رأي ومقالات

د. حسن التيجاني : دار الشرطة يا «طاعمة» الطعام !!

[JUSTIFY]لم تكن هذه المرة الأولى التي أكتب فيها عن دار الشرطة ببري… يجبرك حاله الرائع على أن تكتب عنه… وتظل هكذا حتى تتحقق فيه كل الأشياء التي تجعل منه معنى يشمل شعار المباني والمعاني معاً.

٭ دار الشرطة بحالتها الحالية مفخرة يجب الإشارة إليها من حيث فن العمارة والتوزيع الذي يلفت نظر الكفيف… خاصة في توزيع ألوانها التي ربما نقول أنها طُليت وفق نظريات علم النفس… فهي صالحة حتى للذين يعانون صرخات الألوان… فعند دخولهم هذا النادي يشعرون بارتياح نفسي يهدئ من روعهم.

٭ كل الذين اصطحبتهم في زيارتها من خارج البلاد أو داخلها كنت أسمع أول تعليقاتهم الإيجابية في حسن التوزيع الداخلي للمبنى وألوانه المريحة «للروح المعنى»… وكثيرهم يسألوني عن خريطة المبنى من أين أتوا بها هؤلاء؟ فليست لي إجابة غير أنها رغبة الذين يحبون الجمال والتميز لأهل هذه البلد بصورة مباشرة أو بغيرها.. إنها قبيلة الشرطة الكبيرة التي ملأت الدنيا صبراً ومصابرة على كل الأحوال.

الدار التي أحياناً لا أدري لماذا أسميها بنفسي النادي… لكن لا أعتقد أنه الجامع لفكرة الهدف الأساسي من وجودها دون أن تكون داراً تحمل كل معاني الإلفة والمحبة والديمومة لعلاقة أجيال يتوافدون عليها رغبة وطوعاً وولاءً في وقت صعب فيه الملتقى داخل جدران المنازل المألوفة… والتي في كثيرها فقيرة لتستوعب مواعين أفكارهم التي يتبادلونها على الهواء الطلق.
الدار قلعة وقصر يستوعب كل فئات الشعب السوداني باختلاف أشكالها وألوانها حين تريد أن تقول للآخرين نحن لدينا دار للشرطة فيها ملاذاتنا حين نقول إنها دار تتوسط العاصمة وليس لها ما يشابهها في دولنا المجاورة… وفي البال الشرطة هي الشعب ومن الشعب وإلى الشعب والشعب هنا هو السوداني.

٭ لم ينته العمل في الدار بعد، فالقائمون على أمرها يريدون أكثر لإقناعنا ودفعنا للكتابة دون رغبتهم.. ولم تكن أحد أجندتهم بقدر ما هم يهدفون لأبعد من ذلك.. إن التنمية في البلاد تبدأ بفكرة العمران والعمارة… لكنا لا نصبر ولا نتمهل فنهدم خططهم في الصبر على ألا نقول شيئاً.. ولكنا نقول للذي أحسن أحسنت وللذي أخفق لم تكن موفقاً… وأضعف الإيمان حين لا نكتب نشير بأصبعنا مشيرين دون حديث ولا كتابة أنكم تفعلون الجميل فينا ولو بعد حين.

٭ لكن رغم كل هذا وذاك نفهم جيداً أن الكادر البشري إذا كان مسؤولاً هو الذي يكون وراء أن تكون المعاني أكبر من المباني.. ويحمد لهذه الدار أنها جاءها من هم بقدر هذا الجمال والطيبة والسماحة التي إن توفرت كان كل الجمال ماثلاً تكملة لمظاهر المباني… فليس العمران وحده هو الذي يقود للارتياح النفسي إذا لم يكن من يسكنونه هم بقدر من حسن المعاملة والاستقبال والمظهر الذي يجبرك على أن تعود حتى لو صدمتك بعض المتاريس… التي ربما تكون مانعاً وحارماً لك من الاستمتاع.

٭ خبرات ممتازة من الكفاءة في فنيات الضيافة الفندقية برتب عسكرية ومدنية تتوزع على كل جنبات الدار في طيب خاطر لخدمة ضيوفه بدون تمييز… فالهدف هناك «مرحباً فأنت ضيفنا» والضيف في قانون الضيافة «أولاً».

٭ التحية قبل أن نرسلها «مجلجلة» ذات صوت وصدى لسعادة الأخ العميد هادئ الطباع العميد إبراهيم موسى ونائبه المقدم عبد المنعم مصطفى… يجب أن نقول يا سعادتكم نريده «نادياً وداراً»… تمتلئ صالاته الخطيرة بالندوات الثقافية والليالي الأدبية والمحاضرات والورش العلمية والسمنارات لكل الجهات.. قدموا أنفسكم لهم بكل فخر للشركات والمؤسسات والوزارات، وادعوهم بكل فخر وعزة ومقدرة.. هلموا فنحن جاهزون لتقديم كل ما يجعلكم لا تغيرون رأيكم من بعد «ليلاً ونهاراً».. فلكم من الخبرة ما لكم.. ولكم من الرجال ما نوصيكم عليهم أمثال دينمو النادي المساعد حامد على كليب «حلاوة» وكل تيمه حتى بما فيهم «الشنبلي»… فهؤلاء لن يخذلونكم… إذا اقتحمتم كل المرافق وصار النادي كرنفالاً للأفراح يجمعهم .. فهي دار وليست كل الديار والأندية.. خاصة أن شعارها الانضباط وما يرضي الله ورسوله والمؤمنون.

٭ أخي إبراهيم موسى بالله عليك شُدَّ لي على كل الأيادي التي تصنع حلو الطعام في مطبخكم العامر السوداني الأصيل والذين يقدمونه كبسطان ومجدي وآخرين… يا أخي من يومها مازال طعم طعامكم لا يفارقنا حتى لو «غرفنا» من «طواجن» الآخرين… «يغرف من الصحن يعني يشيل منه».

«إن قدّر لنا نعود».

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]