تحقيقات وتقارير

المفهوم الأمني في المخيلة الأمريكية إزاء أحداث المنطقة !

وزارة الدفاع الامريكية شرعت رسمياً ومنذ أيام فى إرسال جنود يجري انتقاؤهم بعناية من القوات الخاصة الامريكية إلى جانب طائرات عسكرية بمواصفات محددة الى يوغندا لملاحقة والقضاء على جيش الرب الذي يقوده (جوزيف كوني).
وشهد ليل الأحد الاسبوع الماضي إرسال 150 جندياً أمريكياً كدفعة أولى وبصحبتهم حوالي 4 طائرات من طراز (أوسيري سي في 22) الى يوغندا بغرض المساعدة فى إنهاء تمرد كوني. صحيفة الواشنطون بوست الامريكية التى أوردت النبأ على صفحاتها وقالت إن هذه القوات تقابلها قوات مؤلفة من حوالي 5000 جندي من الاتحاد الافريقي لإنجاز المهمة التى يعتقد العديد من الخبراء العسكريين إنها ليست سهلة، بدليل أن تعليمات صارمة جرى تزويد القوات الامريكية الخاصة بها تقضي بألا تشتبك هذه القوات مع قوات جيش الرب إلا فى حالة الدفاع عن النفس فقط!

ولعل أكثر ما يستوقف أيّ مراقب لهذا التطور الكبير ان واشنطن تبذل كل هذا الجهد الجبار وتدفع بهذه القوات والطائرات الحربية المتطورة للبحث عن زعيم متمرد يدرك الكل ان أنشطته المسلحة قد خفّت وتيرتها فى الآونة الأخيرة ويظل التساؤل المشروع قائماً حول ما اذا كانت واشنطن تسعى فقط لإراحة نظام الرئيس اليوغندي، موسيفيني من الصداع المؤلم الذي ظل يتسبب فيه جيش الرب فى مقابل (مهام) تريد أن يتفرغ لها الرئيس موسيفيني تماماً ببال هادئ ونفس خالية من الهموم؛ أم أن واشنطن تختط نهجاً أمنياً للقضاء على الحركات المسلحة فى المنطقة؟

على بساطة التساؤل وربما سذاجته بدرجة ما لدى البعض فإن الأمر فعلاً مثير للتساؤل والدهشة، إذ أنّ التوقيت بدا بالغ المفارقة، ذلك أن التى تعاني الآن من وطأة العمل المسلح الموجع هي دولة جنوب السودان. والأكثر غرابة ان جيش الرئيس اليوغندي موسفيني أصبح عنصراً رئيسياً فى معادلة الأمن فى دولة الجنوب، حين قاتلت قواته وما تزال الى جانب الجيش الشعبي لجنوب السودان الموالي للرئيس ميارديت؛ بل إن واشنطن سبق وأن طلبت من الرئيس موسيفيني -بشيء من الحدة- سحب قواته من دولة الجنوب.

ترى ما الذي استجد الآن -وصراع دولة الجنوب لم ينته بعد- ودفع واشنطن لتقديم هذه الخدمة الأمنية الباهظة لكمبالا؟ الأمر أيضاً فى وجهه الآخر يطرح تساؤلات حول المنظار الذى تنظر به واشنطن الى قادة الحركات الدارفورية المسلحة فى أنشطتهم الاكثر سوءاً وخطراً على أمن المنطقة بأسرها من جيش الرب اليوغندي؟.. لماذا تقضي واشنطن -بكل هذه الهمة والأريحية- على جيش الرب وزعيمه؛ وتغض الطرف عن الحركات المسلحة فى دارفور؟ بل إن عمل القوات الامريكية الخاصة بجانب قوات من الاتحاد الافريقي بهذه المعدات الحديثة والطائرات المتطورة لو أن جزء منه فقط تم توفيره لقوات حفظ السلام فى دارفور لانقضى التمرد هناك فى طرفة عين.

ما هو ياترى معيار العمل المسلح لدى الادارة الامريكية، وما هي اسباب تشجيعها واحتفاظها بحركات مسلحة فى ذات المنطقة، وفي الوقت نفسه التخلص من حركة مسلحة أخرى -أيضاً فى ذات المنطقة- بحماس منقطع النظير؟ فى الاجابة على هذه التساؤلات السهلة الصعبة تكمن العديد من العناصر اللازمة لفك جزء من شفرة المفهوم الأمني فى المخيلة الامريكية إزاء أحداث المنطقة.

سودان سفاري
ع.ش

تعليق واحد

  1. الجواب بسيط جدا لان السودان دولة اسلاميه ويوغندا وجنوب السودان يرفعون شعار محاربة الاسلام ومنع انتشاره في افريقيا جنوب الصحراء والدليل ما حصل في افريقيا الوسطى وما يحصل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق .