رأي ومقالات
عبدالباقي الظاف: شارع مانديلا ..يفتح الله..!!
لم يكن شارع النفيدي وحده الذي قاوم سنة التغيير..في ذات يوم (هفت ) لوالي الخرطوم يومها عبدالحيلم المتعافي ان يطلق اسم الشيخ زايد على شارع النيل اعرق شارع بالخرطوم..الوالي دعى الاعلام وبعض اعضاء السلك الدبلوماسي ليشهدوا (السماية )..ولكن بعد قليل عاد الشارع الى قواعده الأصيلة حاملا اسمه القديم..ولكن مفارقة اخرى واجهت الخرطوم مع شارع القذافي الذي يخترق الريف الجنوبي نواحي العيلفون..من شدة ضعف خيالنا ارتضينا ان يشيد القذافي شارعا لا يتجاوز طوله الثلاثين كيلومترا ويمنح شرف الاسم ..المازق حدث بعد الثورة الشعبية التي خلعت القذافي من الحكم وجعلت الخرطوم في حيرة ما كان لها ان تحدث لو تمت تسمية الطريق باسم طرابلس او بنغازي.
امس تحدث السفير علي يوسف رئيس لجنة تأبين الزعيم الخالد مانديلا بانهم بصدد اعادة تسمية شارع (١٥) بحي العمارات بالخرطوم ليحمل اسم مانديلا ..بداية ان تهتم الخرطوم ويرعى واليها مثل هذا التأبين يعتبر عودة للوعي بأهمية الاهتمام بجذورنا الافريقية التي تعتبر مكون أساسي للامة السودانية ..فقد غالت الخرطوم الرسمية في توقير البعد العربي فتجد عدد اكبيرا من احياء الخرطوم يحمل اسماء مدن وعواصم إفريقية اقل عراقة من عاصمتنا القومية..بيدا ان الأهم في الموضوع هو تخليد ذكرى زعيم عالمي ناضل من اجل العدالة والكرامة ودفع ثمن ذلك غاليا ..الزعيم مانديلا حينما كان مصنف إرهابيا فتحت له الخرطوم أبوابها وزارها يلتمس النصح عند قادتها في ذاك الزمان الذي لم تكن بلادنا في عزلة من الأولين والآخرين .
في تقديري ان على ولاية الخرطوم الا تكرر مسلسل الأخطاء وتبيع الوهم لأنصار الزعيم الخالد..شارع (١٥) سيظل كذلك شارع (خمستاشر) مهما رفعت الحكومة من لافتات وأطلقت من اسماء..ان كانت حكومة الخضر جادة في تخليد ذكرى مانديلا فارض الخرطوم واسعة وهنالك اكثر من مشروع قيد الإنشاء..مانديلا يستحق تخليدا أكبر من وضع اسمه على شارع صغير ومغمور..ماذا اذا تمت تسمية الجسر الجديد الرابط بين الكلاكلة وأم درمان باسم مانديلا ..ستكون التسمية لمشروع عملاق بمثابة رسالة تعضد السلام الاجتماعي في السودان وكذلك تخرج الحكومة من حرج التنازع على الاسم بين المقيمين على ضفتي النهر كما حدث في جسور سابقة كان آخرها جسرا الحلفاية والمنشية.
علينا ان ننتهز السانحة لنسأل لماذا ظلت الخرطوم عاصمة تغرق في المجهول..رغم ان مشروع العنونة الالكترونية قد شارف الانتهاء الا ان العاصمة مازالت شوارعها لا تحمل اسماء وان حملت غابت عنها اللافتات المرشدة ..واقترح في هذا الصدد ان تقسم الخرطوم بأرقام فردية تشير الى الشوارع الرئيسة المتجهة من الشمال الى الجنوب وأخرى زوجية لإشارة للطرق التي تربط الشرق بالغرب..ما بين هذه الشوارع والطرق نخلد ما نشاء من زعماء ورجال اعمال ومدن إفريقية وعربية..هذه التسمية الرقمية معمول بها في عدد كبير من مدن العالم وتيسر لمستخدم الطريق العام سرعة الاستدراك حينما يتوه في الخرطوم الكبرى ..اتمنى ان تصمم الخرطوم مثل المشروع الكبير فيما تبقى من دورة انتخابية التي اجلها عام ان لم تحدث متغيرات.
عبدالباقي الظافر– الصيحة
[SIZE=5]كان مانديلا حتى وفاته منحاز انحيازا تاما لجنوب السودان ضد الشمال، وذلك من منطلق عنصري بحت .. منتهى الغباء،أو منتهى الاستغفال بالأحرى،أن نطلق اسمه حتى علي كشك جرايد[/SIZE]
تسمية الشوارع مسألةحضاريةعميقةالمعاني إلا في بلادي حيث تتم التسميات على هوى العامة وأسس عحيبة!!
قي مدينة لندن مثلا هنالك شارع إلى الشمال من فوكسول بريدح يحمل إسم المهدي لان المهدي بطريقة أو أخرى يعتبر جزء من تاريخ إمبراطورية فيكتوريا بينما نحن شطبنا أسم فيكتوريا (عشية الاستقلال) من الجادة المقابلة للقصر.
الشارع الذي يمر شرق حوش فاروق أأولى به فاروق الذي إشترى هذه الرقعة الشاسعة من الارض ليستر بها موتى المسلمين أم محمد نجيب ألذي ظل يتحسّر حتى مماته على ضياع السودان(المعنى مفهوم وواضح طبعا) بل كان سببا مباشرا جدا لاول واسوأ مأساة دموية في تاريخ السودان الحديث. الامثلة لكثرتهابحاجة لجهودالسيديوسف فضل ليحصرها ويقوم المعوج منها.