رأي ومقالات

احمد يوسف التاي: طبيبة تشكو(إحتلال) أسرة بكاملها للمستشفى

في وزارة خدمية مهمة بولاية الخرطوم لفت نظري تطابق أسماء موظفين للجد الرابع، تساءلت حينها عن سر التطابق العجيب فقيل لي أن هذه الوزارة (ماركة مسجلة) لأسر محددة ،

وما كنا نصل إلى نهايات ذلك (الشمار) المثير حتى دخلت علينا طبيبة تشكو(إحتلال) أسرة بكاملها للمستشفى الذي تعمل فيه تلك الطبيبة حيث احضرت مستندا يشير إلى أن كتيبة أسرية كاملة بسطت سيطرتها على ذلك المستشفى الذي يرزح الآن تحت نير (الإحتلال الأسري) مثله مثل كثير من مؤسساتنا القومية التي استسلمت تحت ركائب الأسر المتنفذة والعائلات ذات الباع الطويل..

قرأت قبل فترة تحقيقا صحافيا بالمستندات تحدث عن 60 شقيقا بإحدى الجامعات تقاسموا (الوظائف) ومعهم (6) زوجات وزوجين واكثر من (37) من الاسرة الواحدة داخل الجامعة وتشيرالمعلومات ان هنالك شخصا واحدا وصل عدد تعيين ذويه الى 112 شخصا في كافة اطراف السودان بفروع وقطاعات الجامعة المختلفة ..؟ وهناك وزارات ومؤسسات حكومية كادت أن تكون حصرية لأسر محددة ..

في صفحتي الساخرة من (أقصى المدينة) كنت قد جسدت هذه الحالة في طرفة تقول أن أحد زملاء (مدير) إحدى المؤسسات المحتلة أسريا وكان يقصد زيارة (المدير)عندما وصل البوابة الخارجية عرف بعد حوار قصير مع أفراد التأمين أن إثنين منهم من أبناء شقيق مديرالمؤسسة ، وفي الإستقبال أخبره الموظف بشيء من العفوية : (والله خالي دا لسه ما جا، لكن كدي أسأل في المكتب الفاتح علينا دا بتلقى بتو أو ولدو ) والبنت بدورها وجهته بأن يسأل شقيقتها الأكبر في المكتب التاني ، وبنته الكبيرة قالت للسائل : والله أنا ماعندي علم إلا تمشي تسأل ماما ، فاعتذر الزميل بلطف: لا لا أنا مستعجل ما بقدر أمشي البيت قالت ليهو لا لا ماما شغالة هنا في المكتب داك)..

من حق أي سوداني أن يتوظف داخل مؤسسات الدولة أوخارجها لكن (ما بالطريقة دي يا جماعة خلي عندكم دم ..!!!) … هذه مجرد إشارات فقط للفوضى الضاربة بأطنابها في الخدمة المدنية اليتيمة التي اصبحت نهبا وسلبا بفعل (الواسطات) و(المجاملات) والإستعمار العائلي والشلليات والتكتلات الأسرية ، هناك مؤسسات تحولت إلى قلاع محصنة فرّخ فيها الفساد وقويت أظافره ، لا مكان ولامجال فيها للغرباء ودونكم قصة مدير إحدى الوحدات الذي كشف (الملعوب) فوجد نفسه خارج المنظومة …

المطلوب الآن ثورة لتطهير الخدمة المدنية من هذا العبث ، وتحرير بعض مؤسساتنا القومية من (الإحتلال) الذي تمارسه بعض الأسر .. نريد ثورة تمسك بمعاول الحق لتدك حصون الباطل والظلم الذي تجبر .. هذه الفرص التي يسطو عليها هؤلاء وينهبون تحت ستارها حوافز الأداء لـ (ناس اصلا ماشغالين) نحتاجها لأبناءنا الخريجين الذين يبيعون (النبق واللالوب) تحت اشعة الشمس الحارقة وقد توسدوا شهاداتهم ، فمن يزيح هذا الظلم الظاهر عن صدور الغلابى .. الآن كثير من المسؤولين يعلمون علم اليقين أن المؤسسات التي يديرونها تحولت إلى (مستعمرات اسرية وعائلية ) ومع ذلك لا يحركون ساكنا ، فهل هذا الامر يحتاج إلى مستندات .؟!
احمد يوسف التاي

‫2 تعليقات

  1. تشيل صورتك دى .. ولا اكلم ليك عمى بعد يجى من مؤتمر الدرفسه في ماليزيا ؟؟