسبة نحن في سجل الانتخابات قدمنا لمجلس الأحزاب «6» مليون مواطن، رغم ذلك لا نقول إنهم كلهم نشطاء ولكنهم فضلوا الانتماء للاتحاد الاشتراكي ونتائج الانتخابات أكدت أنه وجد أصواتاً كبيرة في دارفور وكردفان والجنوب والجزيرة وفي الخارج، وكنا واثقين من الدور الذي لعبناه..

وعلى أي حال قريباً حدثت اجتماعات ودعا لها د.عثمان أبو القاسم بأم درمان.. دعا لها الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي وأعضاء من قوى الشعب العاملة، ولكننا لم نجد اتفاقاً كاملاًَ من اللواء خالد حسن عباس، كما اجتمع معنا كل من تحالف قوى الشعب المايوي والاتحاد الاشتراكي العالمي بالإضافة لتجمع أحزاب مايو الديمقراطي الذي أسسناه قبل فترة وقد اتفقنا على أن يتم بيننا تحالف بأي صورة من الصور لكي يساعدنا على تحقيق أهدافنا المتعلقة بحل القضايا القومية في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ووقف الحروب في كل ربوع السودان وخرجنا بتكوين تجمع أطلقنا عليه اسم تجمع القوى المايوية برئاسة شخصي الضعيف، وتم اختيار عوض أبو الحسن مقرراً له، وقد بدأنا العمل بتوحيد المايويين والمؤيدين لهم.. وأحب أن أؤكد هنا أننا نتبرأ من الشمولية وحكم العسكر ونؤكد أننا نسعى للديمقراطية..

ونحن ندعو المايويين للمشاركة في الانتخابات القادمة بصورة فعلية وقوية و أن يقوموا بدعم أحزابهم التي تحتاج للدعم اللا محدود.. ونناشد الأحزاب المعارضة أن تتعامل مع الأحزاب المايوية بعيداً عن الأحقاد القديمة التي حدثت في بدايات أو نهايات مايو فالوطن يحتاج للتنازلات والبعد عن الحقد والحسد الذي بدأ يتحدث عنه الجميع، فالحسد من الأمراض والخصال التي لا تقدم الوطن ولا الأحزاب، ولا بد من أن يتبرأ الجميع منها.

حاورتها: آمنة السيدح: صحيفة آخر لحظة [/JUSTIFY]