فوز أردوغان.. هل يعبأ إخوان السودان؟
أردوغان الزعيم اللامع هو الأكثر شعبية وسط رجالات الإسلام الحركي، وقد نجح في قيادة تركيا إلى مرافئ الدول الناهضة، وتسويق شعارات الصحوة الإسلامية، التي تركز على العمل والحقوق والحريات، وبذل القيم الرسالية، فهو بخلاف مهاراته الإدارية اكتسب صيتاً عالياً بتدينه الشخصي ومناصرته للضعفاء بجانب سلوكه القويم..
في مصر كان الإخوان ينظرون له بانبهار شديد إبان فترة حكم مرسي، وقد كانت التجربة التركية مثار اهتمام إعلامي وشعبي كبير حتى باتت في مقدمة خيارات مصر في المستقبل، ما تعارف عليه في ذلك الوقت (بالنموذج الأردوغاني)، لكن بإطاحة حكم مرسى عتم على ذلك المشروع النهضوي، وتراجعت آمال المصريين إلى الحفاظ على الأمن، ونشدان الاستقرار.
في الخرطوم أيضاً يحظى أردوغان بشعبية كبيرة، بالخصوص وسط مناصري التيارات الإسلامية، وقد تمددت العلاقة بين المؤتمر الوطني وحزب العدالة والتنمية حتى وصلت مرحلة تبادل الزيارات بين كبار القادة في البلدين، وفتح أبواب الاستثمار وتمتين العلائق، وينظر البعض إلى العصف والوثبات والحوارات التي بدأت تتفاعل داخل المؤتمر الوطني بأنها محاولة للاستهداء بالنموذج التركي، سيما وأنه في يوم من الأيام تم التسويق إلى دكتور غازي على أنه يمكن أن يمضي في مسار أردوغان بحزبه الجديد (الإصلاح الآن)، ودخلت حوارات الإسلاميين خط محاولات صنع تجربة مماثلة.
يبقى الرهان على المرتكزات التي طرحها البشير في خطاب قاعة الصداقة ومجلس الوزراء أن تصنع عتبة للنهوض نحو النموذج التركي، ولكن يبقى السؤال منتصباً: هل يعبأ أخوان السودان بفوز أردوغان؟
صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]