رأي ومقالات

حاتم أرباب : هل مازال هناك ناس كـ ” ود السمري ” في السودان؟


[JUSTIFY]ود السمري .. رجل في السبعين من عمره ،قضى حياته في العمل في الزراعة ،والمجاملات في الفواتح والأعراس التي لا تكاد تنقطع لفترة أسبوع كامل. ود السمري لم يسافر خارج السودان إلا مرة واحدة للحج قبل 30 عام ، ومازال يحكى للناس عنها ،ويندر أن يبيت خارج بيته إلا للشديد القوى.

يقال انه ذهب إلى الخرطوم التي تبعد حوالى 50 كيلومتر عن قريته لزيارة مريض فبعد الزيارة لم يجد مواصلات إلى القرية فاضطرّه إلى أن يذهب إلى منزل قريب له بأحد أحياء العاصمة… فعندما احضروا لهم العشاء ،قال قولته التي أصبحت مثل (أتغربنا وأكلنا الفول بالجبنة) .

في أوائل التسعينيات زارهم الشيخ الترابي في القرية، وخطب فيهم محزرهم من عدوّ خارجي يتربص بهم اسمه أمريكا، ودعاهم وحساهم للانضمام لصفوف المجاهدين.لم يتأخر ود السمري فكان في الصفوف الأمامية لمجندي الدفاع الشعبي مع أمام الجامع و شيخ الحلة فتدرب وأكمل التدريب ،كان يعمل خلف دورك شاب في العشرينيات من عمره، عندما يقول له التعلمجى أرضا سلاح كان يضع عصاته بكل سرعة على الأرض، ورغم ذاكرته الضعيفة التي لم تستطيع الحفاظ على سورة ( قل يأيها الكافرون) إلا انه حفظ مقولة يا الأمريكان ليكم تدربنا وبقول الله وقول الرسول ليكم تسلحنا. ولن نزل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان .

و يا أمريكيا لمى جدادك عمر والقذافي أسيادك .كان ود السمري متشوقا للقاء أمريكا ،خرج يوماً من صف التدريب شاهراً عصاته في السماء صائحاً …لليله جيناكم يا أمريكا …الليلة بنطلع أماتكن، ومن خلفه صاح أمام الجامع وزملائه أمريكا وقعت أمريكا وقعت.

السبب الوحيد الذي جعل ود السمري يكره أمريكا أنها تريد أن تفصل جنوب السودان كما قال لهم الشيخ ، وفى الحقيقة ود السمري لم يري الجنوب ولم يسمع شئ عن بترول الجنوب ولم يأكل ثمرة من أرض الجنوب ولم يأكل لحم من بقر الجنوب ربما ذهب قمحه والذرة الذي كان يزرعه إلى الجنوب رغم أنه لم يأخذ من الجنوب شئ إلا انه كان يعشق الجنوب وكان على أتم الاستعداد على أن يدفع حياته مدافعا عن الجنوب لأنه جزء من الوطن لم يخطر أبداً على بال ود السمري أن الجنوب سينفصل، أو أن انفصال الجنوب سيؤثر على لقمة عيشه.

عاش سبعين عام يأكل مما يزرع ويشرب مما يحلب ويحج مما صرف من القطن ويعلم أولادة في المدارس ويعرس لهم من مما يبيع من المحاصيل والأبقار. أتى رئيس الجمهورية إلى قرية قريبة من قرية ود السمري، فخرجت كل القرية شيب وشباب للترحيب با الرئيس ،وكان ود السمري وأولاده وأحفاده من بين الحضور فخطب فيهم الرئيس مذكرهم بالسلف الصالح حاسيهم على إتباع نهجهم في الجهاد لدحر الخونة والمتربصين بالبلاد وبعدها عزفت الموسيقى ورددت الأغاني الجهادية فوقع ود السمري مغمى عليه وسط الزحام ،نقل إلى المستشفى ثم منها إلى السرير في البيت ليصارع المرض أيام قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى. رحم الله ود السمري مات ولم يفرط في وصية أجداده .

مات ود السمري وماتت بهائمه وجدبت أرضه وتهدمت مخازنه وهجر أبناءه الذين تغربوا في الخارج ديوانه. تغير كل شئ الناس وما حولهم إلا خطاب الرئيس مازال نفس الخطاب الذي حضره ود السمري حار جاف معني . الغالبية العظمة من السودانيين كانوا ك ود السمري ولكن يداً خفية داست علي كرامتهم وعزتهم لا لضعف أصابهم إنما غدراً ممن وثقوا بهم .

النيلين – حاتم أرباب[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. كل من يقراء العنوان عليه ان لايعلق على هذا واجعلوه فى غياهب الجب يلتقطه من يلتقط

  2. والله يا حاتم من العيب والعار ان لا ينصلح حال كتاباتك.. اقصد هنا كثرة الأخطاء التي كانت لا تقبل حتى في المدرسة الابتدائية. انها والله ليست بأخطاء مطبيعة ولكن عجز في معرفة الصحيح من املاء الكلمات. كثير من الأخوان قد اشاروا لها وطلبوا منك مراعا شروط اللغة ولكن :
    انك تسمع ان ناديت حيا ** ولكن لا حياة لمن تنادي
    هذه بعض اخطاؤك فأنظر علك يوما ترعوي او حتى تستخدم المصحح :
    30 عام.50كيلومتر. فاضطره.احضروا لهم.مثل. محزرهم.وحساهم.خلف دورك.الذي كان يزرعه.من مما.با الرئيس.حاسيهم.العظمة. ك ود

  3. [SIZE=7]يا حاتم انت عايز تعمل لينا فيها بتاع رواياتت وسيناريوهات … أرحمنا ياخ[/SIZE]

  4. يا ناس ارباب دا كلامو واضح و جميل والله ،، لا فيهو دغمسة و لا اندغام و لا صيرورة ،، و الما فهم الكلام دا دي مشكلتو … دا ما ياهو الكلام البتقولو فيهو ليل و صباح في معارضة النظام ،،، بس عشان المرة دي جاكم في شكل نموذج … نعم ود السمري راح مثله مثل الآلاف ضحية سياسات الجعجعة و الاندغام و عيالو تركو البلد و اتغربو متلنا كدي ،،و الغريبة الي الآن نفس الجعجعة الفارغة شغالة و جابتلها اندغام و صيرورة