تحقيقات وتقارير
من مقابر البكري.. كلمات في دفتر رحيل «غازي سليمان»
قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي «صديق يوسف» للصحفيين في مقابر البكري:(إن «غازي سليمان» من المحامين الديمقراطيين ولعب دوراً واسعاً جداً في النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشهود له بمواقفه الكبيرة وفي الدورة قبل الأخيرة رشحه المحامون كنقيب تقديراً لموقفه في الدفاع عن الحريات وهو فقد كبير ولديه علاقات واسعة جداً مع كل الأطراف السياسية، و»غازي» ليس لديه حزب معين ويتمتع بعلاقات من اليسار إلى اليمين).. وأضاف «يوسف»: (بفقد «غازي» انهار ركن من أركان الدفاع عن الديمقراطية ولكن الساحة مليئة بزملائه الذين يقفون للدفاع عن الحريات).
وبعد مواراته الثرى قال القيادي بالحزب الاتحادي (الأصل) مولانا «حسن أبو سبيب» أن «غازي سليمان» لو لم يكن في كفه غير نفسه لجاد بها، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقدناه وفقده هذا السودان الذي يفتقد الآن المخلصين والصادقين والأوفياء والمناضلين، وكان «غازي» صبوراً ولا يتهاون أبداً وعلماً من أعلام هذا البلد رحمه الله رحمة واسعة، وعرف «غازي» بصفاء النفس ونحن في قبيلة العمراب فقدناه جميعاً كما فقده أهل السودان جميعاً و»غازي» كان لدورات عديدة هو الرئيس لذكرى جده الشيخ «حامد» (أبو عصاية سيف) وكانت هذه الأسرة تقدمه دائماً ونحن اليوم فقدناه في أحلك الظروف وفي أحلك المواقف التي نحتاج فيها إلى أمثاله وإلى صدقه وفكره وإلى شجاعته رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأنزله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً). وقال «الشيخ غازي سليمان» إن والده كان أمنيته أن ينتقل إلى ربه والحمد الله الذي حقق أمنيته ونحن الآن في مواجهة أمر لا ينفع فيه البكاء ولكن ينفع فيه الدعاء والحمد الله أبي مات في يوم مبارك والحمد لله دعوات الناس دي كلها له بالبركة، وباسم أسرته الصغيرة والكبيرة أقول لكم شكر الله سعيكم وجزاكم الله خيراً وما قصرتو تب، ووصية أبوي وأنا ولدو قال ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن).
وقال «عابدين درمة»: (إن «غازي سليمان» وفاة «حافظ الشيخ الزاكي» جابني لهذا المكان- حيث ترقد والدة «غازي سليمان» الحاجة «أم النصر» – وقال لي «تدفني جمب أمي دي» والحمد لله رب العالمين نفذنا وصيته ونزل في حضن أمه). وعدد «درمة» محاسن «غازي سليمان».
من جانبه قال مساعد رئيس الجمهورية (السابق) «نافع علي نافع»: (لله ما أعطى ولله ما أخذ، في يوم (الجمعة) المبارك ننعى لأنفسنا وللسودان الأخ «غازي سليمان»، ونسأل الله أن يكون صعود روحه في يوم (الجمعة) بشارة خير لأنه يوم تغفر فيه الذنب ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبدل الأخ «غازي» أهلاً خيراً من أهله وداراً خيراً من داره ويتجاوز عن سيئاته جميعاً ويبدلها حسنات، ولا يختلف اثنان من أهل السودان عرفوا «غازي» على أنه رجل فارس يصدع بما يراه وينحاز للحق متى ما استبان له ذلك، وكل مواقف «غازي» السياسية بكل المسافات البعيدة عنها نحسب أنه كان صادقاً فيها ويتحرى فيها مصلحة السودان ولذلك مثل هذا القلب الصادق والعقل المنفتح على الرأي والرأي الآخر والمستنبط لما يراه صحيحاً هذه صفات حميدة، ونحن نقول إن «غازي» عاش رجلاً وذهب إلى الله تعالى ونسأل الله أن يتقبله قبولاً حسن ويكرم مثواه ونعزي إخواننا في العالياب وأخونا «بدر الدين سليمان» و»آدم شيخ حامد أبو عصاية» ومما يعلم عن «غازي» أنه كان يحي الذكرى السنوية لجده الشيخ «حامد أبو عصاية» ونسأل الله أن يجمعه بالصديقين ويجعل البركة في أهله).
بدوره قال رئيس حركة الإصلاح الآن «غازي صلاح الدين» إن «غازي سليمان» كان متميزاً في مواقفه وفي التعبير عنها، ولكنه في الوقت ذاته كان حريصاً على علاقته الاجتماعية مع كل الطيف السوداني وكان جريئاً في طرح آرائه والدفاع عنها وأنشأ شبكة واسعة من العلاقات في المجتمع السوداني).
أما الأستاذة «سارة نقد الله» رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي فقد قالت: (إن «غازي سليمان» قامة في المجتمع السوداني وفي الحياة السياسية والاجتماعية والقانونية، و»غازي» سوداني بمعنى الكلمة وأخو أخوان ومقنع كاشفات ونجاد، ونحن عرفناه في السنين الأولى لما كانت تنفتح بلاغات في الناس من طرف بسبب ومن دون سبب و»غازي» كان قدام في أي محكمة أو أي زول يتحاكم محاكمة رأى «غازي» من أوائل المدافعين عنه وعن حريات الناس وحقوقهم ومع ذلك «غازي» فاتح ليه بيوت كثيرة جداً ودي معلومة ما معروفة وزول خير شديد ليس لأهله بس ولكن لكل أصحابه وأي أسرة تحولت من رغد العيش إلى ضنك، كان نجاداً بالنسبة لهما. وتعازينا للأخت «هدى» ولكل قبيلة المحامين).
أما الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي «كمال عمر» فقد وصفه بأنه فقد كبير جداً للأمة السودانية. وقال: (إنه ظل منافحاً عن قضايا الوطنية والحريات وأبلى فيها بلاء حسناً، وفي تقديري أنه أول من اتخذ موقفاً ضد الضربة الأمريكية لمصنع الشفاء وقد تولى الملف القانوني وقتها رغم معارضته للإنقاذ في البداية وقدم نماذج رائعة في الانتماء للوطن والحرية والديمقراطية ونحن في المؤتمر الشعبي بالذات نحفظ لغازي سليمان جميلاً كبيراً جداً، صالون «غازي سليمان» في الخرطوم (2) كان واحداً من الصوالين المهمة التي قدمت المؤتمر الشعبي للساحة السياسية عندما كانت كل القوى السياسية تنفر من المؤتمر الشعبي ووقتها كان «غازي سليمان» يفتح صالونه، وفي قضية الدفاع عن شيخ «حسن الترابي» كان من أوائل المدافعين عنه، في الوقت الذي هرب فيه إخواننا الذين كانوا معنا في الفكرة، تصدى «غازي» بكل شجاعة واقتدار، ولذلك «غازي» بطل هذا الكسب العظيم لكل قضايا الديمقراطية والحريات والوطن ولا شك أنه فقد كبير جداً للسودان). وأوضح أن الحضور المكثف لكل القوى السياسية يؤكد أنه رجل قدم الكثير لها نسأل الله أن يتقبله.
مقابر البكري طلال إسماعيل: صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]