رأي ومقالات

غريب الدارين : إلى أين يمضي بنا إعلامنا ؟!

[JUSTIFY]الساحة الإعلامية في بلادي ضبابية غبشااااء لا تكاد تتبين فيها الرؤية ! فماذا يجري فيها ؟ وماذا الذي يخطط في الخفاء بعيدا عن أعين الجمهور ؟

لربما تابعتم في الأيام الفائتة خبر الإعلاميّ الذي يمتلك قناة فضائية وانكشف أمره فجاءتنا تفاصيل القصة …فالرجل اعترف أنه تلقى أموالا من القذافي ليثير الفتنة في بلده وينال من هيبة الدولة….وعلق الناس على الخبر …فقال أحدهم : هؤلاء هم الخونة ، عبدة الدرهم والدولار، الذين يبيعون ضمائرهم ….الخ انتهى .
فهل قصة ذاك الإعلامي تماثل ما نجده في فترات متقاربة من موضوعات

تلقى إلينا من إعلاميين بعينهم بصرف النظر عمن هم ؟!
وإضافة على قول ذاك المعلق فالبعض يطرب لما سيناله من ثناء كاذب …هذا الثناء ماهو إلا ثمن مدفوع لمن يخدم المصالح ….ولكن أيُ مصالح ؟ فتلك المصالح متشابكة متباينة تخدم جهات متعددة ، ولكنها في جوهرها تبقى مصالح .
مع الانتباه للفارق …فذاك الإعلاميّ موضوعاته مدسوسة بدقة ومن وراء ظهر حكومته وتخدم مصالحه الخاصة والجهة التي دفعت له ودفعته . أمّا جماعتنا هؤلاء فسرعان ما نجد الحكومة تتبنى أفكارهم ….مما يثير كمّاً من الأسئلة التي لا أظن أبدا أنّ أحدا يملك لها إجابة دقيقة …لأنها في صناديق الأسرار ومفاتيحها في أيدٍ محدودة .

فمن ياترى يقود الآخر ؟! هل الإعلام يقود الحكومات في عالمنا المعاصر بحيث يشكل سلطة تشريعية ومن ثَمَّ تتبنى الحكومة أفكاره وتنفذها ؟!

أم الحكومة في بلادنا تلقي لخاصتها من الإعلاميين ما تنوي تنفيذه فيكتبون ذلك بطريقة استفزازية من باب الاختبار وجسّ النبض ؟! فيأتي رد الفعل ؛ عنيفا كان أو هادئا… منطقيا أو شاطحا ، ويتصدى البعض ويرد على ما كتب بموضوعات ويوجز البعض رأيه بتعليقات مضادة …وليت القائمين على الأمر يتمعنون جيدا فيما يكتب …موضوعات كانت أو تعليقات ، ففي بعض ذلك رؤىً ثاقبة … موضوعية…. متجردة لخدمة الصالح العام ….ولكن يبدو مما نراه أنّ الحكاية عندهم تمضي في مسارها الذي رسم لها .

النيلين – غريب الدارين[/JUSTIFY]