مدير جوازات القيادة العامة يكتب عن معاناتهم مع مرض الفشل الكلوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{أود أن أخبرك أخي مبارك البلال أن رغبتي في الكتابة كانت منذ فترة ليست بالقصيرة وأقول لكل بكل صدق لولا مساعدتكم لي بنشر موضوعاتي كانت سوف تكون حبيسة ذهني وكان ذلك بمثابة دفع معنوي لي . موضوعي الأخير الذي ارسلته لكم لم يحظ بالنشر فظللت اتساءل لماذا لم ينشر؟ هل انتهت فرصتي في نشر موضوعاتي بصحيفة الدار؟ ام الموضوع لايستحق نشره؟ ام الجماعة هرشوك يا مبارك؟.. (بهظر معاك) رغم انني اورد موضوع حيوي ويتعلق بمصير الكرة السودانية اشهد الله يا أخي مبارك الكتابة عندي كالشعر في اي لحظة امسك بمداد قلمي وتجدني اكتب في موضوع شدني للكتابة فيه.
اكتب لكم اليوم عن موضوع يخصني ويخص عدد ضخم من المواطنين السودانيين وهو مرض الغسيل الكلوي ومعاناة المرضي. شاءت ارادة الله ان أصاب بالفشل الكلوي في العام 1998م عندما كنت اعمل بشرطة الموانيء البحرية وأحضرت للخرطوم واجري لي غسيل برتوني حيث لا يوجد انذاك غسيل دموي بالخرطوم وقد كنت محظوظا وغادرت خلال اسبوعين وأجريت عملية زراعة كلية بالعراق في نفس العام 19/6/1998م وكل الذين يقومون بزراعة كلية يتناولون أدوية الرفض الكلوي بالاضافة لأدوية أخري وتعتبر من الأدوية الباهظة الثمن ولكن بتدخل رئاسة الجمهورية اصدر الرئيس عمر البشير قرارا بمجانية علاج مرضي الفشل الكلوي وهذا القرار اقولها صراحة انقذ حياة الالاف من المواطنين نسال الله ان يكون في ميزان حسنات من أصدره. كنا نتابع ومعي عدد من المواطنين الذين قاموا بزراعة كلي بمستشفي ابن سينا بصفة مستديمة ولم يقصروا معنا ابدا في متابعة أمر علاجنا وكان مرضي الفشل الكلوي انذاك لايتعدون المئات خلاف اليوم. وكانت لدينا بعض المشاكل في صرف أدوية الرفض الكلوي مما اضطرني لنشر موضوع في صحيفة اخبار اليوم انذاك عنوانه
(رئيس الجمهورية يوجه .. الإمدادات ترفض .. المالية تعجز) ونوقش الأمر آنذاك في مجلس الوزراء واتهموني بأن الشيوعيين محرضني فاجبتهم إذا كان الشيوعيين حريصين على حقوق الشعب السوداني بهذه الطريقة فمرحباً بالشيوعية ، كما كنا نناشد جمعية مرضي الكلى لمعالجة أمرنا وكانوا يرفضوننا بحجة أننا اصبحنا اصحاء وجلسنا وتحدثنا على أنه لابد من إنشاء كيان لنا لمعالجة مشاكل زارعي الكلي حتى عقدنا اجتماعنا الاول بنادي الشرطة في العام 1998م . وكان هذا الاجتماع نواة لإنشاء جمعية زارعي الكلي ونحمد الله على ذلك. وشاءت إرادة الله أيضاً أن اصاب بالفشل الكلوي بعد مضي 15 عاما مرة أخرى أي في فبراير من العام 2013م ولم اجد مكاناً لإجراء الغسيل الدموي وقامت إدارة مستشفي الشرطة بتحويلي لمستشفي الفؤاد وأجريت غسيل دموي لمدة شهرين حينها اتصل بي مسئول بمستشفي الشرطة وأفادني بأنه وجد لي فرصة للغسيل وعلمت أن هنالك أمراة توفيت وتدعي حرم أسأل الله لها الرحمة والمغفرة وأدخلت مكانها. وهنالك عدد ليس بالقليل ليس لديهم ماكنات لإجراء عمليات غسيل دموي ويأتون من وقت لاخر وإذا وجدوا فرصة لغياب أي شخص يقومون بالغسيل بدلاً عنه ويطلق عليهم (الطيارات) . كما لابد لي أن أشيد بمستشفي الرباط الوطني للخدمة المتكاملة المقدمة من قبل وحدة غسيل الكلي حيث أن كل معينات الغسيل الدموي متوفرة داخل الوحدة ولا تقوم بإحضار اي شيء من الخارج مثل باقي وحدات الغسيل الأخرى حيث أننا سمعنا أن بعضاً منها يقوم المرضى بشراء بعض معينات الغسيل.
أخي مبارك : لابد لي أن ارسل تعظيم سلام لوحدة غسيل الكلي بمستشفي الرباط وعلى رأسهم السيد العقيد شرطة سستر إبتهاج عامر ومقدم شرطة أخصائي أباذر وأخصائي الكلي الدكتور عمر والنفر الكريم من الضباط التقنيين وجميع العاملين بوحدة غسيل الكلي فهؤلاء يقومون بعمل يعجز اللسان عن وصفه حيث يعمل الضباط التقنيين منذ الساعة 7,30 صباحا حتي الساعة 10 مساء دون كلل أو ملل وتجدهم يوزعون ابتساماتهم لمرضي الفشل الكلوي الذين يحتاجون لاي كلمة طيبة بل وتعدوا ذلك واصبحت لديهم علاقات أسرية مع المرضي ويقومون بعمل رحلات ترفيهية لهم كل فترة. يا اخي بالعربي كده الناس ديل اشباه الملائكة منتهي الرقي في التعامل والذوق فهذه رسالة شكر لهم من جميع مرضي الفشل الكلوي بجامعة الرباط وحدة غسيل الكلي مع تمنياتنا بالمحافظة عليهم ودعمهم ماديا ومعنويا حيث نحن في زمن أصبحت الاغراءات الخارجية لهذه المهن مخيفة جدا.
مع تحياتي
عقيد شرطة حقوقي
أنور محي الدين محمد صابر
حاجة اخيرة
{ اخي العزيز سعادة العقيد حقوقي انور مدير جوازات القيادة العامة ظل قلمه يساهم معنا بالمواضيع الهادفة والمتجددة عبر البريد وحتي كتابة هذه السطور لا تربطني به اي صلة معرفة ولكنه رجل يستحق الاحترام والاشادة وهو يقدم النصح ويتحامل علي المرض بطرف مثل هذه المواضيع الهادفة
شفاك الله اخي انور وكل مرضي الفشل الكلوي
صحيفة الدار
ع.ش