رأي ومقالات

كمال الهدي : تأمُلات .. نريدها تجربة حقيقية


[JUSTIFY] نتمنى أن يتعامل الجهاز الفني ولاعبو الهلال مع مباراة اليوم كاختبار أخير وجاد لمباراة السبت أمام الملعب المالي.

الفرصة متاحة لتقديم عرض يطمئن القاعدة ويرفع معنويات اللاعبين قبل التوجه لمالي لأداء مباراة الذهاب.

وأجمل ما في فرصة اليوم هي أن الهلال يلاعب فريق الأهلي المنظم الجيد.

ما يهمنا في لقاء اليوم هو أن نشاهد الهلال بنفس التشكيلة التي سوف يؤدي بها مباراة الملعب المالي، حيث لم يعد هناك متسع من الوقت للتجريب.

ونذكر النابي بأن برشلونة ذات نفسه وبكل عظمته ومهارات لاعبيه لم يقدم العرض المتوقع منه في المباريات التي أكثر فيها مدربه من التجريب غير المفهوم.

وقد تابعنا فشل البرشا في مجاراة ريال سوسيداد قبل يومين وهزيمته أمامه بثلاثة أهداف مقابل هدف بسبب التشكيلة الخاطئة التي بدأ بها مدربه وتغييراته غير الموفقة وقراءته السيئة لمجريات المباراة.

ثبات التشكيلة مهم لأي فريق، وقد لاحظنا أن جهازكم الفني يا نابي أكثر من التغييرات في الفترة الماضية ونتخوف من استمرار هذا النهج.

في المقال السابق تناولت تغيير مهند وسيسه وقد نبهني بعض القراء إلى أنهما عانيا من الإصابة والمرض، لكن الواقع يقول وبعيداً عن إصابة أحدهما ومرض الثاني قبل المباراة الأخيرة أنهما لم يشاركا كأساسيين في كل المباريات التي خاضها الهلال حتى يومنا هذا، ما يشير إلى أن التغيير ربما صار نهجاً لدى النابي وهو ما نخشاه.

نتطلع لأن نرى الهلال اليوم في روح قتالية وأن يبدي اللاعبون رغبة حقيقية في تقديم الأداء القوي.

ولا شك في أن الروح القتالية والأداء القوي سيؤديان في نهاية الأمر لتحقيق النتيجة الإيجابية.

نتعشم في أن نرى دفاعاً منظماً يؤدي دوره كاملاً في التغطية والتمركز الصحيح وعدم الركض وراء الكرة مع إهمال اللاعب المنافس المتحرك بدون كرة، فهذه واحدة من أكبر مشاكل مدافعينا وكم تأذت منها أنديتنا ومنتخباتنا في مبارياتها الخارجية.

ونتطلع لأن نرى وسطاً ديناميكياً يلعب بثبات وعقل ويتحرك لاعبوه دفاعاً وهجوماً دون اعتماد احدهما على الآخر حتى لا يشكل أفراده عبئاً على بعضهما البعض أو يضعفوا أداء زملائهما في الدفاع.

ونرغب في أن نرى هجوماً يعرف لاعبوه كيفية الوصول لشباك المنافسين بأقصر الطرق دون تضييع للكثير من الفرص، لأن مباراة المعلب المالي لا يتوقع أن تسنح فيها فرص كثيرة.

في تلك المباراة لابد من اللعب بتوازن والسعي لاستغلال أنصاف الفرص بغرض التسجيل في ملعب الخصم، حتى لا تتعقد المهمة في مباراة الرد.

وسيكون من الرائع جداً أن يظهر مهاجمو الهلال قدرتهم على استغلال الفرص في مباراة اليوم.

نبهني القارئ كاكا في تعليقه على مقالي قبل الأخير أن مهاجم الهلال الصريح الوحيد في مباراة هلال كادقلي لم يتلق ولا تمريره مريحة وهو أمر يفترض أن يكون الجهاز الفني قد انتبه له جيداً.

فمن غير المعقول ألا يحصل مهاجم صريح وحيد على تمريرات زملائه مهما كان حجم ضغط لاعبي الفريق المنافس.

وهذا غالباً ما يكون مرده لأمرين، إما أن المهاجم نفسه لا يتحرك كما يجب ويتمركز بالصورة التي تعين زملائه على تقديم الكرات له، أو أن لاعبي وسط الفريق وأطرافه لا يقوموا بدورهم كما يجب.

وفي الحالتين الأمر متروك للجهاز الفني في الهلال لمعالجته في مباراة اليوم.
نقطة أخيرة: كثيراً ما نطالع عبارة أقطاب الهلال يطالبون المجلس بكذا وكذا.

من قبل سمعنا بأن قطباً طالب هذا المجلس بتسجيل العجب.

واليوم يقال أن بعض الأقطاب طلبوا من المجلس التعاقد مع الألماني كروجر بعد أن أُنهي عقده مع المريخ.

والمرء لابد أن يتساءل عن هذه العبارة الهلامية ” أقطاب الهلال”، فمن هم يا تُرى هؤلاء الأقطاب الذين يتقدمون للمجلس بطلبات غريبة وعجيبة؟!

هل كل من يدفع فلساً أو يترع بطقم قصمان يصبح قطباً هلالياً من حقه أن يطالب ويناشد كما يحلو له أم ماذا؟!
عموماً طلبهم الأخير يبدو شاذاً.

يعني خلاص أرضتكم طريقة مجلس المريخ في جلب وطرد المدربين كل شهرين، لكي تطالبوا مجلس الهلال بالتعاقد مع كروجر الذي يبدو أنهم تعاملوا معه ككبش فداء للمرة الثالثة!

ننتقد النابي وننبه لبعض الأخطاء التي وقع فيها حتى الآن، لكن الحكم النهائي على مدرب بالفشل في فترة قصيرة كهذه يعتبر استعجالاً.

وليعلم هؤلاء الأقطاب إن كانوا فعلاً كذلك أن هذا التوقيت ليس مناسباً للخوض في مثل هذا الحديث.

كم هو مؤذ وضار أن يتحدث الناس عن تغيير مدرب تبقى لفريقه أقل من أسبوع لخوض أول مباراة أفريقية.

ليس من الحكمة أو الإنصاف في شيء أن نعلق الأخطاء على المدربين دائماً، مع أننا جميعاً نعلم بأوجه قصور لاعبينا، وسوء تعامل إداراتنا وإعلامنا مع شأن الكرة في البلد.

كمال الهدي
النيلين[/JUSTIFY]