حامد علي سليمان قليل : الهمبتة السياسية السلطوية
فالهمبتة تعني (نهب وسلب الابل) فقط ، ومن خصائصها المروءة والنجده والشهامة ، بل كانت مصدر الرجولة والفتوه في مجتمع الهمبتة والهمباتة ، فمعروف ان الهمباتي لاينهب قبيلتة ، ولاينهب أبل المرأة واليتيم والضعيف بل يراعي حقوقهم وحقوق الجار والعشير .
هذه المقدمة عن مفهوم الهمبتة تاتي في سياق ما سوف نتناولة وهو موضوع الهمبتة (السياسية السلطوية) وهو مفهوم حديث للهمبتة التقليدية المعروفة. فالهمبتة السياسية تأخذ الصبغة القانونية والدستورية المستتره بل تكون محمية بقوانين عديده ومختلفة ، فالهمباتي السلطوي يكون دائماً متسلط علي حقوق الاخرين فهو لايراعي حقوق الغير بل يتغول علي حقوق كثير من فئيات المجتمع ، فهو لايتصف بالمروءة والشهامة التي تتوفر في الهمباتي التقليدي ، ولايراعي حقوق المرأة واليتيم والفقير التي يتميز بها الهمباتي التقليدي بل تجد عنده دائماً الغاية تبرر الوسيله فهو يتصف دائماً بصفات دونية عند الاخرين والابعد من ذلك انه نفسه يعلم ذلك ولكنه لايبالي في ذلك ؟!!!.
الهمبتة السياسية السلطوية نجدها طالت وتطاولت علي كثير من مؤسسات الدولة مما جعها مرتعاً خصباً لتلك الممارسة لدرجة ان فاحت رائحتها واصبحت محل فخر وكبرياء لمعتاديها وممارسيها فأصبحت ظاهرة اجتماعية معروفة وملحوظة كأن تلك الهمبتة التقليدية عادت ورجعت للمجتمع مرة ثانية ولكنها بأساليب حديثة ومختلفة انتقلت من الفيافي والصحاري الي المدن والمؤسسات لتصبح ثقافة جديدة في المجتمع.
لذلك المجتمع يحتاج الآن الي همباتي تقليدي يتصف بالمروءة والشجاعة والشهامة حتي يخلص المجتمع من تلك الهمبتة السياسية السلطوية التي افسدت المجتمع اخلاقياً واجتماعياً فهي اصبحت مرضاً فتاكاً يدب في جسم هذا المجتمع النحيف المتأكل .
حامد علي سليمان قليل
النيلين
[/JUSTIFY]