حوارات ولقاءات

إبراهيم السنوسي : باقون في تحالف المعارضة ولم نُطرَد منه كما يُشاع

[JUSTIFY]عاش السنوسي جل حياته، متخذاً من نهج وتفكير الإسلام السياسي طريقاً له، كان من أوائل الذين حُكم عليهم بالإعدام الغيابي إبان فترة الحكم المايوي.
كانت له دعوة شهيرة ظل ينادي بها من وقت لآخر، بأن لا عودة لوحدة الاسلاميين مره أخرى في السودان، ما لم (يتوب) النظام ويستغفر الله عن أخطائه.

إنه إبراهيم السنوسي، نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، ذو السبعين عاماً، بيد أن ملامحه عندما تجلس إليه، تستبين منها أن الرجل حاضر الذهن سريع البديهة مرتب الأفكار. (الصيحة ) كان لها حوار مع السنوسي، قراءة من خلال كتاب مسيرة حياته السياسية.. فماذا قال؟
* دعنا نبدأ من آخر حدث، لماذ قبل المؤتمر الشعبي دعوة الحوار في هذا التوقيت؟ – كانت هناك العديد من الدعوات السابقة للحوار، ولكن للأسف جميعها لم يكن لها مضمون وهدف. بيد أن هذه المره قد اختلف الأمر، إننا في حزبنا تنازلنا عن احساس الريبة والشك في دواخلنا والتمسنا خيرًا بأن دعوة الرئيس للحوار قد تأتي بجديد، وأن النظام بدأ في استشعار الخطر الذي يهدد البلاد والمؤتمر الوطني نفسه، بعد المخاطر الكثيرة التي تحيط بالسودان، لذا قلنا نذهب لتلبية دعوة الحوار لعلها تكون صادقه في مناقشة قضايا البلاد.
السبب الآخر الذي دعانا لقبول مبدأ الحوار أننا عاهدنا أنفسنا على فتح باب الحوار مع الجميع، وهو أمر كان بين الأنبياء وأقوامهم منذ زمن بعيد، فقد إئتمرنا بأمر الله، للذهاب في قبول حوارنا معهم، وسنقول لهم قولاً ليناً بعد أن نسمع منهم، وذهابنا في الحقيقة جاء من باب الشفقة على السودان.
*مقاطعاً ــ ولكن هناك حديث يدور في الأوساط السودانية إن ثمة صفقة سياسية جرت في الخفاء بين الوطني والشعبي للقبول بالحوار؟ – هذا حديث عارٍ من الصحة، حيث إننا لم نقل حتى الآن قولاً ليناً، وطالما لم نقل ذلك، فإن خطوة المشاركة بناء على ذلك الحوار لن (تكون موجودة)، ولماذ بعد ثلاثة عشر عاماً نجلس للحوار بناء على صفقة خفية حيث لن نضع أنفسنا البتة في هذا الموضع ( لنحترق ) بعد تجربتنا السياسية هذه، ومسعانا من ذلك هو اقناع النظام بآرائنا ووجهة نظرنا في مجمل القضايا المطروحة.
* كيف تنظر الى مجمل المضوعات التي طرحها الرئيس البشير في خطابه الأخير، فيما يتعلق بحل قضايا البلاد؟ – في تقديرنا إن النظام لم يطرح شيئاً من خلال الخطاب الأخير، بل تحدث حديثاً إنشائياً ليس إلا، إذ لم يأتِ بشيء بإمكان الشخص الخروج منه بفائدة، والحديث عن تلك الوثبة إنما هي ” قفزة في الهواء”، إذ أننا بعد تلك السنوات لا نريد أقوالاً بل نريد أفعالاً، وإن كانت القضايا التي طرحها الرئيس ستعالج مشكلات البلاد فلماذا نذهب للحوار..
* ماذا عن مبدأ تمسك المؤتمر الشعبي بخطوة اسقاط النظام في ظل الحوار؟ – قبولنا بالحوار في الأصل جاء من أجل تفادي البلاد الفوضي التي قد تلحق بالسودان، والخاسر الأول فيها هو النظام، فإذا ما قبل بذلك، فلا بأس، وإن لم نجد استجابة لذلك فإن قرار اسقاط النظام سيظل قائماً.
* هل تتوقع تقديم تنازلات من قبل المؤتمر الوطني والحكومة لانجاح الحوار؟ – نعم، نتوقع ذلك، ليس فقط من باب إدارة الحوار، حيث كان التوقع الحقيقي استصدار قرارات عبر الخطاب الذي ألقاه الرئيس على الشعب، بإيقاف اطلاق النار والعدائيات وتقديم ضمانات للحوار مع حاملي السلاح.
الأمر الآخر، نحن في المعارضة ليس لدينا شيء نتنازل عنه، النظام هو من يحكم السودان، وبيده المؤسسة العسكرية والإعلام، وهو المتوجب عليه أن يقدم تنازلاً، وطرحنا قائم على مشروع وطني يصب في صالح السودان والإسلام، فإن قبل هذا سينقذ نفسه، وإن رفض فإنه سيتحمل نتيجة تعنته وسيخر أمام خيارات الثورية الشعبية، انقلاب، دخول مليشيات ومجموعات من الجبهة الثورية للاستيلاء على السلطة وهي خيارات الخاسر الأول فيها النظام.
وإن لم يتنازل ويخضع لشروط جميع الأطراف فإن المعارضة لن تخسر شيئًا، وستبى محاولة اسقاط النظام كماهي.
* إلى ماذا يسعى النظام؟ إن كانت الانتخابات المقبلة فإن كافة المؤشرات والدلائل تقول إن انتخابات العام 2010 كانت مزورة، وإذا قامت الانتخابات هذه المرة على ذات النسق فإننا (سنقاطع الانتخابات)، وسيخوضها النظام وحده.
* في حال فشل الحوار، ماهو السيناريو المتوقع؟
– لن نخسر شيئاً في حال فشل الحوار، حتى وإن استدعى الأمر العودة بنا إلى الوراء
*… مقاطعاً “ماذا تقصد بالعودة الى الوراء؟ – أن يعود بنا الحال لدخول السجون من جديد، ويمارس علينا التهديد والتضييق، فضلاً عن تقصير حبل الحريات.
ونحن نعلم جيداً أن ما نقوم به من معارضة هي فاتورة ندفعها لصالح الدين والدولة تحملناها ثلاثة عشر عاماً وعلى استعداد لأن نتحمل المزيد، فالسيناريو الذي نتوقعه في المستقبل القريب والبعيد تقديم تنازلات من النظام ومن ثم الاتفاق حول نظام ديمقراطي يكفل المواطنة وإقامة الشريعة الإسلامية يحفظ للأقليات حقها وينهي حالة الحرب في الدوله بالإضافة إلى إقامة نظام (فيدرالي ) يتساوى فيه المواطن السوداني أمام القانون.
فالقضايا الأربع التي طرحت في الخطاب ما زلنا نراها “كلاماً ” نريد فعلاً لها بإلغاء الرقابه على الصحف والحريات، واطلاق سراح المعتقلين، وفتح الباب أمام الأحزاب لإقامة نشاطها السياسي، فهي أمور بيد النظام لابد من فعلها أولاً للتأكد من مدى جدية الحوار، لتأسيس نظام وحكومة ديمقراطية عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، فهذه الخطوات لابد منها لتهيئة المناخ إن كان النظام حقاً يرغب في إدارة حوار مع أحزاب المعارضة، ومن وجهة نظرنا بعد التحقق من تنفيذ هذه الاشترطات، الأسلم أن يكون الحوار بالداخل لإعطاء الثقة لدى الجميع أننا قادرون على حل مشاكلنا بمفردنا، وحتى نستطيع أن نتخلى عن الوسطاء من “الإيقاد أمبيكي المبعوثين الدوليين” ، فالمشكلة الآن كيفية اقناع حاملي السلاح بالمجئ إلى الداخل للحوار؟ نسبة لعدم وجود ضمانات تكفل لهولاء الأشخاص عدم الاعتقال من قبل الحكومة، لذلك جاءت دعوة سفراء الاتحاد الاوربي بأن يكون الحوار خارج السودان، فعلى النظام أن يدفع بتوفير ضمانات حقيقية تؤكد رغبته في الحوار، لذا كان من رئيس الجمهورية أن يقول: ” أنا أضمن لحاملي السلاح من الحركات وغيرهم سلامه أنفسهم فإن اتفقنا بناء على مبدأ الحوار فلا بأس وإن اختلفنا، تودعهم في “المطار “.

* ما صحة ما يتردد عن اتجاه لفصل المؤتمر الشعبي من قوى تحالف المعارضة بسبب قبول دعوة الحوار ؟ – ليس هناك حديث من هذا القبيل، والآن تحالف المعارضة في آخر لقاء بيننا برئاسة صديق يوسف أكد أنه ليس من حق أي حزب، فرض رأيه على حزب آخر، ونحن في المؤتمر الشعبي كما قلت مسبقاً إن قبولنا بمبدأ الحوار، جاء للاستماع للرأي الآخر واحسان الظن به.
ففي وقت سابق ” كنا نرفض اعطاء النظام هذه الفرصة ونصر على أنه لو طلب منا ” درب ولا حقنة ” لإنقاذ حياته والبقاء في الحكم لن نفعل، ولكن الآن الوضع اختلف مع توسع رقعة الحرب في السودان والمخاطر التي تحيط به من كل جانب، لذلك تجدنا ننتظر ” توبة من النظام” للتأكد من مدى صحة وحقيقة اقباله على خطوة الحوار.
* البعض يريى أن تطبيق نظام الإسلام السياسي في الدولة أضر بها كثيرًا، خاصه على صعيد علاقاتها الدولية؟ – من قال هذا الحديث؟ من المؤكد أنه قد أخطأ التقدير فعلاقة نشر الاسلام وربطه بالحكم ليس من العيب، فالسودان من الدول القليلة التي عملت في بدايات نظام الانقاذ على عقد مؤتمر للتنظيمات والتيارات الاسلامية في العالم العربي والإسلامي، حيث فاقت مشاركة الدول اكثر من ” 90″ دولة وقتها خشي الغرب من أن يكون لهذه الدول الضعيفة في افريقيا شأن بتكوين أمم متحدة ذات طراز ونهج “إسلامي”.
وأشير إليكم إلى الصورة الحائطية في هذه الغرفة التي جمعتني بكل من الترابي والأمين السياسي لحركة “حماس ” خالد مشعل، وأقول لماذا لا نسعى لأن نقيم تكتلاً يجمع الإسلاميين في العالم، وهم يحارَبون ويطارَدون ويزَج بهم في السجون في ” مصر الولايات المتحدة الأمريكية أوربا.
ففي وقت سابق أقام الماركسيون الاتحاد السوفيتي حتى تشتت وأضحى دويلات.
* ماهو أصعب موقف مر على السنوسي في حياته؟ – المواقف كثيرة، ولكن أجد أن أصعب تلك المواقف سماع نبأ وفاة ” ابني ” وأنا في السجن حيث قضيت حينها عاماً من مجمل ثماني سنوات أخرى تنقلت فيها ما بين سجون ” بورتسودان ود مدني كوبر الدامر”، حيث إنها كانت تجربة مفيدة ألّفت من خلالها ” كتابين ” وختمت القرآن عدة مرات.

صحيفة الصيحة
حوار: الهضيبي يس
[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. [SIZE=5][SIZE=5][COLOR=#312CA0][B][SIZE=6][FONT=Arial][LEFT]Yes, but what about Sudan the homeland? Shall we leave it to burn, bleed, crumble and finally be lost? Is that the way we perceive logic and reason? Is that the way we solve our problems, and manage our differences? Is that the way we address the challenges and tribulations that face us? If the answer is yes, then we had better say bye bye Sudan, and see you in the Hereafter; before the Lord of the Worlds, to judge between us all!!! Are we ready for that day? And what would be our answer; when our country says to Allah Almighty: Oh! My Lord: your slaves lost me, when they were able, and had the chance to save me? And what would be our answer; when our country says to Him Almighty, Oh! My Lord: it was their selfishness, greed, animosity, envy, irresponsibility, indifference and LACK OF FEAR OF YOU that caused me to crack, collapse, and die out.
    WHAT WOULD BE OUR ANSWER TO OUR ALMIGHTY LORD
    [/LEFT][/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/SIZE]

  2. [COLOR=#0A00FF][B][SIZE=5][FONT=Times New Roman]اقتباس (وختمت القرآن عدة مرات.) اسمعها مني يا شيخي الكريم : و الذي رفع السماء من غير عمدٍ نراها لم توفق في هذه العبارة لأن قراءة القرآن عبادة و العبادات لله تبارك و تعالى و ليست للتباهي أو حتى مجرد الحديث عنها أو اعلانها للبشر، فما بالك بنشرها للعالم قاطبة …. و الغريب في الأمر أن عبارتك غير الموفقة هذه أتت خاتمةً للمقال و نحن نعلم تماماً كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الأعمال بخواتيمها…… ولا أخالني في حاجة للمضي أكثر من ذلك….
    [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]

  3. [SIZE=5]الأخ محمد خير …..تحياتي
    تعليقك الثاني موفق جدا ….

    قال الحواري للدارانيّ : لقد صليت في خلوةٍ فوجدتُ لها لذةً
    فقال الدارانيّ : أيُ شيءٍ لذك منها ؟
    قال : حيث لم يرني أحد
    فقال : إنك لضعيف …حيث خطر بقلبك ذكر الخلق

    اقرأ وقارن !!
    جعلنا الله من الأتقياء الأخفياء[/SIZE]

  4. مع الاحترام للشيخ السنوسي والشيخ الترابي الا انه بات واضحا وجليا ان المياه عادت تجري فيما بين المؤتمرين الوطني والشعبي وكان لابد من ذلك تحت ظل التيار الجارف اقليميا باجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين لذلك نرى انه من روح الاسلام الحق الاعلان عن الوحدة بين الحزبين دون مراوغة كما انه من الواضح ان استصحابكم لحزبي الامة والاتحادي واشاركهم في الحكم ولو بانكار الاول واقرار الثاني ولكن ماهو الا عبارة عن وضع مكياج على حقيقة انتمائكم لتنظيم الاخوان المسلمين المستهدف وحتى يتم ذر رماد على اعين مناوئيكم بان الاسلاميين في السودان هم على اساس يختلف من تنظيم الاخوان المسلمين وذلك امعانا في ارباك دول الاقليم ولكن الشعب السوداني يعلم حقيقة الامر وله من الخبرة والشواهد الكثير والكثير
    لا نشك في ذكائكم فقد تحقق ما ترمون اليه وهو احزاب حاكمة ومؤيدة للوثبة واحزاب معارضة للوثبة وهي تمثل المعارضة وتتم الانتخابات على النحو الذي تريدون والكيكة مقسمة وكل يعرف حصته وراض بها