رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : «الحزب الشيوعي» قالوا« أهلاً بك»

[JUSTIFY]دعونا نجعلها عملية حسابات سياسية، ما هي مصلحة الشيوعيين السياسية من الخوض في الحوار مع الحكومة «اليمنية وبالمقابل ما هي مصلحة الحزب الحاكم؟!. الحزب الحاكم أصبح يتعامل بمهارة مع القوى المعارضة، واصبح كل حزب حتى و لو مكون بالحد الأدنى من مائة عضو، فهذا في نظر الحكومة «مائة مواطن»، لهم تأثيرهم الايجابي بقدر ما يمكن ان يكون لهم تأثيرهم السلبي.

ثم إن جميع ممثلي كل الاحزاب والتيارات السياسية تحت قبة برلمان واحد مستقبلاً يمكن ينتج تأثيراً على الصعيد الخارجي في اتجاه معالجة المشكلات التي تواجه السودان كالعقوبات والحصار والازعاج بالتصريحات العدوانية التي تنطلق من واشنطن ونيويورك حيث البيت الأبيض والكنجرس ومقر منظمة الامم المتحدة. فمعاداة دولة يتحقق بداخلها الصلح السياسي الشامل وتحكمها المؤسسات التي تمثل فيها كل القوى السياسية يبقى صعباً على دول الاستكبار ويجعلها تكتفي فقط بالمؤامرات المعطاة بمشاريع التمرد وشعاراته البراقة. فالحصاريستهدف الاقتصاد، والمؤامرات تستهدف الامن الذي يؤثر على الاقتصاد سلباً إذاانهار. إذن هذا هو مكسب المؤتمر الوطني أو قل بصراحة «الحركة الإسلامية الحاكمة» من الحوار مع مثل الحزب الشيوعي السوداني. ومعلوم الحساسيات الساسية والايدولوجية بينهما منذ اربعينات القرن الماضي. والحركة الاسلامية وهي في الحكم تختلف من ان تكون قبل مرحلة الحكم لذبلك لابد أن يختلف تعاملها في الحالتين مع القوى السياسية بغض النظر عن اتجاهاتها وافكارها ومعتقداتها. الآن في البلاد تغض الحكومة الطرف ـ أو أصبحت ـ عن اشياء تنبذها ادبيات الحركة الاسلامية لكن تهضمها بيسر ادبيات الحزب الشيوعي ، والامثلة كثيرة. واذا اعتلى الحزب الشيوعي سدة الحكم الان فلن يحتاج إلى تغيير اكثر من عشرين في المائة مما كان يريد تغييره عام 1991م مثلاً. سيوقف ميزانيات بناء المساجد في المؤسسات الحكومية ويغير ثلاثة أو اربع مواد في القانون الجنائي، لكن نفس الوقت سيتراجع من قرارات كان قد اصدرها ونفذها في ظرف ثلاثة ايام بعد انقلاب هاشم العطا، وهي رفع العلم الاحمر، وهو علم الاتحاد السوفيتي المقبور، والمصادرة وخصام الدول الغربية على رأسها واشنطن، أما اسرائييل فموقفه معها قديماً هو موقف موسكو التي كانت ترى أن اليهود رأسماليين والفلسطينيين اقطاعيين، وبذلك أولى ان تكون ارض فلسطين لليهود لانهم في مرحلة تاريخية مادية متقدمة نحو الشيوعية. «فلسفة حامضة طبعاً». ان كل ما يخالف احكام الاسلام هو الآن من ادبيات الحزب الشيوعي كما قد كان. والحزب الشيوعي يكسب من حواره مع الحكومة الكثير، فهو لابد إنه فكّر وقدّر ونظر وبسر، ثم رأي أن الدخول في حوار مع الحكومة في هذه المرحلة يمكن ان يثمر له له وضعاً سياسياً هو في حاجة إليه بعد العزلة السياسية التي ضربته بتوجه أهم احزاب الساحة نحو الحوار مع الحكومة. فهو حزب ضعيف لا يتنفس سياسياً منفرداً، فهو دائماً في حاجة إلى الجبهات والتجمعات والتحالفات، من جبهة الهيئات إلى الجبهة الديمقراطية إلى التجمع الوطني إلى التحالف الوطني. وبعد جولة المصالحة مع الحكومة إذا تحققت، وخرج من اجواءها الحزب الشيوعي لاسباب معينة مثل التي كان يرددها مبارك المهدي، يكون قد استفاد من «الفترة» وحقق اكثرمن مكسب واحد للحزب ولبعض الافراد. يمر بأزمة اعلام وقد فشلت اصداراته الصحفية في التسويق وما استطاع ان يستفيد من بعض قنوات دولة الجنوب الفضائية رغم علاقة الحركة الشعبية القديمة به. كان جون قرنق ايام منسقتو في اديس ابابا يقول بانه شيوعي «طبعاً تصريحات تاكتيكية» ليضمن وقوف شمالين شيوعيين مثل ياسر عرمان إلى جانب الحركة، وكذلك دعم موسكو التي كانت حمقاء جداً.. حينما دعمت خطة منقستو بتدمير ارتريا خاصة مدينة نقفة التي مسحتها تماماً. والآن تسمى العملة الارترية «نقفة» تخليداً لذكراها.

الحزب الشيوعي لن يترك التسوَّل السياسي، داهن الامريكيين الرأسماليين والآن يداهن الاسلاميين باسم الحوار، وماذا سيقول في الحوار اصلاً؟! لا يملك ما يقدمه. وباب خروجه لاحقاً اكبر من باب دخوله واوسع إلى الصلح مع الحكومة.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]