زاهر بخيت الفكى : أما آن الأوان..أن يترجل هؤلاء..؟
ألم يعد قادراً على انجاب عباقرة جدد يُمكننا أن ندفع بهم لِيحلوا محل من تجاوزت أعمارهم السن القانونية وغير القانونية وما زالوا يتشبثون بمقاعد وظيفية بل يُشككون فى مقدرة غيرهم فى شغل هذا المقعد الوثير والقيام بمهامه كما هم الأن إن هم فارقوه لا سمح الله بموت أو بخرفٍ مبكر يذهب بعقولهم وقد اقتربت خطاهم كثيراً نحو العقد التاسع ويأملون فى المزيد..
لم تزل حواءنا تُعانى من حالة اجهاض متواصل منذ أن أنجبت هؤلاء الأفذاذ ربما أصابت هذا الرحم علة من العلل النادرة حالت بينه وبين وأن يُنجب غيرهم من يستطع أن يتبوأ منصباً تُدار فيه مسئوليات هذا البلد المأزوم…
نحن الآن فى طريقنا لأن نُكمل ثلاثون عاماً منذ أن أطاح الشعب السودانى بالرئيس المرحوم نميرى بعد أن ظل فى سُدة الحكم ستة عشر عاما مجموع هذه السنوات فقط تساوى عمر شخص تجاوز مرحلة الشباب الى غيرها ومن هؤلاء من جاء الى مايو وزيراً أو مسئولاً فى أحد أجهزتها وما زال يعتقد أنه ما زال قادراً على العطاء أكثر من غيره وهناك من شارك فى حكم ما قبل مايو وهم كُثر نُشاهدهم يملأون دُنيانا صياحاً وضجة وهم يُحدثوننا عن ماضيهم الوظيفى وما زالوا بيننا يُنافسون الغير فى الحصول على وظائف هم أحق بها من غيرهم حسبما يظنون..
قيادات الأحزاب السياسية العريقة مازالوا هم ..هم ..لم يُفسحوا المجال لغيرهم ليحلوا مكانهم وهم أحياء حتى يضخوا فى أوردة أحزابهم دماء حارة تدفع بهذه الأحزاب لمواكبة مستجدات حاضرنا ولا مانع من استصحاب ماضيها إن كان فيه ما يستحق أن يُستفاد منه.. لكن هيهات أن يثقوا فى غيرهم..
هذا يتوكأ على عصاه وذاك بصعوبة يستطيع الوقوف على رجليه وما زال ممسكاً بتلابيب الوظيفة رافضاً تركها للغير وقد نال معاشاً من غيرها ولا ندرى الى متى وهى ظاهرة تبدو فى إدارة كثير من المؤسسات وقد باتت مؤسساتهم تحمل طابع فيه كثير من الفتور والرهق بسبب إدارتها المرهقة بأمراض الشيخوخة وأعزارها المتعددة ونحن فى زمانٍ طابعه السرعة فى كل شئ وارتباطه بتقنية وتكنلوجيا تتسارع يوماً بعد يوم لا علاقة لهؤلاء بها …
شاكرين لكم ما قدمتموه لنا ومرحباُ بكم كمَراجع مهمة لنا كلٌ حسب تخصصه لكن أما آن الأوان أن تترجلوا حتى تُفسحوا المجال لغيركم وقد تبددت سنوات شبابهم الخصبة فى إنتظار أن تتنازلوا طواعيةً عن وظائفكم ومواقعكم ليحلوا مكانكم وتعلمون أنتم أكثر من غيركم أن العطاء يقل بعد هذه السن أو قبلها بكثير وقد تجاوزتموها أنتم..ويكفى ما بذلتموه من أجلنا وطوابير طويلة ممتدة تنتظر دورها فى امتطاء صهوة وظيفة تتوق لها أنفسهم يستحقونها فلا تحجبوها منهم باصراركم على البقاء فيها..
وكما يقول مثلنا الدارفورى الرائع…
أم جركم ما بتأكل خريفين..
زاهر بخيت الفكي
النيلين
[/JUSTIFY]