وليد العوض : تحالف أبوعيسى في انتظار عرمان
والمعلوم أن ما بين قطاع الشمال وخلفياته السياسية وتجربته منذ أن كان علقة في رحم «حركة قرنق» ثم طفلاً يتلاعب بالبندقية في حضرت الشعبية (فقاسة)الفتن الحية السامة ثم صار القطاع رجلاً بعد أن رضع من أمه حليب القفز فوق الواقع والتوقعات والمستحيل ، وأصبح هو الوصي على الحل السوداني بعد اختفاء القوى السياسية! خلف جدليات فطيرة، وقضايا انصرافية، وفي غفلتهم هذه صعد عرمان وعقار .
والآن تستعد الحكومة وقطاع الشمال للعودة بعد المهلة العشرية من انتهاء جولة (ابتساماتك عزيزة) ، وفي العشرة أيام هذه ظهرت مؤشرات ربما تلقي بظلالها على مسيرة التفاوض سلباً وإيجاباً ، ومن أولى المؤشرات تلميح الوطني بقبوله بالحكومة القومية وقطع الطريق أمام الانتقالية ، وهنالك أيضاً الفراق وتمايز صفوف قوى الإجماع ما بين تيار أبوعيسى وتيار الترابي و الصادق ، خاصة أن تيار أبوعيسى أحزابه لديها تقاطعات مع قطاع الشمال من خلال الأدبيات السياسية والتاريخ السياسي والخلفيات، فمعظم قيادات قطاع الشمال السياسية خلفياتها شيوعية ، وأدبيات القطاع مرجعياتها الهامش والمركز رؤية الطلاب المستقلين (حزب المؤتمر السوداني) ، أما النقطة الشاذة في تيار أبوعيسى هو البعث العربي فهو في مسرح الوطن الجميل صار مثل فتاة الفذَّ محمد أحمد محجوب الأندلسية في فردوسنا المفقود ، انقلاب في الأيدلوجية أصابت كبد الحزب الصغير في فكرته الكبيرة ، أما الشعبي والأمة والاتحادي فهم الأكثر والأكبر تأثيراً في السياسة السودانية ، وحينما أصدر تحالف الإجماع عدم رغبته في قبول دعوة المؤتمر الوطني للحوار،أظنه يراهن على موقف الجبهة الثورية وقطاع الشمال كمكون لبرنامج خيار التحالف الأوحد إسقاط النظام بعد رفضه للحوار، أما المؤشر الإقليمي ينتظر قوى الإجماع وما يسقط من شجرة حلايب التي هزتها الحكومة المصرية بتحويلها الي مدينة مصرية، فيدعون في صلواتهم أن تسقط عليها بركات العودة الي (أيام زمان) !!
والعودة الي التفاوض سوف تحمل الجديد القديم جدلية التفاوض في القضايا القومية والمنطقتين والمسار الإنساني،وهذا الأخير يعتمد القطاع عليه في عمليات التصعيد الدولي ونقل تجربة العمل الإنساني في مشكلة دارفور التي حققت مكاسب سياسية للحركات في تصعيد قضية دارفور، وهذا المسار يحقق بلا شك تغييرات في المجتمع بأي حال من الأحوال لن تكون في صالح الحكومة السودانية ولن تخلق تشققات في النسيج المحلي للمنطقتين،وكذلك يحقق العمل الإنساني مساحات جيدة للمنظمات في جمع المعلومات، ودراسة المجتمع ، والتحرك السريع داخل المنطقة، من أجل تحقيق هدف القوى الدولية المعادية للسودان عبر الوسيلة الإنسانية ، ومن أخطر الأساليب التي تتبعها منظمات العمل الإنساني- التفرقة بين مكونات المجتمع المحلي في تقديم الخدمات والغذاء ، وفي العموم إن المفاوضات القادمة بين خيارات النجاح أو الفشل!!! فالنجاح والاتفاق على شيء مكسباً ونقطةً في مسيرة السلام ،وإن فشلت ودارت الحرب فهو ليس بجديدٍ على الناس، وإن تحالف إخوة أبوعيسى مع عرمان ضد الحكومة فهذا أيضاً ليس بجديد..! وقديماً قيل إن (الماضي لا يعود)..ولكن ماضي تحالف أبوعيسى يعود (طبق الأصل) من ماضيه ففي التجمع الديمقراطي حينما عجز التجمع خرج حزب الأمة فانهار التجمع، واليوم حينما عجزت قوى الإجماع خرج الأمة والشعبي معاً ، وسوف يلحق بهما عرمان كما فعل أستاذه قرنق في نيفاشا ، لذلك الحوار وهو أنسب وسيلة للتغيير، فما تحقق بالحوار أكثر مما حققته البندقية في ربوع بلادي.
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]
[SIZE=6]انت الزول دا محل مقيم لا يوجد دار عجزة احسن ليك المخابرات الاجنبية بقت تجمع كل العملاء الذين حصلوا مرحلة الخرف عشان ما يفشو اسرار [/SIZE]