رأي ومقالات

أحمد يوسف التاي : تكريم واعتقال


[JUSTIFY]هي واحدة من المرات النادرة جداً أشعر فيها بأن التكريم يصادف أهله، وأن الأنواط توضع في مكانها المناسب، وخالجني هذا الشعور عندما سمعت أن رئاسة الجمهورية كرَّمت «راعي» الأغنام الشهم الطيب يوسف وقلدته «نوط الجدارة»، وذلك في احتفال رسمي ونوعي حضره وزير الاستثمار الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وقيادات جامعة إفريقيا العالمية برئاسة الدكتور كمال عبيد وسفراء عدد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية المعتمدين لدى حكومة المملكة العربية السعودية، وقادة سعوديون، وحظي التكريم بتغطية إعلامية واسعة من قنوات عربية وسودانية وإفريقية من بينها الجزيرة والعربية والشروق السودانية.. اتحاد العمل السوداني بزعامة سعود البرير تبرع لـ «طيب الأصل» بمائة ألف ريال.

ولم استغرب قرار الجالية السودانية بالمملكة الذي قضى بـ «اعتقال» المناضل البطل الطيب الزين واحتجازه هناك، ولم أندهش لإصرارها على عدم الإفراج عنه إلا بعد تكريمه على نحو يليق بالقيم الفاضلة التي يحملها الطيب بدواخله النظيفة، لم استغرب كل ذلك لأن الرجل يستحق أكثر من ذلك … قد يقول قائل لماذا الاهتمام بهذا التصرف الذي يبدو عادياً وقد يحدث ويتكرر من جانب الكثير من السودانيين بالداخل والخارج، فلماذا هذا الراعي وحده يقيم الدنيا ولم يقعدها، ونقول أن تكريم الطيب يوسف هو تعزيز وإعلاء لقيّم فاضلة كادت تندثر وسط زحمة الحياة وزيفها وجفائها، ولا شك أن تركيز المجتمع ووسائل الإعلام على هذه الحادثة إنما يعني تحفيزاً لهذه القيم حتى لا يظن ظان أن المبادئ والقيم الفاضلة أصبحت من والتراث والأحاجي والأساطير، وما الطيب الزين إلا رمز لهذه القيم.

وبمناسبة الطيب الزين دي نحكي طرفة تقول إن أحد المغتربين «المعصلجة معاهم» وقضوا وقتاً طويلاً في الاغتراب دون فائدة هاتفه أهله بالسودان طالبين منه أن يفعل ما فعله الطيب، لكي يرفع رأسهم، وطفقوا في كل مرة يتصلون به ويحثونه على أن يفعلها وفي كل لحظة يسمع منهم: «عايزنك ترفع رأسنا.. عايزنك ترفع رأسنا»، فلما ضاق بهم ذرعاً رد عليهم قائلاً: «يا أخوانّا أنا رأسي قادر أرفعه؟ لما ارفع رأسكم إنتو» .

وختاماً نؤكد أن تكريم الطيب والاحتفاء به هو انتصار على كيد الشيطان الواهن الضعيف وتشجيع وتحفيز لقيّمنا الإسلامية الفاضلة من صدق وأمانة ومروءة، وما هذا الطيب إلا رمزية فقط، وسيفنى الطيب مثله مثل السابقين الأولين وتبقى القيم والمبادئ إلى يوم الدين.. لذلك يجب أن يكون الاحتفاء غير مرتبط بشخص ما يُمثل ظاهرة عابرة سرعان ما ينساها الناس، ولكن ينبغي أن يرتبط بالقيمة أولاً ثم رمزيتها الوقتية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. أضيف عوامل أخرى لم يتطرق لها الكاتب .لماذا هذا الراعي وحده
    = شئ بينه و بين ربه إستحق به رضائه فكافئه.
    = كاريزما الطيب بهيئته البائسة في نظر الناس و الدهشة الصاعقة عندما بانت مكانته عند الله.
    = الردود الفوريةالقوية و التي دلت ليس على أمانته فقط بل بالثبات الراسخ و الأيمان الفطري القوي الذي لا يخالجه ذرة من شك فاق به كثير جهابذة علماء الدين رغم كونه شبه أمي(لو إنطبقت السما بالوطى, كان بديك ياهن. يعني, لن أعطيكها حتى لو إنطبقت السماء بالأرض)
    = جاءت الحالة في توقيت يتعرض فيه السودابين المغتربين لحملة إعلامية شرسة من جهات مغرضة إستهزاءا و حطا من شأنهم أخرصهاالطيب بالضربة القاضية و لن تقوم لها قائمة لأجل بعيد إنشاء الله
    أرجو أن أكون قد أصبت و إستغفرالله و هو أعلم بعباده

  2. اللهم لاحسد الطيب بقي اغني من كفيله …وأظن اكتر زول خسران هو الكفيل الذي فجأة صار هذا العامل البائس الفقير معه نجم تتسابق عليه الحكومة واجهزة الاعلام وتنهال عليه الثروة انهيال المطر ..وما اظن الطيب يرجع مرة ثانية لهذه المهنه وهذا الكفيل بعد مايبني بيتو ويحجج امه وابيه واظن العلاقات العامة بوزارة الخارجية او سفارة السودان بالرياض أو اي مؤسسة ستسعي لتوظيف الطيب كوجه امين وطيب بها