رأي ومقالات

عبدالرحيم محمد سليمان : اخر التفاوض مع قطاع الشمال

[JUSTIFY]هو ليس نوع من الشاؤم البغيض … لكن بداهة على ضوء التاريخ الذى يؤرخ لطبيعة القضية السياسية والاثنية والجهوية التى تحارب من اجلها الحركة الشعبية قطاع الشمال فأن الحديث عن امكانية الوصول الى صيغة توافقية تخلق فرصة للسلام بالبلاد حديث للاستهلاك والمناورة السياسية التى لاتخدم الغرض من جدوى الفكرة ، ذلك لان الطموح السياسي للقيادات التى تتحكم فى مفاصل الحركة طموح ليس كمثله شيئاً وهو يتسق والرؤية التى تنشط تجاه تقسيم السودان الى دويلات متناثرة تحقق الطموح الاسرائيلي فى اختراق العمق الاسلامي الذى يقوى بالتوحد فى دولة السودان ، فالحركة الشعبية حجتها داحضة فى افتعال الشعارات والمطالب الثورية التى تحارب وتفاوض الحكومة المركزية من اجلها ، فهي اولاً تهدر وقت الحكومة لتسترد انفاسها مما يحيق بها من هزائم ميدانية مجلجلة ، وثانياً لانها تذر الرماد على اعين الوساطة الدولية حتى يعتقد فيها العالم الجدية التى تجعلها ترمى الكرة فى ملعب الحكومة لتحمل الحكومة مسؤلية التقاعس عن الدخول فى الشراكة الوطنية التى تساهم فى انتشال البلاد من نير الاحتراب الداخلي ، انها عقلية الاجرام التى تقتل القتيل وتسير خلف الجنازة ثم تبكي بحرقة لتبعد عنها شبهة القتل !

فالقيادات التقليدية فى الحركة امثال عرمان وعقار والحلو ، مهما حاولوا ان يلعبوا ( بولتيكا ) كما يقول المرحوم فلب عباس غبوش تبقي الحقيقة فى كونهم لا يستطيعون بحال ان يحتكموا لصوت العقل ويقبلوا بالتسوية التى تقرها الوساطة حتى ولو جاءت بكلاهما نائباً للرئيس ! لان القضية بالنسبة لهم ليست قضية منصب ولا قضية الهامش التى يتزرعون بها ، القضية صراحة قضية العمالة التى تجبرهم على الرضوخ للاملاءات التى من مصلحتها ابقاءهم جزءاً لا يتجزءا من الائتلاف المخابراتي الذى يهمه التأسيس لدولة النوبة ودولة السلطنة الزرقاء بعد النجاح الباهر لتجربة دولة جنوب السودان التى استقلت بالكفاح المسلح كما يعتقدون ! … ففى كنف الجهل والاستغلال البشع للتطلعات تنتقل عدوة المصطلح الثورى الذى يثير نعرة الغبينة بدواخل البسطاء ، فيجعلون منه انجيلاً سياسياً مقدساً تهون دونه المهج والارواح فى سبيل الحرية والمساواة التى ليست بمحجورة الا فى افكار المأجورين …

فقطاع الشمال عندما طلب التفاوض هو يحاول امتحان ( حجمه ) عند السلطة ، فوجد نفسه يمثل اضعاف ما كان يتوقع ! لقد استغل سماحة الحكومة فى سعيها الدؤوب لحلحلة المشاكل والتعقيدات السياسية التى تواجهها فأجاد اللعب على حبل المناورة وارغمها على الاعتراف به كتنظيم له ما عليها من حقوق وطنية ، فى الوقت الذى يعلم فيه القاصي والداني انه لا اكثر من حصان طروادة الذى تتستر من خلفه الايادي الاجنبية التى تطمح للعبث بأمن واستقرار السودان .

عبد الرحيم محمد سليمان
النيلين
[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [COLOR=#000DFF][SIZE=6][FONT=Comic Sans MS[frame=”12 80″]
    ]عبد الرحيم لا فض فاك صدقت فيما قلت واوجزت عين الحقيقه لكين نحن نعيش فى ظل دوله ينطبق عليها المثل القائل المقتوله ما بتسمع الصياح والا لسمعت صياحكم …….[/frame].[/FONT][/SIZE][/COLOR]

  2. يا عبد الرحيم أن نفس الشخص الذي شتم المكك نمر والجعليين وبقيةجلابةالشمال في الراكوبة و ردوا عليك بما تستحقه، فآثرت السلامة … هسي عايز تعمل لينا فيها واعظ