قير تور

وهل نحن واعون؟

[ALIGN=CENTER]وهل نحن واعون؟[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]يقال بأن معلماً يقوم بتدريس اللغة العربية، في المرحلة الابتدائية، اصابه التعب والارهاق من محاولاته العديدة المتكررة، فقد جرب اللين ثم الشدة ولم يفلح في اصلاح ما رأه يستحق التقويم عند تلاميذه في مدرسته الجديدة التي نقل إليها حديثاً.
أخيراً قرر ذلك الأستاذ اللجوء لمدير المدرسة لعله يساعده في حل المشكلة المستعصية ودخل مكتب السيد ناظر المدرسة وبعد القاء التحية جلس، فسأله المدير عن الشكوى فقال، يا السيد الناظر.. في مشكلة عند التلاميذ وما قدرت على حلها، قال المدير المشكلة شنو يا ولدي؟ قال: التلاميذ ديل بينطقوا الجيم ديم، عندها رد الناظر على الأستاذ موافقاً اياه الرأي، ما ياهو المدننا ذاتو (أي يقصد المجننا)!!.
ولسنا بحاجة للشرح الكثير لاخواننا القراء ما لم يكونوا السودانيين، فمدير المدرسة شخصياً ليست لديه القدرة على نطق الحرف (ج) فبدلاً عنه ينطقه كما ينطق الحرف (د).
وقديما قيل.. ان كان رب البيت للدف ضاربا.. فشيمة أهل الدار الرقص.
ولا يعني معنى المكتوب اعلاه ان احبط الساعين بجد إلى تناول بعض الظواهر مثل زميلتنا هويدا سر الختم التي تناولت قبل يومين في عمودها (اجندة جريئة) موضوعاً عن تثقيف المستهلك.. وهي في عمودها تقول بأن المستهلك لا يعرف كيف يحمي نفسه من سرطان السلع منتهية الصلاحية التي تتدفق على الأسواق.
وهنا يرد سؤال مهم.. وهل نحن الصحافيين واعون خطورة تدفق هذه السلع على الأسواق؟
وفي الحالتين علمنا ان لم نعلم نحن وقادة البلاد يكون حال ذلك الناظر افضل منا جميعاً.. واندهاش معلم الابتدائي من اجابة الناظر أقل شدة مما لدينا من علم أو جهل.
ان السلع التي توصف بالفاسدة لانتهاء صلاحيتها، لا تتوقف المسؤولية فقط عند ادراك الدور.. بل احيانا اقول بان هؤلاء المواطنين الذين نصفهم بالجاهلين لحقوقهم افضل منا لسبب بسيط هو جهلهم!!.
لكن لنعود بالعارفين ببواطن الامور.. ماهي فائدة علمنا بضرر تلك الاشياء ما دام علمنا لا يفيد؟ بمعنى آخر ماذا قدمنا للمجتمع حتى يستطيع ادراك ما نقوم به ويقبل الجهل الذي نصفه بها وحسب رأيي فهناك فئتان من العارفين: الفئة الاولى فئة تعلم ضرر السلع هذه من الناحية الصحيحة على المستهلك، وتعلم أكثر فوائد هذه السلع التجارية على جيوب القائمين باحضارها.
الفئة الثانية: فئة تعلم كل ما تقوم في الفئة الأولى ولا تستطيع ايقاف العملية، وكذلك لا تستطيع ايقاف فوائد التجار.
والاسوأ هو ان بين الفئة الثانية على علم تام بامور خفية اعظم مماهو ظاهر، لكنهم يغضون النظر عنها لاستفادتهم بدورهم من السكوت.
بمعنى آخر وهنا اتحدث عن أجهزة الاعلام.. هل تستطيع اجهزتنا الاعلامية فتح ابواب النقد المفتوح ضد الشركات المصنعة للغذاءات لتؤدي دورها المناط بها وهو الدفاع عن المستهلك؟
ان الدور المطلوب منا ككتاب واعلاميين ليس تثقيف المواطنين قبل تثقيف اجهزتنا بدورها الاجتماعي الاستراتيجي فهناك شركات إعلامية تعلم بتجاوزات كثيرة لكنها تسكت لأن مصالحها ستتوقف إذا تكلمت.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1125- 2008-12-30

تعليق واحد

  1. الاخ قيرتور …..ان هذا الموضوع مهم جدا لما يمثلة من اخطار جمة على الصحة العامة
    و عن كيفية محاربتة …اقترح ان تكون هناك ….شرطة تتبع المجالس البلدية فى كل منطقة ….تكون واجباتها تفتيش محلات البيع ..بالتجزيئة ..و الجملة للبحث عن صلاحية السلع المعروضة …او الفاسدة ولم تنتهى صلاحيتها…او سؤ طريقة عرضها ….
    مع وجود قوانين رادعة…وغرامات كبيرة ….قد نحقق جزء بسيط من حماية المستهلك