الصورة التي جمعت بين الترابي والقرضاوي وعلي الحاج في العاصمة القطرية الدوحة، ونشرتها أمس هذه الصحيفة تُظهر حديثاً كان جارياً بين الأول والثاني، ترى ما هو الكلام الأهم بينهما بعد المفاصلة؟!.. وبعد تكوين حركة العدل والمساواة بواسطة مجموعة على رأسهم خليل إبراهيم، وجبريل إبراهيم، وسليمان جاموس، وبارود صندل؟! أخشى أن يكون الترابي حاول إقناع العَالِم القرضاوي أنه بالانشقاق من الحزب الحاكم بعد حل المجلس الوطني كان هو ومجموعته على حق، وأن البشير خطا بقرارات الرابع من رمضان خطوة إلى الوراء.. خطوة تراجع عن المشروع الحضاري. القرضاوي عالِم وليس سياسياً مثل رئيس وأعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أو أعضاء قيادة الحركة الإسلامية في السودان، ولذلك يمكن للترابي أن يستوعب المدخل لإقناعه بأن انشقاقه ومجموعته من الحزب الحاكم كانت لإنقاذ المشروع الحضاري. وهنا ينبغي أن يستوقف الشيخ الجليل القرضاوي مرحلة الحكم في السودان بعد «المفاصلة»، فقد استعدلت العلاقات السودانية الخليجية وكان حسن تعامل مصر «مبارك» لصالح الشعب السوداني. وهذا يجعل الشيخ القرضاوي يوجه لوماً للترابي، إذ أنه لم يصبر على حل المجلس الوطني ـ وقد كان برلماناً معيناً لا قيمة شورية له اللهم إلا خطوة أولى نحو عملية التحول الديمقراطي ـ وخطوة صغيرة، لكن تأتي أهميتها من أن قبلها كان رئيس المجلس الوطني أحد الانقلابيين وهو محمد الأمين خليفة. لقد كان البرلمان في عهد الترابي سمجاً.. وأيضاً كل ما كان يدور فيه من نقاش، لكنه اليوم يمكن أن يحرك الشارع، خاصة أن زعيم المعارضة فيه شخصية مثل إسماعيل حسين. والمجلس الوطني بهذا الشكل الديمقراطي لا يستطيع الترابي أن يتأقلم معه، فهو يريد مجلساً وطنياً مثل مجلس الوزراء. يريد الترابي أن يكون رئيس وزراء غير معلن، يريد أن يحول السلطة التشريعية إلى سلطة تنفيذية موازية لسلطة الدولة التنفيذية.. وهذا ما قاد الرئيس إلى إصدار قرارات الرابع من رمضان. وموازاة السلطة التنفيذية بالسلة التشريعية، هل علمها القرضاوي؟!.. العمل العام يحتاج إلى الصبر والترابي لا يصبر، فقد كان رد الفعل منه عنيفاً جداً بعد صدور قرارات الرابع التي كانت بالفعل اختباراً لصبره وحكمته.. وكذلك كان اتباعه، وقد وقف أحد أعضاء حزبه وهو «المحامي» أبو بكر عبد الرازق بعد صلاة الجمعة في مسجد الجامعة بعد صدور قرارات الرابع بأيام يقول عبر المايكرفون الاسبيكر: «إن علي عثمان هو راعي العلمانية في السودان».سبحان الله تخيل هذا «المفهوم» من محام.. علي عثمان؟! سبحانه الله. إذن مَنْ الإسلامي في السودان؟!. إن علي عثمان رأيته بأم عيني يجلس إلى مواطنين في مسجد، لعله مسجد الراشدين ويفسر القرآن، وكان يشرح في سورة يوسف وهو متقلد منصب النائب الأول للرئيس، فمن الآن من إسلاميي المعارضة يفعل هذا؟! هذا كان هو رد الفعل يا «قرضاوي».
لست هنا أدافع عن «علي عثمان» لكن فقط وددت أن اُوصل رسالة للقرضاوي حول رد الفعل بعد صدور قرارات الرابع من رمضان.
لقد ارتاح السودان من محمود محمد طه يا «قرضاوي» لكن جاءنا «محمود الصغير» من بعده يطلق الشطحات الدينية.
في قطر جلس الترابي مع القرضاوي وراح يحكي له عن الأوضاع في السودان. وأرجو ألا يقول إن ما حدث لمرسي حدث له من قبل. وفي قطر حيث قناة «الجزيرة» يمكن أن يستجيب الترابي لدعوة برنامجين في هذه القناة هما «بلا حدود» و «الشريعة والحياة»، لكنه في اعتقادي يرفض دعوة برنامج «الاتجاه المعاكس» لأن الترابي لا يحب المناظرات ويهرب من أن يجادله أحد. «وقالوا يا نوح لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا». إن صاحب الحجة يسعى للجدال، ويهرب منه من لا يحملها. علي الحاج في الصورة يبدو أنه كان يستمع حين التقاطها إلى حديث الترابي إلى القرضاوي. وعلي الحاج يقول عبر الهاتف لبرنامج «مؤتمر إذاعي» أمس الأول الجمعة إن قضية الاتصال بالحركات المسلحة يجب عدم تركها للشعبي.. يقولها بكل غرور سياسي.. غرور من فراغ طبعاً. والسؤال من تركها لحزب الترابي أصلاً؟! إن حزب الترابي متهم رسمياً بأنه وراء تكوين حركة متمردة يقودها بعض أعضائه من أبناء دارفور، وهم في صراع مع بعض الحركات الأخرى.. وهذا يعني أن المؤتمر الشعبي ليس مؤهلاً لتترك له قضية الاتصال بالحركات المتمردة. غرور سياسي من فراغ.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا
ع.ش
هذا المدعو كسلا كل مقالاته الترابى الترابى الترابى .عيز يشتهر بالاساء الى شيخ حسن. والله انك تسبح عكس التيار.بلا قرف معاك انتقادات دى كانت فى الزمن الماضى. انت الان شخارج الشبكة