ميرغني ابو شنب : حقيقة فنان افريقيا الاول .. محمد وردي
والمذيعة طبعا من المفروض ان تكون قدوة ومثالا يحتذي للمشاهدين ليس في الثياب الغالية التي يتم استئجارها ولا في باروكة الشعر والمكياج والبودرة التي (يلطخن) بها الوجه ولكن في السلوك العام وقد كان مضحكا قبل اليوم ان يطلبوا من مذيعة في قناة (النيل الازرق) ان تقف لاخذ القرعة في احدي المسابقات وعندما وقفت سقطت منها علي ارض الاستديو كل ادوات المكياج ..! وصلاح بن البادية اطال الله عمره عندما فاجاته مذيعة (النيل الازرق) بقولها انه قد توفاه الله ضحك ساخرا وقال انه لا مانع عنده ان يرحل عن هذه الدنيا اذا كان يضمن ان يجد قبولا عند المواطنين مثل القبول الذي يلقاه المرحوم محمد وردي الذي يكفيه فخرا انه غني رائعة محجوب شريف (جميلة ومستحيلة) وغني ايضا (بناديها) التي كتب كلماتها المرحوم عمر الدوش.. وعندما سعدنا بلقاء الرئيس السابق الراحل جعفر محمد نميري في القاهرة قال لنا انه لم يكن يحب الاستماع للفنان محمد الامين لكنه ظل يحرص دائما علي سماع اغاني محمد وردي رغم انه كان علي خلاف معه . وبعد قيام ثورة الانقاذ كما نعلم تم ايقاف اغاني محمد وردي ومصطفي سيد احمد من الاذاعة السودانية وعندما علم بذلك المرحوم المشير الزبير محمد صالح اصدر قرارا فوريا باطلاق سراح كل الاغاني للفنانين الكبيرين.
والفنان الكبير محمد وردي زرت مقبرته بالخرطوم في مقابر فاروق فوجدتها مجهزة بالسيراميك لكن لا ادري لماذا هي محاطة بالسلك الشائك وان كانوا يرفعون عليها علم السودان فلا مانع في ذلك لان وردي رمز لعزة السودان وكبريائه وشموخه.
وقد عاني الفنان الكبير محمد وردي من الاعتقال علي عهد حكومة الفريق عبود ثم علي ايام حكومة الرئيس جعفر محمد نميري وفي عهد الانقاذ الحالي .. وقال لي صديق كان يعمل في جهاز الامن القومي والمخابرات ان الرئيس السابق جعفر محمد نميري سأل مرة عن اخبار الفنان محمد وردي وعندما قالوا له انه ما يزال في المعتقل اصدر قرارا باطلاق سراحه علي الفور وقال لي الصديق ان ذلك لم يتحقق لان وردي تم اطلاق سراحه بعد ذلك بشهر.
{ واذكر اننا كنا عام 1972 في الكميرون مع منتخبنا الوطني يوم ان شارك في نهائيات الامم الافريقية الثامنة وقد لعب في مدينة دوالا مع المجموعة التي ضمت الي جانبه الكونغو كنشاسا والكونغو برازفيل والمغرب ودوالا مدينة يسكنها عدد كبير من المسلمين والاغاني السودانية موجودة بها في كل مكان .. ومرة كنا نسير باحد الشوارع فالتقت بنا مجموعة من الشباب الكميروني وسالونا عن اخبار الفنان محمد وردي فقلنا لهم انه في السجن .. وضحكوا ساخرين مما سمعوه وقالو لنا انتو مجانين هل من المعقول ان يتم سجن فنان.
{ ومحمد وردي امبراطور في اثيوبيا يحبه جدا كل افراد الشعب هناك. والفنان تيدي آفرو الزائر لبلادنا هذه الايام قال انه من بين كل الفنانين السودانيين معجب بالفنان محمد وردي والفنان سيد خليفة ونحن بدون شك فخورون جدا بالفنان محمد وردي ونري انه لو كان هناك تكريم من اي جهة فانه يكون له من خلال اسرته والعربات التي قام الاخ السمؤال بتوزيعها علي الفنانين كان من المفروض ان تكون واحدة منها لاسرة وردي والثانية لاسرة عثمان حسين.
صحيفة الدار
ع.ش
[SIZE=4]لا أعرف من هي المذيعة التي قالت المرحوم صلاح بن البادية، لكن واضح جدا أنها زلة لسان، لأن الموضوع كلو كان عن (المرحوم) محمد وردي وتكررت كلمة (مرحوم) ويرحمه الله، كثيرا، فارتكبت المذيعة هذا الخطأ الذي لا يفوت علي فطنة أي مشاهد (ان عادت هناك فطنة). أما عن آذان المغرب ، فقل لنا بربك يا أبا شنب ماذا كنت تفعل بصلاة المغرب وانت داخل استاد الخرطوم، في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي !![/SIZE]