سياسية

ما مصير الثورية بعد أن دانت الأمور للرئيس كير ؟


[JUSTIFY]على الرغم من أن الصراع الجنوبي الجنوبي خفت صوته مؤخراً وقلت حدة المواجهة ورجحت الكفة جانب الحكومة الجنوبية -ما لم تحدث تطورات جديدة- فإن أحداً لا يدري حتى الآن مصير ما يسمى بالجبهة الثورية في المرحلة المقبلة، فمن الناحية العملية -على الأرض- لم تعد القيادة الجنوبية التي بالكاد الآن تبسط سيطرتها على أراضيها -قادرة على إحتمال ترف استضافة ودعم حركات مسلحة أجنبية.

من الواضح الآن أن الرئيس الجنوبي مطالب بالنظر بإمعان وعمق في الأرض المحترقة المليئة بالأشلاء والدماء ومحاولة إجراء ترتيبات تحول دون تكرار هذا الوضع المأساوي المقيت وبالطبع في مقدمة هذه الترتيبات العمل على تحويل الدولة الجنوبية -من الصفر- الى دولة ذات سيادة، قادرة على فرض هيبتها من جهة، وقادرة على معالجة أزماتها الداخلية من جهة ثانية عبر الحوار السياسي وإطلاق العنان للتفاعل السياسي بعيداً عن البنادق والذخائر.

وهذا يقتضي أيضاً إيلاء أهمية خاصة -لا سيما فى هذه اللحظة- للعلاقات الإستراتيجية الأزلية مع السودان إذ لو لم يقف السودان موقفه ذاك رغم شعوره بجراح جنوبية غائرة في خاصرته لكان الآن في جوبا غير هذا الحال.

ومن المفروغ منه في هذا الصدد أن الاحتفاظ بعلاقات جدية مع السودان يستلزم وقبل كل شيء تسوية كافة الملفات العالقة منه بجدية وصدق عميقين، إذ لم يعد ممكناً بعد الآن استضافة حركات سودانية مسلحة تحت أي ذريعة كانت لأنه ثبت أن هذه الحركات المسلحة – مع كونها مستضافة- إلا أنها لم تتوانى عن لعب دور يمكن وصفه بأنه (قذر) في خضم الصراع الدائر، سواء عبر حالات قتل المدنيين أو حالات الاستيلاء على الأموال من البنوك كما فعلت حركة العدل والمساواة أو نهب السيارات والذخائر، فمثل هذه الحركات لا تتورع في (فعل أي شيء) في أوقات حرجة كهذه يجعل منها حركات غير مؤتمنة على شيء إذ ما الذي يمنع من أن تنقلب في أي لحظة على الرئيس كير إذا ما تصادف أن كفة القتال بدأت ترجح لصالح الطرف الآخر أو أي طرف محتمل؟

بمعنى أدق فإن وجود هذه الحركات هناك هو وجود من أجل (البقاء) الشخصي لها ومرتبط فقط بمصالحها الخاصة، وهي أمور متحركة لا يمكن وصفها بأنها إستراتيجية.

الأمر الثاني أن هذه الحركات المسلحة آذنت شمسها بالمغيب في ظل حالة الحراك السياسي الداخلي في السودان وبدايات الحوار فيما بين القوى والنخب السودانية المختلفة، وهي أمور من المحتمل جداً أن تفضي إلى وفاق داخلي كامل وهذا إن حدث يجعلها في موقف ضعيف لا أمل معه على الإطلاق للوصول إلى هدفها ومن ثم يصبح رهان جوبا عليها -أياً كان ذلكم الرهان- رهاناً خاسراً بكل ما تعنيه الكلمة.

الأمر الثالث أن الوجود اليوغندي في جوبا -بكل تلك الكثافة والفاعلية- من المرجح أن يزيد من تفتيت الجبهة الجنوبية الداخلية رغم قلة تماسكها حالياً فالوجود الأجنبي عادة مرفوض مهما كانت المبررات وهذا ما قد يهدد -سياسياً- سلطة الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت على المديين القريب والمتوسط، ومن ثم يفتح الباب على مصراعيه لكي يجلسوا في مكانه وهو ما كافح وما يزال يكافح من أجل ألا يحدث.

وعلى ذلك فإن جوبا مطالبة اليوم قبل الغد -ولصالح بقائها- التخلص من الحركات السودانية المسلحة بأٍسرع ما يمكن والتخلص التدريجي الصارم من الوجود اليوغندي النافذ في الدولة الوليدة.

تحليل سياسي
سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]