رأي ومقالات

محمد الننقة : ارحل كروجر .. فهذا ليس بلد الانضباط والاحتراف

[JUSTIFY]بعد سلسلة من الاحداث غادر الالماني مايكل كروجر خانة تدريب فريق المريخ السوداني، لتكون وجهته القادمة هي فريق انبي المصري بعد ان رتب كروجر لذلك قبل فض عقده مع المريخ بصوره ودية وبالتراضي بينه وبين رئيس النادي جمال الوالي فزيارة سرية لقاهرة المعز كانت كفيلة بذلك، فهو سيوقع عقده لانبي حال وصوله لهناك.

هذه السلسلة الطويل من الاحداث وهذه الازمة بين المدرب والإدارة لم تأتي هاكذا فجأة بل في بدأت قبل زمن وذلك عندما لم يستجلب مجلس الإدارة اللاعبين الذين طلب تسجيلهم ضمن قائمة لاعبي الفريق أبان التسجيلات، وأيضاً اجباره على ملاعبية الهلال استعراضياً بدوحة العرب وكان قد اعلن خطة إعداد كان يجب احترامها من قبل مجلس الإدارة فهم ليسوا مدربين وليست لديهم خبره تدريبة كالتي يمتلكها كروجر ولو كانوا كذلك لماذا اتوا به أصلاً، وأيضاً نية مجلس الإدارة تخيفض راتبه بعد مغادرة الفريق للعرس الأفريقي، فالسؤال المنطقي ماذا كان سيحدث لو ان المريخ تغلب على كمبالا سيتي، بل قل ماذا سيحدث لو فاز المريخ كاس البطولة، هل كان سيرتفع راتب الالماني كروجر، هل في العقد بنود كهذه عجباً وعجباً، إنها كرة القدم فالنصر يحدث وكذلك الخسارة تحدث لكن هذا يدل على ان هذا ليس بلد الانضباط وان هذا ليس بلد الاحترافية بل أننا بعيدين كل البعد عن المعني السطحي والعميق لهذه المصطلحات.

أما حجر الزاوية في هذه الازمة كان هو اعلام المريخ وكتابه فقد لعبوا دوراً محورياً وذلك من خلال نقد المدرب كروجر بصورة مستمرة بسبب أنه حاول تطبيق الاحترافية بصورتها التي لم يتعودوا عليها، فهم يريدون ان يكونوا حضوراً في التمارين ويتقربون من اللاعبين داخل وخارج المعسكر كما يشائون ووقتما يشائون، بل ان بعضهم يريد ان يتدخل في ان يكون اللاعب فلان ضمن تشكيلة مباراة الفريق أمام كذا، ويجب استبعاد فرتكان من مباراة كذا
.
كروجر رجل أحبه لعيبة الفريق فلحظات الواع التي شهدتها مران الامس الوداعي كان اكبر دليل على ذلك، فقد كان كروجر على مسافة واحدة من اللاعبين لا يتقدم احدهم الا ويسبقه أدائه الفني وانضباطه التكتيكي واحترامه لمهنته وزملائه، فلم يكون رجل محاباة او تحيز لاحد مهما كانت سنه او تأريخه بل ان الاجتهاد كان هو الفيصل في كل شيء.

الآن كروجر ليس مدرب للصفوة، أنه مرحلة وقد انتهت لكن يبقى السؤال إلى متى هذه العشوائية فكروجر الذي اهدانا كأسي الموسم الماضي يذهب لاجل هزيمة واحدة، والهزيمة والفوز كما ذكرنا واردة في عالم المستديرة معشوقة الجماهير، سيجد مجلس الإدارة نفسه أمام عقد جديد والتزامات جديدة مع المدرب المرشح لتدريب الفريق اتوفيستر وجو جديد على اللاعبين وعلى المدرب، وإن كان اتوفيستر قد درب المريخ قبل ذلك ورحل عنه لتدريب الكميرون لكأس الامم الأفريقية (2007م)، لكن حتماً الأجواء بالمريخ الآن ليست كتلك، والفريق أيضاً تغيرت فيه بعض العناصر، فالاستقرار مطلوب وله أثر كبير على الأداء داخل الملعب، فترك الحبز لخبازة هو المطلوب في المرحلة القادمة من كل القطاعات داخل القبيلة الحمراء (إعلاميين، إداريين، أقطاب، لاعبين، ومشجعين و.. و… )، نتمنى للمدير الفني الجديد اتوفيستر رحلة مليئة بالانجازات مع الاحمر كيف لا وهو الذي اوصلنا لنهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية عام (2007)م.

أخيراً نتمنى لكابتن ابراهيم حسين المدرب العام للاحمر إدارة طيبة لمباراة المريخ والخرطوم الوطني في الجولة الرابعة للمتاز، وان يحالفه الحظ في حصاد نقاط المباراة الثلاثة.

بقلم محمد الننقة
النيلين
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الاخ محمد
    مشكلة الابداع فى السودان ومنه كرة القدم هى مشكلة السودان كله
    وما يحدث من نتائج محبطة هو نتاج وافراز فقط للمشكلة
    للاسف ابتلينا باعلام اعمى اتخذ من الاحداث سبلا للارتزاق وزادوا سعير وتفاقم المشكلة واستغرب اليس بينهم مفكر يدرك ويحلل لب المشكلة ومسبباتها
    رد الله غربتنا ونحن فى وطننا