تحقيقات وتقارير

الدكتور خالد التجاني: عزيزي ياسر عرمان.. عفواً لم أُغيّر موقفي

[JUSTIFY]عقب البيان الذي أصدره قطاع الشمال وأدرج فيه بعض الشخصيات اللامعة باعتبارهم خبراء وطنيين، ليقوموا بدور المستشارين في جولة المفاوضات التي ستنطلق بعد غد الخميس، دارت الكثير من الاستفهامات وردود الأفعال.

قائمة الخبراء ضمت اسم الواثق كمير وكمال الجزولي وبلقيس بدري وخالد التجاني، لكن رئيس تحرير صحيفة (إيلاف) ذا الخلفية الإسلامية اعتذر عن المشاركة باسم الحركة وفضل دعوة الوسطاء، الأمر الذي أشعل رحى مواجهة إسفيرية أشبه بالمعاتبة دارت بين خالد التجاني وياسر عرمان وعبرت عن دوافع ووجهتي نظر الطرفين.

ياسر عرمان: الحركة الشعبية حينما طلبت من الدكتور خالد التجاني المشاركة كخبير رد إيجاباً على الطلب

ترددت كثيراً قبل الخوض في هذه القضية لولا أن دكتور خالد التجاني قد تناولها في منابر عامة. خالد التجاني والأفكار التي ظل يعبر عنها في ضرورة الاتفاق على حل شامل وإعادة تعريف جديد للمشروع الوطني، وجدت قدرا كبيرا من الرضا والاستحسان، لاسيما من أُناس لم يكن بإمكانهم مشاركة خالد التجاني نفس الضفة التي سمر فوقها أقدامه حيناً من الدهر.

والحركة الشعبية حينما طلبت من الدكتور خالد التجاني المشاركة كخبير ورد إيجاباً على الطلب فعلت ذلك لأن تقريب المسافات والوشائج والصلات بين بنات وأبناء الوطن الواحد ضرورة. وقد طلبنا من اثنين من الأصدقاء المشتركين الذين لا يرقى الشك إلى حسن تقديرهم ونزاهتهم، الاتصال بالدكتور خالد التجاني للمشاركة كخبير ضمن مجموعة من كافة التيارات السياسية، والغرض من هذه العملية هو توسيع دائرة التفاهم والمشاركة في بناء مستقبل جديد بين كافة السودانيين، والدفع نحو حل شامل بعيداً عن الحلول الجزئية التي أضرت بالسودان وعربون استعداد للتعاون في بناء المستقبل المشترك مع الإسلاميين الراغبين في فتح صفحة جديدة على أساس من الشفافية والديمقراطية وإقامة العدل وطي صفحة التمكين.

وإذا ما رأى الدكتور خالد التجاني أن يتخذ موقفاً آخر بعد موافقته فهذا متاح ولكن ليس بهذه الطريقة!

مع كامل المودة والاحترام للدكتور خالد التجاني.

**

الدكتور خالد التجاني: عزيزي ياسر عرمان.. عفواً لم أُغيّر موقفي

ما كان أغنى عزيزي الأستاذ ياسر عرمان عن كل هذا الجدل لو أنه رفع سماعة هاتفه وتحدث إليّ مباشرة دون حاجة لوسطاء واقترح عليّ ما يشاء, فليس هناك ما يمنع ذلك من طرفي, كما ليس هناك ما يدعوني لأن أُخفي شيئاً فآرائي ومواقفي في الشأن العام معلومة مما ظللت أكتبه ويطلع عليه الناس, وعلاقتي الوثيقة مع الصديق ياسر ظلت متصلة ولطالما تداولنا في هموم السودان المختلفة إبّان وجوده في الخرطوم.

في تعليقه على ملابسات إعلان الحركة الشعبية/ شمال لوفدها في مفاوضات أديس أبابا هذا الأسبوع وإدراجها لاسمي ضمن الخبراء في فريقها المفاوض قال: “وإذا ما رأى الدكتور خالد التجاني أن يتخذ موقفاً آخر بعد موافقته فهذا متاح ولكن ليس بهذه الطريقة”, أقول لصديقي ياسر ببساطة لم أغيّر موقفي للأسباب التالية:

أولاً: أن كل ما ذكره بشأن الأفكار التي ظللت أعبر عنها حول ضرورة الاتفاق على حل شامل وإعادة تعريف جديد للمشروع الوطني صحيح, فهذا موقفي سابقاً واليوم وغداً، فالحلول الجزئية والصفقات الثنائية التي أدمنها “الحكم الإنقاذي” في تقديري هي المسؤول الأول والأخير عن وصول الأزمة الوطنية إلى المأزق الحالي, ولذلك لن تكون سبيلاً لأي حل حقيقي.

ثانياً: بخصوص طلب الحركة الشعبية مني المشاركة كخبير وردي على ذلك إيجابياً, أقول له شاكراً لثقته وحسن ظنه, تحدث إليّ هاتفياً صديق مشترك, ليس عضواً في الحركة, وكانت بيننا حوارات متصلة وأفكار متوافقة حول حتمية التسوية الشاملة كمخرج وحيد من الأزمة الوطنية الراهنة, وفهمت منه أن الحركة بصدد اقتراح ست شخصيات ذكرهم لي بالاسم كخبراء في المفاوضات, وأنها تستعجل الحصول على الموافقة لرفع الأسماء إلى رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس ثابو إمبيكي.

وهو ما عنى لي أن الدعوة للمشاركة في المفاوضات ستأتي من الوسطاء الأفارقة لخبراء سودانيين, صحيح باقتراح من الحركة لأنها تثق في أنهم سيدفعون باتجاه تشجيع الوصول إلى تسوية سلمية شاملة في البلاد, ولذلك لم أتردد للحظة في الموافقة على هذا الطرح المحدّد, وقلت له بالحرف الواحد إنني في سبيل جهود وقف الحرب وتحقيق السلام مستعد لقبول تسمية الحركة لي كخبير لدى فريق الوساطة ضمن آخرين.

ثالثاً: في مساء الجمعة اتصل بي العديد من الزملاء الصحافيين يسألونني إن كنت عضواً في وفد الحركة الشعبية المفاوض, ولم أكن حتى وقتها اطلعت على البيان الصادر من المتحدث باسم الحركة, وبالطبع نفيت ذلك وقلت لهم إنني لست عضواً في وفد الحركة الشعبية ببساطة لأنني لست عضواً فيها.

رابعاً: بعدما قرأت البيان اتصلت مباشرة بالصديق المشترك الذي كان نقل لي اقتراح رفع أسمائنا كخبراء للوساطة الأفارقة بتوصية من الحركة, وأوضحت له أنني فوجئت بالذي حدث لأن اتفاقنا لم يكن كذلك, وأنني كنت أتوقع أن تأتي الدعوة لنا من قبل الوسطاء, وليس أن تعتبرنا الحركة الشعبية أعضاء في وفدها, كما نقلت له استغرابي لوجود هذا العدد الكبير من الخبراء في حين كان ما نقله لي أنهم ستة شخصيات, فضلاً عن أن بعض هؤلاء الذين أعرف أنهم وافقوا على المشاركة بصفة خبراء استبعدت أسماؤهم.

خامساً: وللتأكد أكثر من أن فهمي لسياق الأمور لم يكن مغلوطاً اتصلت أيضاً بصديق آخر ورد اسمه في بيان الحركة, وسألته عن تجلية الأمر فوافقني تماماً في ما ذهبت إليه قائلاً إن فهمه أيضاً هو أن الدعوة ستأتي من الوسطاء كخبراء, نافياً أن يكون مستشاراً في وفد الحركة لأنه ليس عضواً فيها, وأن جوده ضمن فريقها سيكون خصماً على دوره في تعزيز جهود الوساطة. مشيراً في هذا الخصوص إلى تجربة مفاوضات أخرى تضمن استقلالية الخبراء دون أن تؤثر على تواصلهم مع طرفي التفاوض لتقريب وجهات النظر.

سادساً: اتصل بي صحافيون آخرون لاستجلاء الأمر, وشرحت لهم سياق الأحداث كاملاً كما أوردته آنفاً, وهو بكل وضوح أنني فعلاً فوجئت بإدراج اسمي ضمن وفد الحركة المفاوض, وأن ما وافقت عليه هو أن تقترح الحركة الشعبية اسمي ضمن آخرين لفريق الوساطة الأفريقي للمشاركة في المفاوضات كخبراء وطنيين يدعمون جهود التسوية الشاملة. وأنني بناءً على ذلك كنت أنتظر دعوة بهذا الخصوص من طرف فريق إمبيكي. كما قلت إن وجودي كخبير مستقل سيكون له معنى, في حين أن وجودي ضمن طرف الحركة سيكون تحصيل حاصل اللهم إلا إذا كان الغرض منه استعراضاً إعلامياً.

ولذلك عزيزي ياسر فإنني لم أُغيّر موقفي البتّة ولا أزال متمسكاً بموافقتي على المقترح الذي نقله لي الصديق المشترك بهذا الفهم الذي شرحته آنفاً. أما إن حاول البعض استغلال الموقف بغير الذي فصلّته فلا ذنب لي في ذلك.

وإن كان لي من تساؤل لأخي العزيز ياسر حول ما بدا لي استهجاناً بقوله “لكن ليس بالطريقة دي” وكأنني تملّصت مما وعدت به محاولاً إحراج الحركة وهو ما لا أرضاه لنفسي, فلا أدري لماذا خصني بهذه الرسالة مع أن بعض الصحف أوردت في اليوم نفسه أن آخريْن ورد اسماهما في بيان الحركة كخبيرين نفيا أن يكونا عضوين في وفد الحركة التفاوضي؟.

وأقول لأخي الأستاذ ياسر إن أزمة السودان اليوم أعمق بكثير من أن نصبّ فوقها المزيد من التعقيدات بالمواقف التكتيكية وتسجيل النقاط, ما نحتاجه فعلاً تضافر الجهود بصورة منهجية وجدية لتأسيس رؤية وطنية استراتيجية جديدة تقود إلى تشكيل نظام سياسي جديد يحقق المساواة والعدالة والتكافؤ بين جميع أبناء الوطن يحقق السلام المستدام والاستقرار والديمقراطية والتنمية. فقد ولى عهد المفاوضات الثنائية والتسويات الجزئية والصفقات قصيرة النظر.

وأسأل الله لجميع أبناء السودان الرشد أن يتفقوا على بناء الوطن الذي يستحقونه.

ولك وافر مودتي واحترامي وتقديري

صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [SIZE=4]قاعد تجقلب مالك يا سجمان بن عرمان ؟ تلملم في المفاوضين من الشرق والغرب ! ليه ماعندك ناس ؟
    أقول لك قولة : جيب مرتزقة
    واضح إنك بياع كلام وبس !
    ما الذي ستتمخض عنه مفاوضات معك …لا أدري ![/SIZE]