رأي ومقالات

مدنى موسى عمر : يورى موسيفينى ودوره القذر فى جنوب السودان

منذ خروج العقيد قرنق من الجيش السودانى وتمرده بالكتيبه 105 فى عام 1983 فى بور ,قد درجت العاده على أعاده مظهر الحرب بين الشمال العربى المسلم و الجنوب ألافريقى المسيحى أصبح يفسر على أنه صراع نموذج ألاثنيه ألدنيه الناجم عن ألخلافات بين المسلمين والمسحين أو بين العرب وألافارقه رغم أن هذا التصنيف غير صحيح دليل وجود أبناء الشمال فى الحركه الشعبيه ووجود أبناء الجنوب فى حكومه الشمال, لقد خدم هذا التصنيف الصراع القديم لوقت سابق 1950 وفقا لقانون المناطق المقفوله الذى أراده دعاه الباطل باسم الحقوق (ألمستعمر البريطانى) فى ذالك الوقت .

قامت حركه أنيانيا 1 بقياده جوزيف لآقو على مبدا النضال من أجل الانفصال لم تصمت هذه الحركه طويلا بل مهدت الطريق ألى قيام الحركه الشعبيه بزعامه العقيد الراحل جون قرنق الذى أستفاد هو لآخر من أخطاء الماضى لحركه أنيانيا 1 التى أعلنت النضال من أجل ألاستقلال بل غير العقيد قرنق هذه ألاجنده ألى أجنده أكثر موضوعية وجذابه سودان موحد على نظام حكم علمانى ديمقراطئ وأكد العقيد قرنق مرارا وتكرارا على أنه جزء لا يتجزا من جميع حقوق فئات الشعب السوداني وخاصه المهمشه فى الاقاليم وغيرهم من أبناء الوطن وجد هذا النداء قبولا مباركا وسط أبناء الهامش فى الشمال من هنا وجد العقيد قرنق دعما ماديا ومعنويا وخاصة من الحزب الشيوعى السودانى الذى يرى أن فى الحركة الشعبية يمكن أن تكون له الزراع العسكرى من أجل خلق بؤره نضال جديد تضاف الى سجله السياسى. شجع الخلاف الذى نشب بين الحزب الشيوعى السودانى و الرئيس ألاسبق جعفر نميرى بعد أنقلاب الشيوعين بقياده الرائد هاشم العطا وعبدالخالق محجوب عام1971.

ومن هنا تغيرت طبيعه هذا الصراع من كونه صراع الكلاسيكيه الاثنيه الدنيه الضيق الى الصراع الوطنى القومى المفتوح, أضاف هذا القبول مربع جديد الى أجنده الحركه الشعبيه ,وجد العقيد قرنق ضالته المنشوده فتحت له شهيه أستقتاب أبناء الشمال فى صفوف الحركه الشعبيه , بدا الحزب الشيوعى السودانى يرسل أعضاءه للقتال فى صفوف الحركة الشعيبة من أجل أطمئنان العقيد قرنق أن الحزب الشيوعى السودانى سيظل حليفة ألاستراتيجى فى الحاضر والمستقبل. أعتنق قرن ماركسيه لينين من أجل النفوذ الشرقى ألاشتراكى الذى يتحكم فى معظم ألانظمه الافريقيه أنذاك وعلى راسها نظام الدرق نظام الجنرال منقيستو هايلى مريم الذى سخر الدعم المادى والمعنوئ والعسكرى للحركه الشعبيه لقد ,أصبحت الحركه الشعبيه أقوى مما كانت عليه, فبدا قرنق كزعيم وحدوى قومى يحلم بحكم السودان عامة فى أطار الوحده ولم يلمح قرنق عن ألانفصال فى منفيستو الحركة الشعبية من بعيد أو قريب ولم تكن فى أجنده قرنق أى نيه للانفصال بل ظل مطلبه السودان الموحد وفصل الدين عن الدوله, وجعل مالله لله وما لقيصر لقيصر. لقد أصبحت هذه الدعوه تلازم قرنق طيلة فتره نضاله ضد حكومة السودان أعتبرها ركن أساسى وهدفه الاول الذى سعى لتحقيقة عسكريا .لقد لعبت عده عوامل داخلية و خارجية وضغوط دولية وأقليمية فى هذا الصراع, و بعد مخاض عسير ولدت أتفاقية مشوهة أتفاقية سلام نفياشا ألتى أوقفت الحرب لمده خمسة سنوات ومن ثم أعطت حق تقريرالمصيرللجنوبين ما بين خيار الوحده أو الانفصال التى على ضوءها جاء الراحل قرنق ألى القصر الجمهورى جعلتة نائب أول لرئيس الجمهورية الرئيس الحالى عمر البشير. لقد ظلت يوغندا تتعابع هذه الاتفاقية بقلق وبأهتمام شديد . سخر الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى كل أجهذتة ألامنية العسكرية من أجل متابعت ما يدور فى الخرطوم والتقارب ما بين الرئيس البشير والراحل قرنق ومدى أستقبال الخرطوم لقرنق ماهو الذى يفكر فية قرنق خلال وجوده فى العاصمة الخرطوم وماهو البرنامج الذى يخطط لة قرنق فى المستقبل وحده أم أنفصال.وجد الراحل قرنق أستقبال شعبى حافل من قبل الشعب السودانى كافه منقطع النظيرالذى ظل يقاتله منذ عام 1983 لم يتوقع قرنق هذا التسامح الكبير من قبل الشعب السودانى أنكشف المستور لقرنق بأن لا مستحيل على ألارض يمنع أن يكون الشخص الاوفر حظا فى الانتخابات القادمة , فبدا قرنق يبحث عن وسيلة يتقرب بها من الشعب السودانى رويدا رويدا تمهيدا للانتخابات.

رى قرنق فى التزامة للرئيس اليوغندى فى بدايه الاتفاقيه سلام نيفاشا أن يكون ليوغندا نصيب الاسد فى كل موارد جنوب السودان ويبدا مشاريع التنمية مع يوغندا بفتح خطوط السكة حديد والطرق المسفلته والتجاره ومحاربة جيش الرب ألى غيره من مشاريع أستراتجية التى تخدم مصالح الاوغندين أولا , هو خيانة لمقاتلية من أبناء الشمال أولا ومن ثم خروجة عن مسار الوحده الذى يمهد لة حكم السودان قاطبة. فبدا قرنق يفكر فى مخرج ثلث دون أن يجرح شعور حليفه موسيفينى . وأن للرئيس اليوغندى طموحات أكبر من الذى يفكر فية الراحل قرنق. أن يظل جنوب السودان مفصول تماما عن شمال السودان. يرى الرئيس موسيفينى أن فى وحده السودان هو نهاية حكمة فى يوغندا فلابد له من وضع خطة تحول دون وحده السودان لذا كثف من وجوده ألاستخباراتى فى جوبا و متابعة قرنق والتجسس عليه عن طريق سفاره يوغندا فى الخرطوم. ظل موسيفينى يعمل ليلا ونهارا من أجل أنفصال جنوب السودان عن شماله طيلة فتره الخمس سنوات .قام بأرسال طلائع أستخباراتة العسكرية فى شكل تجار يوغندين ألى جوبا من أجل العيش مع المواطن الجنوبى العادى وتشجيعية على خيار ألانفصال .

ذهب موسيفينى ألى أبعد من ذلك , صار يبحث عن ألانفصالين فى داخل الحركة الشعبية من أجل أقصاء قرنق من أى دور يلعبه فى مستقبل جنوب السودان فى حالة تاكد له أن قرنق يفضل خيار الوحده بدلا من الانفصال. ظل موسيفينى يتابع الراحل قرنق بحالة من التوجس والخوف الشديد على مستقبل حكمه فى يوغندا, فلابد لقرنق أن يحدد موقفة من خيار الوحده, لذا بادرالرئيس موسيفينى بسؤال الراحل قرنق أذا كان جادا فى بدء مشاريع التنمية التى حان وقت تنفيذها أتجاه يوغندا. كان رد قرنق فيه نوع من المنطق أنا نائب رئيس حكومة السودان فكيف أبدا التنمية نحو يوغندا قبل أن أبداها نحو الشمال ! ومن هنا أيقن موسيفينى أن الدكتور قرنق ليس هو الرجل المناسب الذى يحقق له طموحاته الانفصالية , فلابد من يجد البديل المناسب الذى يحل محل الدكتور قرنق لذا وقع الخيار على سلفا كير ومجموعتة الانفصالية رياك مشار وباقان أمون ودينج الور وتعبان دينج وغيرهم من القاده الذين يفضلون الانفصال على خيار الوحده فبدا موسيفينى التقرب اليهم وحثهم على خيار ألانفصال سبق الامر بوضع أتفاقيات عسكرية سرية مع سلفا كير ومجموعتة, حينما شعر قرنق بالتقارب الجديد بين نائبه سلفا كير و الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى والشبهات التى تدور حول هذا التقارب المظلم الذى يشكل خطر علية فى المستقبل, قام قرنق بأستدعاء نائبة سلفا الى الخرطوم لمعرفه النشاط الجديد لموسيفينى بين بعض القاده الجنوبين ألا وتفاجا الراحل قرنق برفض سلفا كيرالمجئ ألى العاصمة الخرطوم بحجه لا حاجة له فى الخرطوم وأن الجنوب والجنوبين فى حاجة أليه ومن هنا تاكد لقرنق أن دور موسيفينى المشبوه بدا يظهرفى تقسيم الجنوبين وأن الامر أصبح فى غايه الخطوره لا بد من أدراكه قبل فوات ألاوان وحسمه مع الرئيس اليوغندى شخصيا ولكن القدر المحتوم كان أسرع , ألى أن جاء ذلك اليوم المشؤم الذى أستدعاء فية موسيفينى الراحل قرنق فى كمبالا عاصمة يوغندا لامر مهم فى نيو سايت فى جنوب السودان الذى أستغل فيها طائره الرئيس موسيفينى شخصيا التى كانت أخر طائره يركبها قرنق فى حياته من هنا بداءت تظهر الاصوات التى كانت خلف الكواليس ظهرت بقوه تنادى بانفصال لا للوحده وهذه المجموعة أى مجموعة الرئيس سلفا كير ورياك مشار وباقان أمون ظلت مختفية تماما طيلة حياة الراحل قرنق , لم يسمع لها أى صوت ينادى بالوحده أو الانفصال, بل قوى موسيفينى سلفا كير وأكد لة أنك لست وحدك أمام الخرطوم فى حال رفضت الحكومة السودانية نتائج الاستفتاء الذى أعدا أصلا للانفصال ليس لرغبة الجنوبين فحسب بل لرغبة الرئيس اليوغندى أولا وبعض دول الغرب على راسهم أمريكا التى ترى هى ألاخرى أن فى وحده السودان سيفقدها حصتها من بترول الجنوب.

وأيضا أسرائيل ألتى تريد أن يكون لها وجود أسترأتيجى قوى يجعلها التحكم فى منبع مياه النيل الابيض.

وأن الرئيس موسيفينى لم يقف عند هذا الحد بل سعى أن تكون العلاقة ما بين الخرطوم وجوبا علاقة توتر وقطيعه دائمه ليس علاقه منافع ومصالح متبادله تخدم الشعبين الشقيقن.

بالرغم أن مصالح الجنوبين مربوطة أصلا مع الشمال أكثر من يوغندا , بل يريدها موسيفينى أن تظل علاقة توتر دائمة بين الطرفين وهذا هو السبب الذى دخل فيه يورى موسيفينى الحرب مع الرئيس سلفا كير ضد المتمردين الجنوبين بقيادة رياك مشار حتى لا يحوج سلفا كير لآى دعم عسكرى لوجستيى يأتى من الخرطوم. أن الحكومة السودانية أنتهجت نهج أكثر عقلانية وذكاء بنعئ نفسها عن التدخل العسكرى لصالح أى طرف من أطراف النزاع, بما أنو تدخل الخرطوم لصالح أى طرف سيغير خارطة الطريق ويكون ألاقصر طريق الى الهدف, لان مناطق التماس التى يدور فيها الصراع هى أقرب مسافة ألى الخرطوم ولكن تدخل الخرطوم فى هذا الصراع الجنوبى جنوبى سينعكس عليها سلبا ويكون مرفوض أقليميا ودوليا ويضعها فى قفص الاتهام.

يرى العقيد الراحل قرنق أن أنفصال الجنوب عن الشمال سيدخل الجنوبين فى صرعات قبليه لآكثر دموية فى تاريخ قد تمتد ألى سنوات طويله شبيه بالحرب الاهليه الروانديه بين التوتسى والهوتو.

لان قرنق شخصيا فشل فى توحيد الجنوبين فى حربه ضد الشمال فبتالى من الصعب أن يتوحدوا عندما يحكمون نفسهم بنفسهم .أن الذى يجرى فى جنوب السودان اليوم هو ذات الشئ الذى كان يخشاه الراحل قرنق .المصير المجهول للجنوبين بعد الانفصال.

وأن الصراع الذى يدور مابين الرئيس سلفا كير الذى ينتمى الى قبيلة الدينكا ونائبه رياك مشار الذى ينتمى الى قبيله النوير كشف للعالم أجمع حقيقه ظلت غائبه عن طبيعة التركيبه القبلية للجنوبين الذى يجعل من الصعب أن تعيش هذه الدوله الوليده فى جو من السلام والوئام , لان كل من هذه القبائل تريد لنفسها القياده والزعامه الشئ الذى يزيد من حده التنافس والتناحر بين القبائل الجنوبيه .

بالرغم من الحياد التام لحكومة الخرطوم بعدم التدخل فى الشؤون الداخليه للجاره الوليده الا أن موقف الرئيس سلفا كير ظل سالب يشيبه بعض الغموض من الحركات الدارفوريه المسلحة و خاصة قطاع الشمال وأن حال الرئيس سلفا كير والرئيس البشير مثل حال المحامى الشاطر والجانئ القاتل أمام محكمه القاضى الذى ليس هنالك ما ينقذه من حبل المشنقة الا هذا المحامى الشاطر الذى أتفق معة على مبلغ مالى محترم مقابل الدفاع عنه فى جريمة القتل التى أرتكبها , قال المحامى للجانى ليس هنالك ما يبرئك من هذه الجريمه الا وأن تمثل مجنون أمام القاضى يوم الحكمة عندما يسالك القاضى هل أنت قتلت المجنئ علية؟ عليك أن تمثل مجنون و تقول تررن تررن مع رقصة قليلة.

سأل القاضى الجانى يوم المحكمه هل أنت قتلت ذلك الشخص؟ وما على الجانى بدا يقول تررن_ تررن مع رقصة قليلة , كرر القاضى نفس السؤال هل أنت قتلت ذلك الشخص؟ صار الجانى يردد تررن _ تررن مع رقصة قليلة وعندها قال القاضى محكمه هذا المتهم مجنون عقليلا يجب أن يرسل ألى مستشفى ألامراض العقلية وعندئذا نجئ المتهم من حبل المشنقة . فرح المحامى بهذا الانجاز الكبير وذهب المحامى الى الجانى لكى يستلم المبلغ المتفق علية وعندما سأل المحامى الجانئ عن المبلغ صار المتهم يردد للمحامى تررن _ تررن مع رقصه قليله وأن الرئيس البشير هو المحامى الشاطر الذى يخطط لسلفا كير من أجل أستقرار جنوب السودان أن سلفا كير هو الجانى الذى يردد تررن _ تررن وحينما يسأل البشير سلفا كير عن موقفه من الحركات المسلحة وقطاع الشمال وتحركاتهم ووجودهم فى جوبا و يوغندا عندئذا يمثل سلفا كير مجنون ويردد تررن _تررن وعلى الذين يتوهمون بأن تكون العلاقة بين الخرطوم وجوبا علاقة مصالح مشتركة بعيده عن التوترات فى ظل تحالف الرئيس موسيفينى والرئيس سلفا كير أقول لهم تررن_ تررن سيظل سلفا كير مابين مطرقة كمبالا التى تريد أن يظل سلفا كير بعيدا عن الخرطوم ويضحى بمصالح شعبة من لآجل مصالح الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى ومابين سندالة الخرطوم التى تريد أن تكون لها علاقة طيبة تخدم مصالح الشعبين الشقيقين بعيدا عن التوتر و عدم التدخل فى شؤون الغير و عدم دعم أى خلاف سياسى ينشب بين الدولة ومواطنيها فى الحاضر والمستقبل وأيوأ أى من حركات المسلحة من الدولتين الجارتين سيظل موقف جنوبين غامض ألى أن يفهمو يوما ما أن مصالح شعبهم وبلدهم مربوطة مع الشمال أكثر من يوغندا وغيرها من بعض الدول وقتئذا يعم السلام بين الدولتين الجارتين وتعود الفائده للشعبين الشقيقن ويعم الامن والسلام العالمى والآقليمى للدولتين الجارتين.

مدنى موسى عمر