د. هاشم حسين بابكر : حتى لا تتكرر جريمة نيفاشا !!
وذات العرمان قال يوم توقيع البروتوكولات الستة أن هذا النموذج سيتم تطبيقه على دارفور وجنوب كردفان والشرق والنيل الأزرق..
والأمور تسير نحو نيفاشا جديدة رغم الأذى الجسيم الذي ناله السودان من سيئة الذكر نيفاشا الأولى والتي جرت السودان إلى حالة سياسية واجتماعية واقتصادية سوف تشطبه ـ وبيديه ـ من الخارطة السياسية..!!
كالعادة تكون وفداً ـ باسم المؤتمر الوطني ذلك الشاهد الأعمى الذي لم ير شيئاً ولن ير شيئاً إلا عندما يُبتر جزء جديد من السودان..!!
الوفد التفاوضي البائس الذي ذهب إلى أديس، وجد نفسه يواجه الاتحاد الافريقي والاوروبي وأمريكا هذا إلى جانب قوى سياسية سودانية تمثل الوفد المفاوض من الطرف الآخر وهو لا يمثل المناطق التي جاء يمثلها، ورغم ذلك يصر الوفد على حصر التفاوض على هذه المناطق، وعدم نقاش الأزمة السودانية ككل..!!
وهذا يعني جرجرة التفاوض إلى أسلوب نيفاشا الذي أخذ الشمال كجزء منفصل والجنوب كذلك جزء منفصل وهذا مما سهل عملية تقرير المصير وسحب الجيش السوداني من أرض الجنوب وعاش الجنوب حتى في الفترة الانتقالية مستقلاً تماماً عن السودان..!!
جون قرنق رغم أن الجيش الشعبي كان يضم قوات من جبال النوبة والنيل الأزرق لم يناقش وضع جبال النوبة والنيل الأزرق في الاتفاقية، بل كان جُل الاتفاق منصباً على الجنوب، ولا أدري كيف وافق الوفد التفاوضي الذي يمثل البلاد باسم المؤتمر الوطني على هذه التجزئة، وكيف وافق رئيس الوفد الحكومي على طلب جون قرنق الذي طالب فيه بدور لممثلي المناطق الثلاث.. والتي حسمتها مشاكوس.. بأن يكون لهم دوراً في مناطقهم ولماذا وافق رئيس الوفد على تجزئة القضية..؟! هل هذا عدم وعي سياسي أم خيانة..؟!
ما ساق إليه النظام في أديس هو أن يفاوض الوفد الحكومي كل منطقة على حده وهذا فخ وقع فيه السودان في نيفاشا والتفاوض مع كل منطقة في السودان على حده هو اعتراف من النظام باستقلالية هذا الجزء، وقد نجح جون قرنق في ذلك، ولهذا يصر وفد الحركة قطاع الشمال على هذه الاستقلالية في المناطق التي يمثلها استناداً على سابقة سيئة الذكر نيفاشا..!!
والنظام وفي مفاوضات اديس يرتكب ذات الخطأ الذي يقوده إلى تقرير مصير جديد في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ذات الخطأ الذي أدى إلى استقلال جنوب السودان..!!
مما يقال أن كثرة التكرار تعلم الشطار، لماذا لم يتحسب النظام ولم يتعظ من اخطائه التاريخية ذات الأثر المدمر..؟!
لماذا يريد النظام وضع نفسه في موقف يكون فيه عرضة للضغوط والتهديد كما حدث في نيفاشا؟!
إن الخدعة التي انطلت على وفد نيفاشا ستنطلي كذلك على وفد اديس ابابا خاصة أن الضغوط التي كانت في نيفاشا متواجدة في اديس ايضاً..!!
الرئيس أعلن عن وثبة تشارك فيها كل التيارات السياسية والوطنية لماذا لم تنعكس هذه الوثبة في مفاوضات اديس التي تناقش مسألة مصيرية تبشر بدويلات جديدة في السودان الذي يتمزق بأيدي أبنائه..!!
إصرار وفد الحركة على مناقشة الازمة مجزأة، الغرض منه انتزاع اعتراف من الحكومة.. دون أن تشعر.. بأن هذه المنطقة أو المناطق يجب التفاوض معها منفصلة عن بقية البلاد والأمر الذي يجعل لها خصوصية الجنوب الذي في نهاية الأمر ذهب دون رجعة..!!
ولماذا لا يواجه النظام الحركة الشعبية بوفد يضم الاحزاب السياسية وشخصيات قيادية من المناطق التي قال عرمان أنه يمثلها وهو «لا ينتمي لأي منها»..!
عرمان جمع من الأحزاب اليسارية والحركات المتمردة هذا إلى جانب أدوات الضغط المتمثلة في الاتحاد الافريقي «رجل شرطة مجلس الأمن في افريقيا» والاوروبي والايقاد والمبعوث الامريكي كل هؤلاء، يمارسون الضغط على الوفد الحكومي الذي يريد مواصلة التفاوض بأي ثمن، تماماً كما حدث في نيفاشا..!!
يجب أن يتعلم النظام من الدروس التي مر بها هو، ويواجه القضايا القومية بما يناسبها من سلاح يواجه به الازمات والسلاح يتمثل في بلورة رؤية قومية تتناسب مع الازمات القومية والتي تهدد بطريقة مباشرة وجود الوطن..!! وحتى لا تقع جريمة نيفاشية أخرى أرجو من الحكومة سحب وفدها من اديس وتكوين وفد جديد يمثل كل الاحزاب السياسية وشخصيات من المناطق المشار إليها والذهاب برؤية قومية مشتركة، وهذا ما لا يجعل للضغوط تأثيراً كما حدث في الكارثة المسماة بنيفاشا..!!
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
[SIZE=5]كون الحكومة تفاوت هذا اعتراف ضمني بقطاع الشمال
والحكومة متخبطة مره تقول ماعايزين تفاوض ومره يتفاوضوا
الحكومة باعت الشعب السوداني في سوق النخاسة واصبحنا لافين ولا عارفين السودان دا فضل فيهو شنو حته
لكن ياتي يوم للمحاسبة [/SIZE]
كلام عقل وفي المليان يادكتور عافاك الله.
الكل يعلم أن ما يمارسه مفوضي ومفاوضي المؤتمر الوطني مع ما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال خطأ كبير في حق السودان- أكرر الكل يعلم بأن هذه المفاوضات تعتبر جريمة في حق السودان – هؤلاء متمردون لا تقبل بمثلهم امريكا ولا اسرائيل التي تمولهم وتدفعهم دفعاً لتدمير السودان .
ولكن هناك شيىء مريب ألا وهو كيف يتم قبول مثل هذه المؤامرات التي تحاك ضد السودان من قبل مسئولينا السودانيين ، والله إنه لأمر عجيب .
الريبة وصلت الى حد أن مسئولينا المناط بهم حماية أمن السودان ربما يتم اختراقهم وشراءهم بالدولار – لا يوجد سبب غير هذا يجعل من مفاوضينا القبول بهذه المهانة والذل إلا إذا تم قبض الثمن والدلائل أمامنا كثيرة !!
ارجو عمل لجنة تقصي الحقائق مكونة من أناس نزيهون وطنيون للتأكد من هذا الأمر خاصة وأن الفساد استشرى في بلادنا لدرجة مريعة !!