هويدا حمزة : شباب فوق الـ (60)
رغم أن لافتة اللقاء مع أمين الشباب (الجديد) صديق علي المبارك وصفته بأنه (تعارفي) إلا أن الصحفيين حولوه كعادتهم للقاء (مكاشفة) أفرغوا فيه الهواء الساخن من صدورهم فيما يتعلق بغياب شباب (الوطني) عن قضايا شباب (الوطن) كالإرهاب الذي احتل النقاش حوله مساحة مقدرة من اللقاء والحد من تنامي القبلية والجهوية والعطالة والمخدرات وغيرها.
وبرغم أن حديث صديق المبارك قد تكررت فيه كلمة (خطة) بصورة ملفتة إلا أن التحدي يتمثل في تنزيل تلك الخطط على أرض الواقع يشوبه كثير من التشاؤم إذا استصحبنا المحاولات السابقة من الجهات المختلفة، فما زالت العطالة (تتمختر) وهي تمد لسانها لمشاريع تمويل الخريجين وغيرها من برامج مكافحة العطالة التي صممتها ونفذتها الحكومة، وما زالت الأصوات تتعالى محذرة من انتشار المخدرات وسط طلاب الجامعات وفي الأحياء.
أما القبلية والجهوية فإن أي حديث (حكومي) عن محاولات للحد منها يبدو غير مقنع لأن هذه الحكومة نفسها هي التي رسخت لها بشنطة ترضياتها المفتوحة والتي فتحت (أبواب القصر) لكل جهات السودان وقبائله.
العبارة التي أشكل علينا فهمها وأشكل على أمين شباب الوطني توصيل المعنى المحدد المقصود بها هي ( التصدي للإعلام المنظم المضاد) ولولا أنه كشف عن اتفاق مع شباب الأحزاب السياسية تحت مظلة (هيئة شباب الأحزاب) للتصدي للإعلام المضاد لقلنا إنه يقصد الحملات الإعلامية التي تشنها الأحزاب على المؤتمر الوطني مما جعلنا ندرك بقليل من الشرح أن المقصود هو الإعلام الخارجي الذي يستهدف الأخلاق والقيم ولست أدري كيف سيتم التصدي له في ظل الفضاء الإسفيري المفتوح.
لم تقنعني إجابة صديق عن سؤال طرحته عليه عن دورهم كشباب في الإصلاح داخل الحزب بأن هناك وثيقة إصلاح أعدها الشباب تشمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وغيرها، لم تقنعني إجابته بجدوى هذه الوثيقة ذلك أن الحزب في قمته يضيق بكلمة (إصلاح) ونستدل على تحليلنا هذا بنبذ أوخروج غازي(صلاح) وصحبه من رحم (الوطني) إلى ساحة (الوطن).
وكما قالت الزميلة مشاعر عبد الكريم فإن هناك اتفاقاً على أن سن الشباب هي تلك التي لم تتخط الأربعين أو أقل، ولكن (شيوخ) الوطني علمونا أن سن الشباب يمكن أن تتجاوز الـ (60) ببساطة، وهذا ربما هو سبب (الكنكشة) الذي يسيطر الآن على مقاعد (السلطة).
صحيفة الصيحة
ع.ش