رأي ومقالات

كمال الهدي : شجاعة الوالي أم دهاؤه ؟

[JUSTIFY]لأن مجلس المريخ لا يمل من تكرار أخطائه الكارثية، رأيت أن أعيد على أخوتنا المريخاب نشر هذا المقال الذي سطرته بعد هزيمة المريخ برباعية من نادي الصفاقسي التونسي، لكي تتأملوا الحال الذي يعيشه ناديكم منذ عشرات السنين وتحكموا لأنفسكم بعد أن أقيل كروجر بالأمس من منصبه كمدرب للفريق للمرة الثالثة.. أترككم مع المقال القديم المتجدد موضوعه..

أختلف كثيراً مع من يصفون موقف رئيس نادي المريخ جمال الوالي من هزيمة الفريق الأخيرة بالإيجابي ويذهبون لأبعد من ذلك حين يقولون أن الرجل كان شجاعاً في تعامله مع الأزمة.

فهناك شعرة رفيعة بين أن تكون شجاعاً في موقف معين وبين أن توظف ذكاءك لامتصاص الغضب الشديد تجاه كارثية الموقف.

الوالي كان ذكياً في تعامله مع الأزمة ولم يكن شجاعاً ( طبعاً أعني في هذا الموقف تحديداً وليس بالمطلق، فالوالي رجل خلوق ومهذب ولا يستحق منا إلا الاحترام رغم اختلافنا معه).

عرف رئيس نادي المريخ أن الجماهير غاضبة ومستاءة مما حدث وأن أي محاولات للطبطبة ستضعه ومجلسه في خانة الإخفاق، لذلك تحدث بتلك الصورة التي يرى فيها البعض إيجابية وأراها غير ذلك.

الواقع يقول أن مجلس المريخ قصر كثيراً ولو أنه لم يفعل لما انهزم المريخ بأربعة أهداف حارقة من الصفاقسي التونسي.
سمع جميع أعضاء هذا المجلس بالأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول تعاقد مدربهم مع الاتحاد الكاميروني فلم يحرك ساكناً.
لو كان ما ينتظر المريخ مباراة عادية لتفهمنا مثل هذا الموقف السلبي من مجلس المريخ، لكن الفريق كان بصدد خوض مباراة كأس تهم كل البلد وتهم منتخبنا الذي سيشارك في نهائيات غانا.

تلك المباراة الهامة والحساسة لم تكن تعني لأوتوفيستر الكثير بعد أن وصل لاتفاق مع فريق آخر، لذلك كان لزاماً على مجلس المريخ أن يتحرك سريعاً وأن يطلب من مازدا التخلي عن فكرة المشاركة في الكورس التدريبي بساحل العاج، وحتى لو قام المجلس بتوسيع صلاحيات مازدا قبل لقاء الصفاقسي بيومين لما حدث ما حدث.

لكن خبرة مجلس المريخ الضعيفة لم تسعفه كما أن صحافته بائعة الوهم والمشغولة بعدد النسخ المباعة والفرقعات الإعلامية لم تكن عوناً له.

وبهذه المناسبة مسئولين عن الخير، ماذا تم في قضية تزوير قرعة الاتحاد الأفريقي.. الهلال لم يسع وراء انتزاع حقوقه دي مفهومة، لكن ماذا فعل أهل النجم الساحلي الذين سمعنا أنهم بصدد الاجتماع مع رئيس تحرير الصحيفة للحصول على كافة المستندات لكي يقدموا شكواهم! وهاهم يلعبون النهائي بالقاهرة ويظفرون بالكأس كمان !!

نعود لموضوعنا الأساسي فبعد أن وقعت الكارثة تعامل الوالي كما قلنا بذكاء في محاولة لامتصاص غضب الجماهير، لكنه أيضاً مارس سلوكاً قديماً ومعهوداً في مثل هذه المواقف وهو يعد بتفجير المفاجآت في التسجيلات القادمة.

فكم من مفاجأة فجرها الوالي خلال السنوات الماضية وفي كل مرة كان الحصاد صفراً كبيراً، تدرون لماذا؟

لأن كل الوعود كانت تأتي بعد أزمات عانى منها الفريق، لذلك فقد كان الاستعجال سمتها الأساسية.

إن أراد الوالي أن يتعامل مع الموقف بالشجاعة اللازمة فعليه أن يعترف صراحة لا ضمناً بأخطاء مجلسه وضعف تجربته، فمن غير المعقول أن يكون ابراهومة صاحب الخبرة الضعيفة والفقير إلى المهارات القيادية رئيساً للقطاع الرياضي بالمريخ.

طبعاً سيجادل البعض بأن ابراهومة صاحب شخصية قيادية وقد كان قائداً للفريق، لكن واقع الأمور يقول غير ذلك وأبلغ دليل على ذلك أنه فشل في إدارة أموره الخاصة عندما جاءته فرصة الاحتراف بهولندا فأضاعها فكيف يُتوقع منه أن يدير قطاعاً رياضياً كاملاً.

وإن أراد الوالي أن يكون شجاعاً في تعامله مع ما حدث، فعليه أن ينسى قصة التعاقد مع اللاعبين الأجانب وتفجير المفاجآت في الوقت الحالي على الأقل ويشغل نفسه بشيء واحد هو أن يقدم الفريق مباراتين جيدتين في المغرب وتونس، ولتكن فكرة التعاقد مع لاعبين مميزين قائمة، شريطة أن تتم بهدوء وبعيداً عن الأجواء الانفعالية الحالية، لأن ذلك سيقود إلى نفس النتائج السيئة.

التعجل في التعاقد مع لاعبين أجانب سيفتح الباب مرة ثانية للسماسرة وأدعياء الحرص على مصالح المريخ ليملأوا جيوبهم أموالاً بعد أن يأتوا للمريخ بلاعبين دون المستوى.

والإشادة بكلام الوالي حول عدم قدرة المريخ على نيل البطولات حالياً لا أظنها موفقة، فقد كان لزاماً على الرجل ألا يعد الجماهير بهذه البطولات ما دام يعرف ذلك ولماذا تركتم سقف التوقعات يرتفع بهذا الشكل وأوهمتمونا جميعاً بأن المريخ في طريقة لنيل كأس أفريقية جديدة إذاً؟

وأما الحديث عن ضم لاعب ما زيمبي فهو يصب في نفس خانة المساعي لامتصاص الغضب ، فهذا اللاعب لا أظنه سيأتي للسودان حتى بوزنه ذهباً، فهو هداف أفريقيا بأكملها ولابد أن عينه على الأندية الأوروبية الكبيرة كما أشارت التقارير الخارجية مؤخراً وكما قال رئيس ناديه صراحة.

كما أن الحديث عن الصفقات التي تصل قيمتها لمليون دولار ليس جديداً فقد أشبعنا إعلام المريخ حديثاً عن صفقات مليونية كان آخرها ما سمعناه وقرأناه عن محاولات ضم نجم الإسماعيلي معوض وفي النهاية (طلعت مجرد ونسه).

ولماذا لا يكون إعلامنا صارماً مع الإداريين ولا يمنحهم فرصة ( الزوغان) أو على الأقل لا يردد أحاديثهم التي ترمي للخروج من الأزمات بأقل الخسائر، فصدقوني ما لم يحدث ذلك سيتكرر الفشل كل مرة دون أن نستفيد من الأخطاء.

وأبلغ دليل على عدم استفادتنا من أخطاء الماضي هو الحديث الحالي عن مثل هذه الصفقات، فقبل الصفقات القادمة لابد أن تطالب جماهير المريخ بمحاسبة المقصرين سواءً في المجلس أو الجهاز الفني أو اللاعبين، فلا يكفي أن يتم الاستغناء عن المدرب الأجنبي ويُشطب عدد من اللاعبين المتقاعسين كما وصفوهم.

المدرب فاشل من يومه، فلماذا سمح له المجلس بالبقاء حتى ضياع الفرصة.. ولماذا سمح المجلس ببقاء لاعبين متقاعسين في كشوفات الفريق كل هذه الفترة.

أتوقع من أوتوفيستر أي شئ بما في ذلك التواطؤ لمصلحة التوانسة فموقفه مع مدرب الزمالك أشار بوضوح إلى صفة لم تعجبنا في الرجل!

عموماً لا نشك مطلقاً في أن المريخ سيقدم مباراتين قويتين في المغرب وتونس حيث أن واقعية مازدا وشطارته التي ينكرها له الكثيرون ستحدث الفرق، لكن المشكلة أن فرصة المريخ في المغرب ضعيفة للغاية وفي تونس معدومة.

والله عالم تحير .. يعني كأن شيئاً لم يكن فقد عاد أهل تلك الصحيفة إلى نفس لغتهم وبدأوا الحديث عن مدربين ومحترفين جدد وكمان بتكلموا عن فشل أوتوفيستر وبعض محترفي المريخ وأدوهم ألقاب جديدة تدل على ضعف موهبتهم .. طيب أين كنتم قبل وقوع الكارثة.. وهاك يا إشادات بجماهير المريخ .. ما أصلو الجماهير المسكينة دي هي التي تشتري الجريدة!

هذا النوع من الكتاب ينطبق عليه القول ” إن لم تستح فأفعل ما شئت” فهم في مرحلة يمجدون لاعبي المريخ ( محليين وأجانب) وبتغير الظروف لا يجدون مفراً من انتقاد هؤلاء اللاعبين والسخرية منهم وتحميلهم كامل المسئولية لتتحول الإشادات إلي جماهير
المريخ.. والله الحرباء نفسها تخجل من تلونكم يا هؤلاء وكله لزوم استمرار المصالح الخاصة.. انتهى المقال القديم

لكن لم ينته موضوعه المتجدد فها نحن أمام المزيد من فصول ومشاهد المسرح العبثي، وثمة أخبار تشير إلى التعاقد مع اوتوفيستر لكي يساعده مازدا…. عرفتو أن مشكلة المريخ في رئيسه الوالي أم ما زلتم تحتاجون للمزيد من الوقت؟!

كمال الهدي
النيلين
[/JUSTIFY]