طبول للفرح ورقصات.. أبناء جبال النوبة يطالبون بعودة المفاوضات وإنهاء الحرب
أبناء جبال النوبة تداعوا تحت مظلة “الهيئة الشعبية لدعم السلام” صباح أمس (الأحد) أمام القصر الجمهورية ليكون محطة انطلاق إلى مقر الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، حيث سلموا مذكرة احتجاجية لممثل الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، جاءوا يحلمون بالسلام من خلال رقصاتهم الصاخبة وقرع طبولهم التي شقت أصواتها عنان السماء، يقدمون على الاحتجاج بالفرح، وسط إيقاعات (الكرنق، والكمبلا) وقف أبناء جبال النوبة أمام القصر الرئاسي ليتلوا مذكرتهم الاحتجاجية، والتي طالبت بالضغط على طرفي التفاوض “الحكومة وقطاع الشمال” لاستئناف جولة الحوار، بالإضافة إلى حث الطرفين على وقف إطلاق نار شامل حتى تصل المساعدات للمتأثرين..
كباشي ناصر رئيس الهيئة الشعبية لدعم السلام قال إن مطلبهم الأساسي هو تحقيق السلام بقوله: “عايزين سلام أمبارح ما الليلة” داعياً إلى بذل مزيد من الجهد للعودة إلى طاولة المفاوضات، وأشار إلى دعوتهم للوقف الفوري لإطلاق النار حتى تتمكن المنظمات والهيئات من إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين.
خميس كجو كندة القيادي من أبناء النوبة قال إن القضية أصبحت معلقة لفترة طويلة وتأثر منها المواطنون الموجودون هناك تأثراً بالغاً، لافتاً إلى أنهم كانوا يطمحون في أن تفضي جولة المفاوضات إلى سلام لكن تعنت الحركة وإصرارها على تقديم أجندة وقضايا لا تتعلق بالمنطقتين أدى إلى انفضاض المفاوضات دون التوصل إلى سلام، وطالب كجو الاتحاد الأفريقي بقوله: “نحن أصحاب المصلحة الحقيقية من تحقيق السلام” ولابد من بذل مزيد من الجهد لإحلال السلام بالمنطقتين وأضاف: نحن في الداخل حتى الذين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة يطالبون بإنهاء النزاع في جنوب كردفان. وأشار بروفيسور خميس لـ(اليوم التالي) إلى أن أهل الداخل جميعاً يسعون إلى تحقيق السلام إلا أن الذين يقودون التفاوض من قطاع الشمال يمضون إلى تحقيق غايات أخرى ليست لها علاقة بمواطن المنطقة الذي يعاني من ويلات الحرب والنزوح، مضيفاً: الأوضاع الآن هادئة لكنه هدوء مشوب بحذر كبير وانهيار المفاوضات كانت له آثار محبطة على مواطني المنطقتين.
أبناء النيل الأزرق كانوا حاضرين يؤيدون المذكرة التي رفعها أبناء جبال النوبة، حيث ذكر حمزة حسن عمر قيادي من أبناء النيل الأزرق، أن إيقاف المفاوضات أضر بادئ ذي بدء بالمواطنين، وذلك يعني لهم استمرار القتال الذي أدى إلى توقف التنمية بالمنطقتين بجانب الإضرار بالنسيج الاجتماعي، ويمضي حمزة بقوله: “الحرب أنتجت جيل (فاقد تربوي) وذلك نتيجة لعدم الاستقرار”، وناشد حمزة الحكومة بالصبر على التفاوض لوضع حد للاحتراب والاقتتال، كما طالب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بالضغط على قطاع الشمال للجلوس للمفاوضات بغية الوصول إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب في المنطقتين.
وأكد اللواء مركزو كوكو عضو الوفد التفاوضي في حديثه لـ(اليوم التالي) أن المذكرة طالبت بأن تظل قضية المنطقتين داخل البيت الأفريقي تحت رعاية وإشراف مجلس الأمن والسلم الأفريقي، مثمناً دور الآلية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس ثامبو امبيكي على محاولاتها عبر الجولات الأربع الماضية لإيجاد حل لمشكلة المنطقتين، ولفت مركزو إلى أنهم يدعون الاتحاد الأفريقي لحث الدول الصديقة على المساهمة والمساعدة في إزالة آثار الحرب التي خيمت على جنوب كردفان.
بثينة خليفة جودة أمين المرأة بالهيئة أوضحت أن النساء أكثر المتأثرين بالحرب وهن أكثر القطاعات احتياجاً للسلام، مضيفة: طول أمد الحرب بالمنطقة انسحبت عليه تغيرات في المناحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والامل في المفاوضات كان كبيراً، إلا أن ذلك تعذر بسبب إقحام قطاع الشمال لقضايا لا تمت للمنطقتين بصلة.. وأكدت أن نساء جنوب كردفان نادين من خلال مشاركتهن في تسليم المذكرة الاحتجاجية بجعل باب الحوار مفتوحاً بالإضافة إلى إلزام الطرفان بما جاء في مقترح الآلية الأفريقية رفيعة المستوى وفقاً للقرار (2046) الصادر من مجلس الأمن والسلم الأفريقي.
القيادي الشاب صابر الياس عضو الهيئة طالب قطاع الشمال بإبعاد ياسر عرمان من وفد التفاوض وأضاف قائلاً: “عرمان لا يمثل أبناء جبال النوبة” ولابد أن يولى الأمر إلى أهله “المكتوين بنار الحرب” وطالب الاتحاد الأفريقي بإشراك أبناء المنطقتين في الحوار، كما دعا الدولة لإتاحة الفرصة لأبناء المنطقتين للمساهمة في حل مشكلة جنوب كرفان والنيل الأزرق وأضاف: إشراك الحكومة لأبناء المنطقة مؤشر حقيقي على السلام.
المذكرة التي رفعتها الهيئة الشعبية لدعم السلام بجبال النوبة تعد محاولة لتحريك المياه الراكدة في طاولة التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال، فيما تتجه الانتظار لردة الفعل الدولية من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، حول ما حوته المذكرة من مطالب، فهل يسهم قرع طبول الفرح والرقصات الصاخبة في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه؟، هذا ما ستحملة الأنباء في الأيام القادمة
صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]